عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-09-2019, 08:45 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة فى مقال الجودة

قراءة فى مقال الجودة
بدأ الكاتب مقاله بالسؤال عن معنى الكلمة فقال :
"ماذا تعني هذه الكلمة ولماذا أصبحت أشهر كلمة في هذه الأيام وما هو سرُ شهرتها؟
ثم أجاب قائلا:
"الجودة كما هي في قاموس اكسفورد تعني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة وعرفتها مؤسسة او. دي.آي. الأمريكية المتخصصة في تدريب وإعداد الشركات لتصبح متصفة بالجودة بأنها إتمام الأعمال الصحيحة في الأوقات الصحيحة"
لا أدرى أين ذهبت عقول القوم حتى يقوموا باستيراد المعانى والمصطلحات من الأجانب بدلا من البحث فى ثقافتهم ظ
الجودة هى المعروفة بالإتقان لإتقان العمل وهو ما عبر الله عنه بالوسع فى قوله تعالى :
"لا يكلف لله نفسا إلا ما آتاها"
فالجودة هى أداء ما فرض الله على الإنسان وهو ما عبر عنه القول المأثور :
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
ثم تحدث الكاتب عن كون الجودة سبب بقاء المؤسسات واستمرارها فقال:
"و يتحدث رئيس مجلس الإدارة والهيئة التنفيذية لهذه المؤسسة الناجحة الدكتور جورج هـ. لابوفيتز فيقول إن سمعة الجودة شيء ضروري لمستقبل شركتك و يضيف وأنا أظن أن أغلبيتنا نوافق على هذا المفهوم الملح العاجل، حيث أننا نفهم الجودة على أنها مسألة البقاء والاستمرار في العمل. "
والكلام هنا يعبر عن المجتمع الرأسمالى المتنافس فقط ولا يعبر عن المجتمعات الأخرى فمجتمع كالمجتمع الصينى الحالى لم يجعل اقتصاده قائم على جودة واحدة بل يصنع ويصدر حسب القدرة الشرائية ومن ثم فالجودة التى ينتهجها متعددة المستويات فمثلا السيارات التى ينتجها لدول الخليج تختلف عن السيارات التى يصدرها لبلد كمصر يختلف عما يصدره من سيارات لدول أفريقيا الفقيرة فيصدر الجودة العليا لمن عنده مال أكثر والمتوسطة للأقل مالا والأقل جودة للدول قليلة المال وهذا النظام نجده فى كل دولة تقريبا بسبب اختلاف الرواتب والمعاشات فى المقدار فمن يقبض أكثر يشترى الأجود ومن يقبض قبضا متوسطا يشترى الأقل جودة ومن يقبض قليلا يشترى الاحقر جودة وهوأمر فهمته الشعوب حين قالت فى الامثال عن الإنفاق :
"مد رجليك على قدر لحافك"
"كل برغوث على قدر دمه"
ثم تكلم عن ضرورة قيام أراد المؤسسة بالتفانى فى العمل من أجل الجودة فقال:
"إن الجودة لا تتأتى بالتمني ولن تحصل عليها المؤسسة أو الفرد بمجرد الحديث عنها بل إن على أفراد المؤسسة ابتداءً من رئيسها في أعلى قمة الهرم إلى العاملين في مواقع العمل العادية وفي شتى الوظائف أن يتفانوا جميعا في سبيل الوصول إلى الجودة."
وهو كلام لا يستند على الواقع فالجودة سهل تقديمها فالموظف الخدمى يقوم باستيفاء الأوراق لا أكثر ولا أقل وهو أمر لا يحتاج هد جهيد ولا حكاية التفانى والموظف المنتج يقوم بضغط الأزرار والآلات تعمل أو يقوم بتقفيل المنتج ومن ثم فالجودة هى مجرد أداء كل موظف لعمله وأما الدقة الأعلى مثلا فى الصناعة أو فى الزراعة أو غيرها فهى تحتاج للباحثين والمخترعين والمكتشفين وغالبا هؤلاء يفعلون ما يفعلونه خارج المؤسسات التى تشترى مخترعاتهم ومنتجاتهم
ثم بين الكاتب ركائز الجودة فقال:
"والجودة تحتاج إلى ركائز متعددة لتبقيها حية وفاعلة طوال الوقت. وهذه الركائز هي:
1-تلبية احتياجات العميل، وهنا لا بد أن ننوه بأن العميل هو زميلك في العمل الذي تقدم له الخدمة أو المعلومات أو البيانات التي يحتاجها لإتمام عمله أو أنه هو العميل الخارجي الذي تقدم له المؤسسة التي تعمل فيها الخدمة أو المنتج.
إذن هنا لا بد أن نقدم الخدمة المتميزة والصحيحة للعميل في الوقت والزمان الذي يكون العميل محتاجاً إلى الخدمة أو المنتج.
إن تقديم الخدمة أو المنتج الخطأ أو في الوقت غير الملائم يؤدي دوما إلى عدم رضا العميل وربما إلى فقده. "
فى الإسلام لا يوجد شىء تلبية احتياجات العميل فهذا يكون فى المجتمع المفتوح الكافر وأما فى الإسلام فهناك حدود لاحتياجات العميل فمثلا لا خمور ولا أدخنة ولا طعام محرم ولا قضبان صناعية أو مهابل صناعية
وأما الركيزة الثانية:
"2-التفاعل الكامل، وهذا يعني أن كل أفراد المؤسسة معنيين بالعمل الجماعي لتحقيق الجودة. فكل فرد في مكانه مسؤول عما يقوم به من أعمال أو خدمات وعليه أن ينتجها أو يقدمها بشكل يتصف بالجودة.
إن هذا يعني كذلك أن الجودة مسؤولية كل فرد وليست مسؤولية قسم أو مجموعة معينة. التقدير أو القياس، وهذا يعني أنه بالإمكان قياس التقدم الذي تم إحرازه في مسيرة الجودة.
ونحن نرى أنه عندما يعرف العاملون أين أصبحوا وما هي المسافة التي قطعوها في مشوار الجودة فإنهم وبلا شك يتشجعون إلى إتمام دورهم للوصول إلى ما يرغبون في إنجازه."
قيام كل فرد بواجباته كما يجب هى الركيزة الأولى والأخيرة فهى غتقان العمل والذى يؤدى فى النهاية لصحة المجتمع ككل وانتظامه وسيادة العدل فيه
وأما الركيزة لثالثة فهى :
"3-المساندة النظامية، المساندة النظامية أساسية في دفع المؤسسة نحو الجودة. فإنه ينبغي على المؤسسة أن تضع أنظمة ولوائح وقوانين تصب في مجملها في بوتقة الجودة وفي دعم السبل لتحقيقها.
إن التخطيط الإستراتيجي وإعداد الميزانيات وإدارة الأداء أساليب متعددة لتطوير وتشجيع الجودة داخل المؤسسة. "
هذا كلام فارغ فالمفروض هو وحدة قوانين العمل فى كل المؤسسات لن اختلافها يؤدى غلى ما نحن فيه من وجود أغنياء وفقراء ومن وجود تعطل للعمل لأن الظلم يجر الظلم فلا تتوقف عجلته فحيثما اختلفت المرتبات والمعاشات فهناك ظلم تدور عجلته فإما أن يظلم الأقل نفسه بأن يعمل عدة أعمال استفد صحته وغما أن يعطل العمل ليأخذ رشاوى وغما أن يسرق المؤسسة التى يعمل بها أى طريقة ومن ثم فاى حديث عن اختلافات فى القوانين هو صب فى خانة الظلم
"4-التحسين بشكل مستمر، إن المؤسسات الناجحة تكون دوماً واعية ومتيقظة لما تقوم به من أعمال وتكون كذلك مراقبة لطرق أداء الأعمال وتسعى دوما إلى تطوير طرق الأداء وتحسينها.
وهذه المؤسسات ترفع من مستوى فاعليتها وأدائها وتشجع موظفيها على الابتكار والتجديد. إن الجودة تدوم وتستمر ما دامت المؤسسة تعتني بها وتجعل منها دستوراً وقاعدة ترتكز عليها."
وحكاية التحسين المستمر هذه مشوك فيها عندما تكون المؤسسة خدمية لأن مهمتها الأولى تخليص الأوراق ويبقى الجزء العملى منها فى المشافى أو فى المدارس مثلا يعتمد على الخبرات واستحداث سائل تعليمية وهو ما يعتمد على المال
وتحدث الكاتب عن أهمية الجوائز للمؤسسات فقال:
"هنا لا بد أن نقول أن حصول المؤسسة على بعض الجوائز العالمية كشهادة أسو أو جائزة دبي للجودة تجعل المؤسسة في موقع متميز يصعب عليها التخلي عنه مهما كانت الأسباب. ...ط
وهو كلام لا أساس له عند المسلم فالمسلم يعمل من أجل إرضاء الله وليس من أجل الحصول على جوائز مالية أو حتى جوائز ورقية تشجيعية تقديرية
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس