[السمو]

( 10 )

ربما لن أعجب ولن تعجبوا إذا أغلق أحدنا على نفسه الأبواب
ثم تداعت عليه وساوس الشيطان من كل حدب وصوب
ثم ابتعدت عنه شيئاً فشيئاً مخافة الله ومراقبته له
ثم وهو يتقلب في نعم الله تجده يعصي الله بنعمه ويهتك حرمات الله
في لحظة غاب فيها الإيمان وسيطرت وساوس الشيطان
لن أعجب من ذلك فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون
لكن عجب العجاب بعدما ينتهي الأمر وتكتب المعصية
وينجلي الليل تجد ذلك الضعيف المغرور يتباها بما فعل
أمام ربعه وخلانه وقد بات يستره الله وهو يكشف ستر الله عليه
ويفتخر بما فعل ظناً منه أن الله غافل عنه
نسي أو تناسى ذلك الإنسان أن الله عز وجل وهو المطلع عليه
يستدرجه من حيث لا يعلم ،، ونسي أو تناسى أن كل البشر معافى إلا المجاهرين
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( ‏كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )
ما أحلم الله علينا ،، وما ألطفه بنا
وليدرك المرء أن المعصية مهما كانت في السر أو العلن خطيرة
ولنتذكر دائماً وابداً هذا الحديث
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لاعلمن اقواما من امتي يأتون يوم القيامة بحسنات امثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان يارسول الله صفهم لنا وجلهم لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال اما انهم اخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )

أسال الله أن يغفر زلاتنا ويستر عيوبنا

دائم العلو
السبت 18 / 2 / 1427 هـ