عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-12-2021, 08:44 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,971
إفتراضي

"والخطأ الأخر هو اتساع الدرجة كما بين السماء والأرض وهذا يعنى أن الدرجات المائة أو الأكثر من السبعة أعظم فى الإتساع أضعافا مضاعفة وهذا يخالف أن الجنة مساحتها كمساحة الأرض والسماء مصداق لقوله تعالى "وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض "
ثم قال:
"وفي حديث أبي سعيد في صحيح مسلم أن النبي (ص) ( قال لأبي سعيد : (( من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا وجبت له الجنة فعجب لها أبو سعيد فقال : أعدها علي يا رسول الله(ص) ففعل ، ثم قال رسول الله(ص) : وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، قال : وما هي يا رسول الله(ص) ، قال : الجهاد في سبيل الله ))"
وتكرر الخطأ السابق فى عدد درجات الجنة ثم قال :
"وفي الحديث الذي رواه البخاري وأحمد من حديث أبي عبس عبد الرحمن بن صير أن النبي (ص) قال : (( من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار )) "
ومعنى الحديث صحيح
وعن محمد بن المنكدر قال : مر سلمان الفارسي على شرحبيل بن السمط وهو في مرابط له ، وقد شق المقام عليه ، وعلى أكثر الصحابة فقال لهم سلمان : ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله(ص)؟قالوا : بلى قال سمعته يقول : (( رباط يوم وليلة في سبيل الله أفضل أو قال : خير – من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجري عليه رزقه و وأمن الفتان ))
الخطأ فى الرواية جريان العمل بعد موت المجاهد وأخذه لثوابه فلا أحد يأخذ أجر على شىء لم يعمله أى لم يسع له مصداق لقوله تعالى :
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
فالسعى ينتهى بالموت ثم قال :
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي (ص) (ص) قال : (( والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يكلم في سبيله – إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك)) "
الخطأ ه مجىء الشهيد يوم القيامة مجروحا ملونا مريحا ويخالف هذا أن الإنسان يأتى سليما حتى بنانه يكون كما هى وفى هذا قال تعالى :
"أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه "
فهو يعود كما بدأ كما قال تعالى :
"كما بدأكم تعودون" ثم قال :
"وفي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود أن النبي (ص) (ص) قال : (( إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر ، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى ملك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئا ؟ فقالوا : أي شيء نشتهي ؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : يارب ! أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا ))
الخطأ الأول فى الحديث أن أرواح الشهداء فى طير خضر ويخالف هذا أن الشهداء أحياء حياة حقيقية وليسوا فى طير خضر مصداق لقوله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "كما أن الأكل والشرب والنيك فى الجنة يحتاج لوجود أجسام
والخطأ الأخر هو إرادة الشهداء العودة للدنيا للقتال ويخالف هذا فرحة الشهداء فى الجنة والفرح لا يريد ترك مكان الفرح أبدا لوجود كل وسائل الراحة والمتعة فيه وفى هذا قال تعالى "بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله "زد على هذا علمهم أن لا عودة للدنيا بعد الموت لتحريم الله لذلك ثم قال :
"ولذلك قال النبي (ص) لجابر بن عبد الله : (( ألا أخبرك ما قاله الله لأبيك )) قال بلى ، قال : (( ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب ، وكلم أباك كفاحا )) فقال : يا عبدي تمن علي أعطك ، قال يارب تحييني فأقتل فيك ثانية ، فقال : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ، قال : يارب فأبغ من ورائي ، فأنزل الله تعالى : {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } "
الخطأ حدوث معجزات هى تكليم الله لعبد الله كفاحا وهو ما يخالف أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده فقال:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
ثم قال :
"ومن أجل هذا كله ورد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي (ص) (ص) قال : (( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق )) "
يتنافى الحديث مع أن الجهاد ليس على الكل ومنهم قسم الله المسلمين لمجاهدين وقاعدين ثم قال:
وأكتفي بهذا القدر من الأحاديث وإلا فهي كثيرة
وأختم بهذه الأبيات المعبرة التي تبين شرف الجهاد وفضله
والتي أرسل بها الإمام المجاهد العلم عبد الله بن المبارك لأخيه القانت الزاهد الورع عابد الحرمين الفضيل بن عياض يذكره فيها بشرف الجهاد في سبيل الله فيقول :
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا وهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في أنف امريء ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب"
وحدثنا الرجل عن الثبات فى الجهاد فقال :
"رابعا : وجوب الثبات في الجهاد
ولما كان هذا هو شرف الجهاد وفضله أمر الله جل وعلا بالثبات أثناء الزحف للقاء الكفار والمشركين لأن قلب المؤمن ينبغي أن يكون راسخا ثابتا لا تهزمه في الأرض قوة ما دام موصولا بالله القوي العزيز : {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ويجب أن يكون هذا القلب كذلك على يقين أن الآجال بيد الله وأن واهب الحياة هو الله ، وأنه إلى الله إن عاش حيا إلى الله إن كتبت له الشهادة ، ومن ثم جاء هذا الأمر الرباني الكريم بالثبات والصبر والذكر ، والذل لله والطاعة وعدم الكبر ، وعدم التنازع فقال سبحانه :{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط}
فهذه هي العوامل الحقيقية للنصر :
- الثبات عند لقاء العدو
- كثرة الذكر لله عز وجل
- الطاعة لله والرسول (ص)
- البعد عن النزاع والخلاف
- الصبر على تكاليف المعركة
- الحذر من البطر والرئاء والبغي
واستحباب الصحب الكرام الذين رباهم سيد الأنام (ص) لهذا الأمر الرباني الكريم وضربوا أروع الأمثلة في الثبات في ساحة الوغي وميدان البطولة والشرف حينما تصمت الألسنة الطويلة ، وتخطب السيوف والرماح على منابر الرقاب ، وأكتفي بهذا المشهد الكريم لأنس بن النضر الذي صرخ في الناس يوم أحد لما أشيع الخبر بأن رسول الله(ص) قد مات ، وبدأ الجيش ينسحب راجعا إلى المدينة معتقدا أن أمر هذا الدين قد انتهى قام أنس ليقول : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ فقال : أين يا أبا عمرو فقال أنس : واها لريح الجنة يا سعد ، إني أجده دون أحد ، ثم مضى فقاتل القوم حتى قتل فما عرف حتى عرفته أخته ببنانه وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورميته بسهم !! والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أنس "
الثبات فى الجهاد لا يعنى سوى الحرب أو العودة إلى الحرب ففى بعض المعارك يكون البقاء فى الميدان ضرب من الحماقة حيث يفنى بقية المجاهدين إن ظلوا فى الميدان ومن ثم ينتهى جيش المسلمين ومن ثم يجب أن ينسحبوا من الميدان ليعودوا مرة أخرى فى معركة أخرى فهذا ليس هروبا وإنما حفاظ على بعض القوة المتبقية للعودة للانتصار مرة أخرى
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس