أغْنياتٌ لِعيونِ بهية( 3 )
آهٍ بَهيَّةُ
يا حروفَ الدَّمْعِ يا دَمْعَ الْحروفِ ومُنْتَهى
تِيْهِ الْقَصيدةِ نَحْوَ أَشْرِعَةِ النَّجاةِ إلى بلادِ الشَّمْسِ والْحُبِّ الْمُعَتَّقِ في
تباريحِ النَّخيلِ بِأُغْنياتِ الشَّوْقِ مِن
ليلِ الْمُسافِرِ في صحاري العُمْرِ والبُعْدِ الطَّويلْ
سَكَنَ الْفِراقُ حُروفَنا
وتَمَدَّدتْ
بَيْنَ السُّطورِ مَلامِحُ التَّغريبِ حَتَّى أَسْكرتْنا خُطْوُهُ
أيْنَ ابْتِسامُكِ والْأصيلُ يشُدُّ خَيْمَتَهُ بِشاطئكِ الْمُحَنّى بالهوى ؟
والطَّيْرُ يَشْدو لَحْنَهُ
للْعاشِقينَ و لِلْحيارى الْعابرينَ
إلى ضِفافِ الْلانهايةِ للْمُنى الْمولودِ
في الْقلبِ الْعليلْ
لِمَ لَمْ يَعُدْ
حُضْنُ الْمساءِ يَلُمٌّنا
حَيْثُ الْحكايا في فم المِزْمارِ مِدْفأةُ الْغلابةِ
في لياليكِ الطِّوالِ على أَسِرَّةِ حُلْمهمْ ؟
لِمَ فارقتْ
واديكِ أنْغامُ السَّواقي حِيْنَ تُنْشِدُ مِنْ تَراتيلِ الْمياهِ
رِسالةَ التَّوْحيدِ
و الْولهى بِعِشْقِ الْأرْضِ والْإنسانِ
تَحْفرها على
جُدُرِ الزّمانِ وفي أهازيجِ السّطورْ ؟
لِمَ تأْكُلُ الْغِربانُ مِنْ رأْسِ الْأماني خُبْزَها ؟
لِمَ لَمْ تَعودي تُلْهِمينَ الشِّعْرَ ألْحانَ الْلُقا ؟
حتّى يَردَّ الْحَرْفُ إبْصارَ الْمُسافِرِ في منافي التِّيْهِ
والْجُبِّ الْمُعَشِّشِ في حشاهُ
وأنْتِ
أْجْوِبَةُ المسافةِ
واخْتِصارُ الْعِشقِ
والْحُلْمُ الْمُحالُ لنا
كَأَجْنِحَةِ الطِّيورْ
آهٍ بَهِيَّةُ
كَمْ غَدوْتِ بَعيدةً
بالرَّغْمِ مِنْ
قُرْبِ الشُّعورْ