اذا اراد الله ان يسلب من عبد نعمة اغفله عن صيانتها واذا اراد ان يمنحه نعمة هيأه لحسن استقبالها واذا اراد ان يمنحه في نعمة ايقظ عقله وهواه فإن غلب هواه عقله لم يكن بها جديرا .. ومن استبعده هواه لم يتحرر من الرق ابدا وهو مستعبد لأسخف الآلهة الكاذبة واشدها قوة وضرارة
والصدق مطية لا تهلك صاحبها وان عثرت به قيلا والكذب مطية لا تنجي صاحبها وان جرت به طويلا
وهذه الدنيا اولها بكاء واوسطها شقاء وآخرها فناء ثم اما نعيم ابدا واما عذاب سرمدا .
عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ان العبد ليتكلم ما يتبين فيها يزل بها الى النار ما بين المشرق والمغرب ..متفق عليه
وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال اذا اصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا : رواه الترمذي
فلا يسح بكم الخيال فتقولوا ما ليس له وجود الا في عقولكم .. ولا تعيث بكم الظنون فتكبوا ما يزيد صحائفكم امام الله سوادا .. وعلى كل كاتب في صحيفة او غيرها ان يتق الله فيما يكتب فما بعد العثرات الا الكبوات وما بعد الكبوات الا ..؟
وهنا نحتاج الى وقفة مع انفسنا نفكر ونتدبر في حجمنا وضآلتنا في هذا الكون ونفكر في سر وجودنا في الحياة ولذلك اعطى الله الانسان القلب والعقل فهو اما شاكراً او كفوراً
والله المستعان . ان ربك لبالمرصاد .
|