عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-04-2008, 09:37 PM   #13
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أبو تمام وعروبة اليوم

عبد الله البردوني




مـا أصدق السيف! إن لم ينضه iiالكذب وأكـذب السيف إن لم يصدق iiالغضب

بـيض الـصفائح أهـدى حين iiتحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها iiالـغلب

وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء iiبلا فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم iiكسبوا

أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن iiإلى أنـصاف ناس طغوا بالعلم iiواغتصبوا

قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو iiشربوا

مـاذا جـرى... يـا أبا تمام iiتسألني؟ عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما iiالسبب

يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو iiالنقب)

مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟ كلا وأخزى من (الأفشين) مـا iiصلبوا

الـيوم عـادت عـلوج (الروم) iiفاتحة ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب iiوالسلب

مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال iiولم نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم iiوالكتب

فـأطفأت شـهب (الـميراج) iiأنـجمنا وشـمسنا... وتـحدى نـارها iiالحطب

وقـاتـلت دونـنا الأبـواق iiصـامدة أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو iiهربوا

حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا وإن تـصدى لـه الـمستعمر iiانسحبوا

هـم يـفرشون لـجيش الغزو iiأعينهم ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن iiيـثبوا

الـحاكمون و»واشـنطن« iiحـكومتهم والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا iiغربوا

الـقـاتلون نـبوغ الـشعب iiتـرضيةً لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم iiالـقُرَب

لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً iiولهم هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب

مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل iiكذبت أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه iiالذهب؟

عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على وجـودها اسـم ولا لـون.ولا iiلـقب

تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) iiاتـقدوا ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا iiالـشهب

قـبل: انتظار قطاف الكرم ما iiانتظروا نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها iiالتهبوا

والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا iiبلغوا نـضجاً وقـد عصر الزيتون iiوالعنب

تـنسى الـرؤوس العوالي نار iiنخوتها إذا امـتـطاها إلـى أسـياده iiالـذئب

(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني نـسر وخـلف ضلوعي يلهث iiالعرب

مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا iiأبتي؟ مـليحة عـاشقاها: الـسل iiوالـجرب

مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا iiثمن ولـم يمت في حشاها العشق iiوالطرب

كـانت تـراقب صبح البعث iiفانبعثت فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو iiوترتقب

لـكنها رغـم بـخل الغيث ما iiبرحت حبلى وفي بطنها »قحطان« أو »كرب«

وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي ii»يمن« ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب

»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف iiأنا؟ شـبابة فـي شـفاه الـريح iiتـنتحب

كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب

أرعـيت كـل جـديب لـحم iiراحـلة كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب

ورحـت مـن سـفر مضن إلى iiسفر أضـنى لأن طـريق الـراحة iiالتعب

لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما iiسفر رحلي دمي... وطريقي الجمر iiوالحطب

إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى iiفـأنا فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب

قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي وحـولي الـعدم الـمنفوخ iiوالـصخب

»حـبيب« هـذا صـداك اليوم iiأنشده لـكن لـماذا تـرى وجـهي iiوتكتئب؟

مـاذا؟ أتعجب من شيبي على iiصغري؟ إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف iiتعتجب؟

والـيوم أذوي وطـيش الـفن iiيعزفني والأربـعـون عـلى خـدّي iiتـلتهب

كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على وجـه الأديـب أضـاء الفكر iiوالأدب

وأنـت مـن شبت قبل الأربعين iiعلى نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب

وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب

شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى ii(ملك) يـحثك الـفقر... أو يـقتادك iiالـطلب

طوفت حتى وصلت (الموصل) iiانطفأت فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب

لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ iiيـبدأه ولادة مـن صـباها تـرضع iiالـحقب

»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب

ومـاتـزال بـحـلقي ألـف iiمـبكيةٍ مـن رهبة البوح تستحيي iiوتضطرب

يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا iiدمـنا ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب

سـحائب الـغزو تـشوينا iiوتـحجبنا يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا iiالسحب؟

ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« iiبـارقنا (إن الـسماء تـرجى حـين iiتحتجب)



(إن الـسماء تـرجى حـين iiتحتجب)




أمي
عبد الله البردوني
تـركـتني هـاهنا بـين الـعذاب ومـضت، ياطول حزني iiواكتئابي

تـركـتني لـلشقا وحـدي iiهـنا واسـتراحت وحـدها بين iiالتراب

حـيـث لاجــور ولا بـغي iiولا ذرة تـنـبي وتـنـبي iiبـالخراب

حـيـث لاسـيـف ولا iiقـنـبلة حـيث لاحـرب ولا لـمع iiحراب

حـيـث لاقـيـد ولا سـوط ولا ظـالم يـطغى ومـظلوم يـحابي

خـلـفتني أذكـر الـصفو iiكـما يـذكر الـشيخ خـيالات الـشباب

ونــأت عـني وشـوقي حـولها يـنشد الماضي وبي-أواه- ما iiبي

ودعـاهـا حـاصد الـعمر iiإلـى حـيث أدعـوها فتعيا عن iiجوابي

حـيـث أدعـوها فـلا iiيـسمعني غـير صـمت القبر والقفر iiاليباب

مـوتـها كــان مـصابي iiكـله وحـياتي بـعدها فـوق iiمـصابي

أيـن مـني ظـلها الـحاني iiوقـد ذهـبت عـني إلـى غـير iiإياب

سـحبت أيـامها الـجرحى iiعـلى لـفحة الـبيد وأشـواك الـهضاب

ومـضت فـي طـرق العمر iiفمن مـسلك صـعب إلـى دنيا iiصعاب

وانـتهت حـيث انتهى الشوط iiبها فـاطمأنت تـحت أسـتار iiالغياب

آه "يـا أمـي" وأشـواك iiالأسـى تـلهب الأوجـاع في قلبي المذاب

فـيك ودعـت شـبابي iiوالـصبا وانـطوت خلفي حلاوات iiالتصابي

كـيـف أنـساك وذكـراك iiعـلى سـفر آيـاتي كـتاب فـي iiكتاب

إن ذكــراك ورائــي iiوعـلى وجـهتي حـيث مـجيئي iiوذهابي

كــم تـذكـرت يـديك iiوهـما فـي يـدي أو في طعامي iiوشرابي

كــان يـضـنيك نـحولي iiوإذا مـسـني الـبرد فـزنداك iiثـيابي

وإذا أبـكـاني الـجـوع iiولــم تـملكي شـيئاً سوى الوعد iiالكذاب

هـدهـدت كـفاك رأسـي مـثلما هـدهد الـفجر ريـاحين الروابي

كـم هـدتني يـدك الـسمرا iiإلى حقلنا في(الغول) في (قاع iiالرحاب)

وإلـى الـوادي إلـى الـظل إلى حـيث يلقى الروض أنفاس الملاب

وسـواقـي الـنهر تـلقي iiلـحنها ذائـباً كـاللطف فـي حلو iiالعتاب

كــم تـمـنينا وكــم iiدلـلتني تحت صمت الليل والشهب الحوابي

كــم بـكت عـيناك لـما iiرأتـا بـصري يطفا ويطوى في iiالحجاب

وتـذكـرت مـصيري والـجوى بـين جـنبيك جـراح في التهاب

هـا أنـا يـا أمـي الـيوم iiفـتى طـائر الـصيت بعيد في iiالشهاب

أمــلأ الـتاريخ لـحناً iiوصـدى وتـغني فـي ربـا الـخلد ربابي

فـاسمعي يـا أم صوتي وارقصي مـن وراء الـقبر كالحور iiالكعاب

هــا أنـا يـا أم أرثـيك iiوفـي شـجو هذا الشعر شجوي iiوانتحابي




يقظة الصحراء

عبد الله البردوني



ألـقى الـشاعر هـذه iiالـقصيدة فـي حـفل حـافل بـدار iiالعلوم

مـمـثـلاً لــهـا iiبـمـناسبة ذكرى المولد النبوي سنة 1376هـ
************************.
حـي مـيلاد الـهدى عاماً فعاما وامـلأ الـدنيا نـشيداً iiمـستهاما

وامـض يا شعر إلى الماضي إلى مـلتقى الوحي وذب فيه iiاحتراما

واحـمل الذكرى من الماضي iiكما يـحمل الـقلب أمـانيه iiالجساما

هـات ردد ذكـريات الـنور iiفي فـنك الأسـمى ولـقنها iiالـدواما

ذكـريات تـبعث الـمجد iiكـما يـبعث الحسن إلى القلب iiالغراما

فـارتعش يـا وتـر الشعر iiوذب فـي كـؤوس الـعبقريات iiمداما

وتـنقل حـول مـهد iiالمصطفى وانـشد الـمجد أغـانيك iiالرِّخاما

زفـت الـبشرى مـعانيه iiكـما زفـت الأنـسام أنـفاس iiالخزاما

وتـجـلى يـوم مـيلاد iiالـهدى يـملأ الـتاريخ آيـات iiعـظاما

واسـتفاضت يقظة الصحرا iiعلى هـجعة الأكـوان بـعثاً iiوقـياما

وجـلا لـلأرض أسـرار iiالسما وتـراءى فـي فم الكون iiابتساما

جــل يــوم بـعـث الله بـه أحمداً يمحو عن الأرض iiالظلاما

ورأى الـدنيا خـصاماً iiفاصطفى أحـمداً يـفني من الدنيا iiالخصاما

«مـرسل» قـد صـاغه iiخـالقه مـن مـعاني الرسل بدءاً iiوختاما

قـد سعى - والطرق نار ودم ii- يـعبر الـسهل ويـجتاز iiالأكاما

وتـحدى بـالهدى جـهد iiالـعدا وانـتضى للصارم الباغي حساما

نـزل الأرض فـأضحت iiجـنة وسـماءً تـحمل الـبدر iiالـتماما

وأتــى الـدنيا فـقيراً iiفـأتت نـحوه الـدنيا وأعـطته iiالزماما

ويـتـيـماً فـتـبنته iiالـسـما وتـبنى عـطفه كـل iiالـيتامى

ورعـى الأغـنام بـالعدل iiإلـى أن رعـى في مرتع الحق الأناما

بــدوي مـدّن الـصحرا iiكـما عـلم الـناس إلى الحشر iiالنظاما

وقـضـى عـدلاً وأعـلى iiمـلة تـرشد الأعمى وتعمي من iiتعامى

نـشرت عدل التساوي في iiالورى فـعلا الإنـسان فـيها iiوتـسامى

يـا رسـول الحق خلدت iiالهدى وتـركت الـظلم والـبغي حطاما

قـم تـجد في الكون ظلماً iiمحدثاً قـتل الـعدل وبـاسم العدل قاما

وقـوى تـختطف الـعزل iiكـما يـخطف الصقر من الجو iiالحماما

أمـطر الغربُ على الشرق الشقا وبـدعوى الـسلم أسـقاه iiالحماما

فـمـعاني الـسلم فـي iiألـفاظه حـيل تـبتكر الـموت iiالـزؤاما

يـا رسـول الـوحدة الكبرى ويا ثـورة وسـدت الـظلم iiالرغاما

خـذ مـن الأعماق ذكرى iiشاعر وتـقـبلها صــلاة iiوسـلامـا


الشمس

عبد الله البردوني


أطـلت مـن الأفق بنت iiالسماء مـغـلفة بـالـشعاع iiالـنـدي

ووشـت بـساط الـفضا iiبالسنا وباللهب الـبـادر iiالـعسجدي

وبـالوهج الـدافيء iiالـمشتهي وبـالمنظر الـسحري iiالأجـود

فـجنت بـها نـشوات الـصبا وفـاضت بصدر الضحا iiالأمرد

وأهـدت سـناها السماوي iiإلى رؤوس الـربا والـثرى iiالأوهد

إلـى الطود والسهل iiوالمنحنى إلـى الـماء والـطين iiوالجلمد

إلـى الكوخ والقصر مهد iiالغنى إلـى الـسوق والسجن iiوالمعبد

ووزعـت الـنور في iiالعالمين وجـادت عـلى الـعبد والسيد

عـلى الـمترفين على iiالبائسين عـلى المجتدى وعلى المجتدي

وأدت رسـالـتـها iiحـــرة إلـى أقـرب الـكون والأبـعد

جرى عدل بنت السما في الوجو د حـفـياً بـجـيده iiوالـردي

وأنـفـقت الـنور أم iiالـضحا فـزادت ثـراءً إلـى iiسـؤدد

وأربـت جـمالاً وزادت iiسـناً ونـوراً إلـى نورها iiالسرمدي

وطـالت حـياة فـما iiتـنتهي مـن الـعمر إلاّ لـكي iiتـبتدي

وأعـطت فـدام سـنا iiمـلكها جـديد الـصبى دائـم iiالـمولد

ومــا زادهـا كـثر إنـفاقها سـوى الـترف الأكـثر الأخلد

لـقـد ضــرب الله iiأمـثاله ومــن يـضلل الله iiلايـهتدي
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس