عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-04-2009, 03:02 AM   #1
المراسل
" الراصــــــــــــــــد "
 
الصورة الرمزية لـ المراسل
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 3,102
إرسال رسالة عبر MSN إلى المراسل
إفتراضي موت اليسار المغربي

في الخمسينات و الستينات أخطأ القوميون العرب بإقصاء الطرف الأخر، و نفس الأمر فعله اليساريون في الستينات و السبعينات، أقصو الطرف الأخر أيضا، و فشل الاثنان معا لارتكابهم نفس الخطأ.


فمجتمعاتنا العربية مكونة من أطياف و فئات متنوعة، و لا يمكن أبدا لاي حركة فيه كانت سياسية أو دينية أن تنجح بمفردها في أي عملية إصلاح أو تغيير جذري.


عندما كنت ابحث عن إجابة أو تعريف لليسار، اتجهت إلى بعض المعارف ممن عرفتهم بنضالهم الطويل لخدمة الكادحين بالمغرب، و أحالوني على تعريف براغماتي لليسار، اليسار هو تغيير الواقع جذريا، بتحقيق الحرية و الديموقراطية و الاشتراكية، باعتبارها أهداف مترابطة جدليا، و شطحوا بعيدا عن أي تأصيل ابستومولوجي له أو فلسفي من خلال نظريات سيمون أو تروتسكي أو ماركس.


و حتى عندما كنت احاول التعرف على الوضع السياسي، أو طبيعة الصراع و القضايا التي تشغل بلد ما، كنت انظر لجوامعه، حيث أني اعتبر الجامعة هي الواجهة الحقيقية للشعوب، و المراة الصادقة للوضع السياسي لأي دولة، تعكس بكل صدق الوضع السياسي و التجادبات السياسية و الفكرية داخل البلد.


في المغرب، عرف اليساريون ضعفا كبيرا، و فشلوا في إعادة إحياء هذا التيار السياسي و الفكري، الذي بلغ أوج قوته بالمغرب في السبعيناث و الثمانينات، و تعرضت الأحزاب اليسارية لعدة انقسامات، و أصيبت بانتكاسات في الانتخابات المغربية، فعرفت قاعدتها الجماهيرية تراجعا كبيرا و انكماشا خطيرا، جعل قادتها يحسون بهول الكارثة التي وصلوا لها.


و هكذا عرف اليسار المغربي عدة انقسامات متتابعة، فانقسم اليسار إلى يسار حكومي ضم الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية، و يسار غير حكومي ضم النهج الديمقراطي وحزب الطليعة واليسار الاشتراكي الموحد الذي تشكل في يوليو 2002 بعد اندماج منظمة العمل والحركة من أجل الديمقراطية وحركة الديمقراطيين المستقلين والفعاليات اليسارية المستقلة، كما شكل محمد الساسي حزبا جديدا هو الحزب الاشتراكي الموحد، و أسس نوبير الأموي حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وانشق عنه بعد ذلك عبد المجيد بوزوبع الذي أسس الحزب الاشتراكي.


و من جانب ايديولوجي، انهارت الاطروحات الاقتصادية الماركسية، و انهارت أمام القوة الراسمالية التي تمكنت من إعادة إحياء نفسها و تمكنت من الخروج من مآزقها، هذا إضافة إلى انسلاخ الكثير من رموز اليسار طوال الثلاثين سنة الماضية.
بالمقابل، و في مقابل الانكسار و حالة الموت السريري التي تعرض لها اليسار المغربي خصوصا و العربي عموما، نجد إعادة انبعاث لليسار بامريكا اللاتينية، و وصوله إلى سدات الحكم في عدة دول هناك عن طريق صناديق الاقتراع، و هذا إن دل على شيء، فانما يدل على أن الوضع لم يحسم نهائيا للراسمالية، التي لم تنجح في تلبية متطلبات و حاجيات شريحة عريضة من البشرية، و على فشل سياسات منظمة التجارة و صندوق النقد، الواجهتين الرئيسيتين للراسمالية.

الجزيرة
__________________
🥲
المراسل غير متصل   الرد مع إقتباس