عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-03-2008, 04:52 PM   #5
سيف ديموقليدس
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 52
إفتراضي بقية المقال

أحد الصحابة كان إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته تأخذه العبرات ولا يستطيع أن يكمل حديثه.

وكان الامام مالك يدرّس الفقه وكان عندما يدخل درس الحديث يغتسل ويتطيب ويروي الحديث بكل خشوع وسكينة وفي إحدى المرات كان يجلس قربه عبد الله بن المبارك من المجاهدين وكان من أتباع الامام مالك فرأى مالكاً يرتعش ولم ينقطع عن الحديث فلما انتهى من الدرس وذهب الامام الى بيته تبعه عبد الله فسأله مالك اليوم لست كعادتك فقال يا عبد الله وأنا جالس لدغتني عقرب 10 – 12 مرة فاستحييت أن أقطع حديثي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

كان المسلمون يحتفلون به ليل نهار وعبد الله بن عمر كان يتبع آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان إذا وصل إلى مكان في المدينة استلقى على ظهره وضحك فلما سألوه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل هذا.


عندما ضعفت الأمة وتفرّق أمرها وبدأ المسلمون يفقدون الثقة بدينهم قال الصالحون فلنجعل من مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتفالاً حتى يعود المسلمون إلى دينهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصار المولد النبوي الشريف والاحتفال به موسماً لتجديد الأفراح والإيمان والإخاء .

وفي بعض العواصم الاسلامية يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً عظيماً لمحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسى عليه السلام بأيام الله عز وجل.

فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وبأنبياء محدودين بزمان ومكان فكيف بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعاً الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) العالمين جميعاً وقال تعالى (لقد من الله على الؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه صلى الله عليه وآله وسلم وآمنوا به اتبعوا بشارة عيسىعليه السلام .
كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة أخي عيسى". والبشرى هي الخبر الذي يُحتفى به. والله تعالى جعل الولادات بشرى فالمولود عندنا يحتفى به وتقدم له العقيقة ويحنّك ويؤذن في أذنه وتقام الصلاة في الأخرى والأم الحامل تكرّم بهدية فما بالك بأعظم وأشرف مولود على وجه الأرض؟!ّ
من هذه المقدمات أستطيع أن أقول –وأستغفر الله إن كنت زالاًّ-
أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصبح اليوم واجباً.

هذا التشرذم الذي نحن فيه :
فهل سمعتم أن من المسلمين من ارتد وهل سمعتم أن كتباً تكتب تهاجم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتشتمه وتصفه بأسوأ الصفات،
وهل سمعتم أن مصحفاً طُبِع في دولة غربية وطُبِع على غلاف كل مصحف حذاء
وهل سمعتم أن بعض الناس يشككون في القرآن والأحاديث؟
وهل سمعتم أن التبشير استشرى الآن؟

فمتى نذكركم بأيام الله ؟

المِنّة هي النعمة الثقيلة التي يجب أن تذكر عندما تُجحد وهناك من جحد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فمنعوا الصلاة عليه بعد الآذان وهناك من يطعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهذا الوقت الذي نحن فيه يجعل الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم واجباً أن تذكر أخلاقه وحياته وصفاته وآثاره ومعجزاته وسننه وما نُسي من سننه وكنا في إحدى المدن نحي سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي نُسيت فإذا بالمدينة كلها تحيي هذه السنة وتعود إليها وعنه صلى الله عليه وآله وسلم "من أحيا سنة أُميتت من بعدي فكأنما أحياني". فإذا كان مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغفر الذنوب جميعاً وفي رواية عن حسان بن ثابت الذي كان ممن خاضوا في حادثة الافك عذّبه الله تعالى بالعمى وهو عذاب عظيم
(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور)

شتمه أحدهم أما عائشة رضي الله عنها فقالت لا تقع فيه فقد غفر الله له ذنوبه ببيت من الشعر مدح به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

هجوت محمداً فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
اتهجوه ولست له بكفء فشرّكما لخيركم افتداء

ولهذا على كل شاعر أن يجعل زكاة شعره أن يمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببيتين من الشعر عسى الله أن يغفر بهما ذنوبه.

الوضع الذي نحن فيه يحتاج إلى نفحة عاطفية والقرآن بيننا والأحاديث بيننا والمسلمون انفرط عقدهم فما هو الذي يجعلهم يتماسكون؟

شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وننطلق من هذا الاحتفال إلى أن نستذكر سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بطرح جديد موافق لطبيعة العصر ونزيل عنها كل ما شابها ونجعل هذه المناسبة فرصة كي نتجحفل حول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
هذه الأمة مكرمة وفضلها الله تعالى على العالمين (كنتم خير أمة أخرجت للناس) أمة طاهرة في عرضها ، في رحمها وفي توحيد الله عز وجل خمسة عشر قرناً والتوحيد هاجسنا

وعلى المسلمين أن يعتنوا بهذا المولد عناية أكاديمية جديدة ليثبتوا الناس على ما ينبغي أن يثبتوهم عليه وللأسف فقد شاع الجفاء في بعض المناطق والجفاء مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الجفاء وهذا من مكر الله تعالى والاحتفال ببدر والاسراء والمعراج والمولد تجديد للعلم والفكر والايمان وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحباب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ومن مشاركات المشاهدين في هذه المناسبة مشاركة الأخت الشاعرة إلهام من عمان بالأبيات التالية:

رأيت اليُتم ضيماً في البرايا ** ويُتم المصطفى عز وجاه
بأن الله أودعه الحبيب ** وربّى بالفضائل مصطفاه
برغم الفقر ما فقر الحبيب ** فقد أعطى الإله له غناه
قرآناً كشمس الصبح يهدي ** وبدراً مثله هدياً عطاه
وأصحاباً كحبات الثريا أضاءوا ** لنا الطريق لمنتهاه
وبشرى في الضحى ولسوف ترضى ** يقيني إن ربي قد رضاه
وجنباً ليّناً لم يعتريه ** جفاء للصديق ومن ولاه
ونهراً كوثراً في الخلد يجري ** فأين الفقر أين من ادّعاه؟
فكان البِّرُ بالأيتام دوماً ** كريم مرسل غيثٌ عطاه.



بُثّت الحلقة بتاريخ 22/4/2005م
سيف ديموقليدس غير متصل   الرد مع إقتباس