عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-04-2012, 09:42 PM   #15
عبدالسلام طالب رشيد
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 41
إفتراضي أعلام الدعوة


أعلام الدعوة
محمد سعيد صالح العاني
عن مجلة الرائد البغدادية (العدد75 لعام2012م) بقلم : غازي فيصل
ولد عام 1907 في بغداد في محلة (سوق حمادة) الشهيرة من جانب الكرخ ،وكان والده قد اشتهر بالإخلاص والأمانة في مزاولة أعماله وهو احد التجار الذين يملكون (خان) مقابل متحف بغداد القديم،في الزقاق المؤدي إلى سوق الصفا فير.
أكمل دراسته الابتدائية وما بعدها في بغداد، سافر إلى اسطنبول للحصول على الشهادة العالية لكن وفاة والده حالت دون تحقيق هذا الحلم،رجع بعدها إلى بغداد لإعالة أسرته من خلال الأعمال الحرة حتى عام 1936م
ليحصل على وظيفة في ديوان مجلس الوزراء وهي السنة نفسها التي تزوج فيها وأسس البيت المسلم ، وبقي يزاول عمله بتفاني وإخلاص حتى أحيل على التقاعد عام 1973م.
برز نشاطه الدعوي من خلال ارتباطه المبكر بدعوة الأخوان المسلمين،وكثرة اطلاعه على الكتب الإسلامية ، وحضوره مجالس العلم وخصوصا دروس الشيخ امجد الزهاوي (رحمه الله)،ومن ثم عمله كمقدم للبرامج الدينية في دار الإذاعة ببغداد،مما ساهم في تطوير قابلية الإلقاء لديه بشكل متميز في المحاضرات والخطب والدروس العامة.
في عام 1953قام الاتحاد النسائي العراقي بعمل أسبوع مفتوح اسماه (أسبوع المرأة) وكان القائمون على هذا الملتقى يجاهرون بأفكار تنافي الدين والسلوك القويم،عندها ردت جمعية الأخوة الإسلامية آنذاك بأسبوع أسمته (أسبوع الفضيلة)،كان محمد سعيد احد أبطال تلك المبادرة للوقوف بوجه تلك الأفكار الهدامة لقيم الفضيلة في المجتمع العراقي.
ومن المفارقات اللطيفة أن خطيب الجمعة قال في إحدى خطبه بمناسبة الهجرة "رحم الله العنكبوت كان نسيجه على فوهة الغار سببا لنجاته (صلى الله عليه وسلم)،واستغرب بعض الشباب الملتزم من هذا الكلام واخذوا يتبادلون النظرات بعضهم مع بعضهم الآخر،وبعد الصلاة عقب الحاج محمد سعيد قائلا"لماذا يتعجب البعض من الدعاء بالرحمة للعنكبوت،إلا لأنه حشرة والحشرة لا تشملها الرحمة والله تعالى يقول:(ورحمتي وسعت كل شيء)الأعراف:156،أليست جميع المخلوقات بما فيها العنكبوت تدخل في هذا الشيء".
بعد رحلة طويلة في مسيرة الدعوة إلى الله تعالى،يغادر الحاج محمد سعيد هذه الدنيا بتاريخ8/1/1993م،ويوارى الثرى مقبرة الكرخ،مخلفا وراءه أخوة يدعون له بالرحمة والمغفرة،وذرية صالحة تحمل من بعده راية الإسلام.

ملاحظة:
المترجم له من آل السيد حسين الدزدار
عبدالسلام طالب رشيد غير متصل   الرد مع إقتباس