عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-02-2008, 08:49 PM   #13
عبدالسلام طالب رشيد
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 41
إفتراضي

تاريخ مدينة عانة من بطون بعض الكتب والوثائق (الفصل الأول)
عنه وهي مركز قضاء يقع على الشاطىء الغربي للفرات ولكنها محصوره بين النهر وبين التلال المرتفعه على ضفته وبذلك لم تنم الا طولا على ضفه الفرات في شارع واحد من الجانبين بساتين النخيل و البيوت المتناثره ويتبع مدينه عنه محله قديمه في جزيره الباد التي سيأتي ذكرها وقد وصف المؤرخون العرب طول مدينه عنه فمنهم من قال أنها مسيره ساعتين ومنهم من قال ثلاث ساعات ولعل أقدم تسجيل لاتساع طولها منذ القرن السادس عشر وما ذكره الرحاله رولف عام 1564م إن طو لها مسيره ساعه واحده ولكن الرحاله دي لافيل 1664م ذكر أن طولها ساعتان وفي زمن زيارة المس بيل لها في عام 1908م ثلاث ساعات وكانت مرحله رئيسيه في الطريق التأريخي بين العراق وبلاد الشام منذ اقدم العهود لكن بعد تعبيد الطريق بين بغداد ودمشق منذ عام 1923م أخذ يتضائل شأنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــا.
واسم عنه من الاسماء القديمه الوارده في الكتابات البابليه و الاشوريه حيث ورد ذكرها بصيغه (ANATI-ANAAT-ANAT) وفي العهد البابلي القديم بصيغه (hanaat-hanei) وإنها كانت مركز إقليم ومملكه في الفرات الاوسط خاني امتد على ضفاف الخابور و الفرات كما عرف هذا الاقليم بعد ذلك في المصادر الآشوريه بإسم سوخي ودخل إقليم عنه تحت حكم حمورابي حينما فتح عام 35من حكمه جميع المدن في الفرات الاوسط والاعلى واستقل بعد ذلك بقليل فكان من بين حكامه ملك إسمه حمورابي اوحمورايخ وورد ذكر المدينه في حمله توكولتي نيتورتا الثاني ( 889-884 ق.م ( ولا يعلم معنى إسمها وهل له صله بإسم الهةعبدها الساميون في بلاد الشام بإسم عانه اواناته وكان قرينه الاله السامي اتل وذكرت عنه بكثره في المصادر اليونانيه والرومانيه بصيغه أناتا أو أناتو كما سماها العرب بصيغه عانه وعانات و الصيغه الاخيره في الاسم الشامي القديم واختلفت المصادر العربيه في مصدر إسمها فمنهم من قال أنها تعني قطيع الحمر الوحشيه . وكانت عنه مرحله مهمه من المنازل الفرثيه التي ذكرها اسيدور الثرخي من انها مدينة في جزيره الفرات طولها نحو كيلومترين و قد بنى بالقرب منها احد امراء المناذرة المسمى معين الذي كان من مشاهير القادة في عهد شابور الثاني( 309-379 ب.م) ديرا " مشهورا"ترهب فيه طوال سبعه سنوات.
ومر اسطول ترجان الروماني في عام 115م بجزيره عنه وحاصرها جوليان في سنه 363م ووجد صعوبه في فتحها ولم يستطع التغلب عليها الا عن طريق الخدعه فاحرق قلعتها.
وفي عام 591م ارسل الامبراكور البزنطي (وارمس) جيشا "الى عنه فصد كسرى من الرجوع الى المدائن.
واشتهر خمر عنه في الشعر العربي منذ الجاهليه فقد ورد في اشعار امرؤ القيس والاخطل وعلقمه وذكر الشايشني في كتابه الديارات دير في عنه اسمه مارسرجس .
ويروى ان الخليفه هارون الرشيد( رحمه الله) وهو في طريقه من بغداد الى الرقه قد توفيت حاضنته (مربيته) في عنه فدفنها في ضفه الفرات وبنى لها قبرا ولا تزال في عنه الى يومنا هذا بقايا بناء يسمى قبةالبرمكيه واقعة على شعيب القنـــــــــــــاطر.
والذي يبدوا من وصف بعض المصادر التاريخيه التي ذكرناها ومنها ابن حوقل وابن سسيرابيون ان مدينه عنه في الاصل لم تقم الا في الجزيرة مما كان يكسبها مناعه ضد الطامعين والفاتحين اذ الواقع ان عنه والمدن الاخرى التي في الجزر مما على شاكلتها كانت الى عهد حديث محصوره ومهدده من قبل قبائل عنزه غربا" وقبائل شمر في الجزيره شرقا "واستوطن كثير من عشائر الدليم على ضفاف النهر فصار الكثير منهم فلاحين واشتهرت مناعه عنه منذ القدم حتى ان الخليفه القائم بامرالله قد التجأ الى قلعتها في سنه(450هـ 1058 م) حين استولى البساسيري الديلمي على بغداد .
ويوجد في الجزيره الرئيسيه في عنه المعروفه بجزيرة لباد بقايا أثريه مهمه بعضها من العهد الاسلامي ومنها المئذنه العاليه الجميله المثمنه التي تزين وجوهها الثمانيه صفوف من كوى ذات حنيات واعمده والبعض من هذه الكوى مفتوحه الى الداخل لانارة السلم الحلزوني في باطنها ويلاحظ في المناره أنها تستدق الى الاعلى حيث ينتهي بجزء ذي طبقتين من الكوى وهي تشبه من حيث الطراز والريازه مناره الرقة وقبة امام الدور ومسجد الاربعين في تكريت( الخامس للهجره الحادي عشر للميلاد) من جزيرةابن عمرالى المدائن وشمل وادي الفرات الاوسط 0 وتوجد في القسم الشمالي من الجزيرة بقايا قصر يعرف بالقلعه لا يعلم زمنها بوجه التأكيد ولعلها من العصور الاسلاميه المتأخره ولكن الذي لا شك فيه ان هذه القلعه تقوم فوق بقايا قديمه .
وفي الجزيره ايضا" بقايا تلول اثريه لم يجر التحري فيها وقد روى المحليون الى بعض الرحاله ومنهم المس بيل في عام 1908م وجود منحوتات وكتابات مسماريه على احجار ساقطه في الماء وكانت الجزيره على ما يبدو متصله بالضفه الغربيه بجسر على قناطر لا زالت بقايا دعاماتها واجزاء من اقواسها موجوده الى الان والى الجنوب من بيوت عنه من جهة الباديه بقايا تلول اثريه كما تشاهد بقايا مستوطن قديم في الضفه اليسرى ايضا" .
ومن الابنية الاثرية التي يجدر ذكرها جامع يعرف باسم جامع ابو ريش ـــ يقع على مسيرة عشرين دقيقه شمال عنه كان يعرف باسم المشهد وتتكون البقايا الاثريه في هذا الموضع من ثلاثة ادوار بنائيه وهي :

1- بقايا مسجد العصر العباسي نقلت منه مديرية الاثار العامه محرابا " جميلا " من خزف بكتابة يرتقي زمنها الى ما قبل العصر الاتابكي وهذا المحراب معروض الان في القصر العباسي ببغداد.

2- صف من ثلاث غرف توجد على جدرانها كتابة عربية تذكر احداهما ( ان الملك عماد الدين زنكي قد عمر هذا البناء في عام 589هـ 1193م) وفيها ايضا اسم البناء بدر.

3- غرفه مثمنه الشكل قبتها من خزف من الداخل وفيها كتابة تؤرخ الى العهد العثماني وتنسب الى احد الاميرين اللذين يعرفان باسم احمد ابو ريش وفياض ابو
ريش وقد قامت ميرية الاثار العامة بترميم هذه القبة .

ويقول الحاج خليفة ( فذ لكة تواريخ) ان في سنة 1616م كان امير عنه وحديثه احمد ابو ريش وقد جاء في رحلة ديلا فاله ( البندقيه 1664م ( هذا الامير من عشيرة الموالي التي كانت تسيطر على ضفة الفرات اليمنى من تدمر الى الكوفه وفي زمنه زار الرحالة تافرتيه مدينه عنه ووصفها.

ويقابل عنه على الضفة اليسرى من الفرات بلدة راوة وهي حديثة العهد اسس فيها والي بغداد المشهور متحت باشا (1869م) قلعة فخمة ويوجد طريق في البادية من راوة الى الحضر والى بيجي واماكن اخرىعلى دجله.

المصدر:-
- كتاب(المرشد الى مواطن الآثار والحضاره المرحله الاولى بغداد- عنه - القائم)
الوثائقي/ عبدا لسلام طالب رشيد
جمهورية العراق/محافظة الانبار/مدينة عانه
تأليف ? طه باقر ? فؤاد سفر0
عبدالسلام طالب رشيد غير متصل   الرد مع إقتباس