عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-05-2023, 06:25 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,967
إفتراضي

وتخفيف وهي تعذيب مريب كالصدمات الكهربائية أو إستخدام الغاز المخدر أو المسدس ذو الطلقة المسترجعة (المرشد العملي لسلامة الأغذية الباب الثاني الفصل التاسع)"
ورحمة الحيوان كما قال المزيدى من خلال الذبح السريع ومن خلال عدم رؤية الحيوان لأداة الذبح ومن خلال جودة أداة الذبح بحيث تذبح بسرعة ومن خلال عدم سوقها بالقوة أو جرها بالقوة هى أمور مطلوبة
وفى الباب الخامس تحدث عن حسن معاملة الحيوان من خلال لطعامه وعلاجه وغير هذا فقال :
"5 - الباب الخامس الرحمة في المعاملة:
رحم الإسلام الحيوان رحمة مادية ومعنوية وحرص على عدم إيذائه خاصة عند انتفاء المصلحة وكانت هذه الرحمة نابعة من سيرة النبي (ص) وأقواله
أما السيرة فقول الصحابي الجليل ابن مسعود كنا في سفر مع النبي (ص) " فأنطلق لحاجة فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي (ص) فقال " من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها "
...لذلك أمروا استحبابا بإرجاع أولادها لها وعليه فيستحب أن لا يفرق بين الأم وأولادها الصغار إن كان هذا حالهم إلا إن كبروا أو كان أخذهم صغارا لمصلحة راجحة
ومن سيرته أيضا أنه (ص) " دخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي (ص) حن وذرفت عيناه فأتاه النبي (ص) فمسح ذفراه فسكت (فقال لصاحب الجمل)
" أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي انك تجيعه وتدئبه " وفي هذا الحديث دلالة على عدم جواز تجويع الحيوان وأيضا لا يحق لصاحبه التأخر عن إطعامه لأنه من جنس تعذيبه
وينبغي عليه أيضا أن لا 'يحمله من الأعمال [ما لو رآها كل عاقل علم أنها متعبة له] ...وهذه الأحكام كغيرها من أحكام الشرع يحاسب عليها المرء إن فرط بها ويؤجر إن تعهدها ولم يتعداها من هذه الأحكام
1 - عدم تحميل الحيوان ما لا يطيق للحديثين السابقين وعدم إتعابه بلا حاجة لقوله (ص) " إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغية إلا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم "

..وشبه الدابة به لكي لا تتخذ هي منبرا فيقف عليها الإنسان ويتكلم فيؤذها إلا أن تكون هناك حاجة لذلك فلا بأس وأيضا لا يتخذها كرسيا فيجلس عليها من غير حاجة قال النبي (ص) " اركبوا هذه الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي" وهذه صورة من صور إتعابه
ومن صورها أيضا إتعاب الرجل لفرسه حين التسابق عليه بالزجر والصياح وهذا منعه النبي (ص) بقوله " لا جلب ولا جنب في الرهان "
قلت وقوله (ص) " في الرهان" ليس تقيدا بل خرج مخرج الغالب بمعنى أن الرجل في السباق عند وجود الرهن يكون أحرص على الفوز فيكون أشد على دابته وهذا لا ينفي وجود الجلب حين عدم وجود الرهن وعليه فالجلب ممنوع في السباق سواء كان برهن أو بغيره لأن العلة واحدة وهي إتعاب الدابة والله أعلم
وقد صح عن الخليفة عمر بن عبدالعزيز أن غلاما عمل على بغل له ويأتيه بدرهم كل يوم فجاء يوما بدرهم ونصف فقال( عمر بن عبدالعزيز) ما بدا لك؟[أيمن أين هذه الزيادة] قال نفقت السوق قال (عمر) لا لكنك أتعبت البغل إجمه ثلاثة أيام

2- أن يغذيه بما هو متعارف عليه فإن لم يستطع وخاف عليه من الموت فليتركه يرعى في أرض الله الواسعة فذلك خير من أن يلقى حتفه في بيته فقد ذكر الله سبحانه حق الحيوان في التعايش والتغذي فقال"والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم" ومن رحمة الله أن جعل لصاحب البهيمة أجرا في إطعامها - وإن كان ماء - قال رسول الله (ص) " في كل كبد رطبة أجر" قال ابن حجر العسقلاني أي الأجر ثابت في إرواء كل كبد حية فهذا حث على إطعام الحيوان وعدم استصغار ذلك وعدم الأسف على المال المدفوع فيه ولقد قص النبي (ص) لأصحابه قصة واعظا لهم وحاثا على العمل بمعناها فقال " بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به "
ملاحظة هذا في شرع من قبلنا فلا يقال كيف غفر لها وهي من بني إسرائيل ليست مسلمة (كما سأل بعضهم عن ذلك )

وبلغت رحمة الله بالخلق بأن جعل الأجر في الزرع الذي يزرعه المسلم إذا أكل منه الحيوان وهذا فضل عظيم وباب من الأجر كبير وحث على عدم البخل وتغطية كل المزروعات ما لم تكن للتجارة كما يفعله الكثير اليوم مع النخل وغيره فيقومون بتغطية جميع الثمار لكي لا يأكله الطير وغيره فهؤلاء قد فاتهم أجر كثير لبخلهم هذا فالنبي (ص) يقول " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع نخلا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة " و من حسن إطعام الدواب أن الرجل إذا خرج على دابته مسافرا-وهو نادر اليوم- أو قاطعا لمسافة طويلة ورأى في طريقه عشبا أو غذاء لها فليقف وليدعها تأكل أما إن كان الطريق صحراويا لا غذاء لها فيه فليسرع ليبلغ غايته ويطعمها قبل أن تضعف في الطريق هذا ما أرشد إليه الشرع قال رسول الله (ص) "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الأبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير
3- متابعة الحيوان وعدم إهماله فلقد صح عن النبي (ص) أنه خرج يوما " لحاجته فمر ببعير مناخ على باب المسجد في أول النهار ثم مر به في آخر النهار وهو في مكانه فقال "أين صاحب هذا البعير" ؟ فأبتغي فلم يوجد فقال " اتقوا الله في هذه البهائم اركبوها صالحة وكلوها سمانا "

وعليه فلا ينبغي إهمال الحيوان وتركه بلا عناية ومتابعة فقد يجوع ويعطش وقد يتأذى فلا يجد منقذا ولقد وقع لأحد جيراننا أنه أحضر أضحية وأوثقها بحبل في رقبتها وغاب عنها فتحركت وضاق عليها الحبل ثم أتى فوجدها قد ماتت مختنقة وسبب ذلك
1 - الأهمال وطول الغياب
2 - ربط الحبل في الرقبة والأحوط جعله في الرجل والأفضل من هذا كله أن نجعل لها مكانا يسرح فيه
قال الشيخ ابن باز أن الحيوان عرضة لأنواع كثيرة من المتاعب عند شحنه ونقله بكميات كبيرة خلال مسافات طويلة ربما ينتج عنها تزاحم مهلك لضعيفها وجوع وعطش وتفشي الأمراض فيها وحالات أخرى مضرة تستوجب النظر السريع والدراسة الجادة من أولياء الأمور بوضع ترتيبات مريحة شاملة لوسائل النقل والترحيل والإغاثة من إطعام وسقي وغير ذلك من تهوية وعلاج وفصل الضعيف عن القوي الخطر وهذا اليوم شيء ممكن للمؤسسات المستثمرة والأفراد والشركات المصدرة والمستوردة وهو من واجب نفقتها على ملاكها ومن هي تحت يده بالمعروف"

مما سبق نجد وجوب حسن معاملة الحيوان فى كل شىء من طعام وشراب ومسكن وركوب وحمل ولكن الأحاديث المستشهد بها بعضها باطلة المعنى فحديث شكوى الجمل للنبى(ص) الخطأ فيه معجزة كلام الجمل للنبى (ص)وهو ما يخالف قوله تعالى "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "فالآيات وهى المعجزات ممنوعة
وحديث دخول البغية الجنة مخالف لوجوب توبة أى إنسان وهى استغفاره حتى يغفر الله له كما قال تعالى :
" ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"

وحجة المزيدى عن أن هذا شرع خاص بموسى(ص)لابد بناء على هذا الشرع الذى ليس شرعا إلهيا أن يدخل فرعون الجنة لأنه من ربى موسى(ص) ففعل خير من كافر لا يعنى دخوله الجنة
وفى الباب ألأخير استعرض جوانب حرمة تعذيب الحيوان فقال :
"6 - الباب السادس الرحمة بتحريم التعذيب
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس