عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-08-2008, 12:19 PM   #45
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

درس من كاما سوطرا *



بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ
انتظرْها ,
على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا انتظرْها ,

بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع

انتظرْها ,

بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ

انتظْرها ,

بنار البَخُور النسائِّي ملءَ المكانِ

انتظْرها ,

برائحة الصَّنْدَلِ الَّذكَريَّةِ حول ظُهُور الخيولِ

انتظْرها ,

ولا تتعجَّلْ , فإن أقبلَتْ بعد موعدها

فانتظْرها ,

وإن أقبلتْ قبل موعدها

فانتظْرها ,

ولا تُجفِل الطيرَ فوق جدائلها

وانتظْرها ,

لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْجِ زِينَتِها

وأَنتظْرها ,

لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها

وانتظْرها ,

لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةٌ غيمةٌ

وانتظْرها ,

وخُذْها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً في الحليبِ



انتظْرها ,

وقَّدمْ لها الماءَ , قبل النبيذِ , ولا
تتطَّلعْ إلى تَوْأَمْي حَجَلٍ نائميْن على صدرها

وانتظْرها ,

ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما

تَضَعُ الكأسَ فوق الرخام

كأنَّكَ تحملُ عنها الندى

وانتظْرها ,

تحَّدثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ

إلى وَتَرِ خائفٍ في الكمانِ

كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما

وانتظْرها ,

ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً

وانتظْرها ,

إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ :

لم يَبْقَ غيرُكُما في الوجودِ

فخُذْها , بِرِفْقٍ , إلى موتكَ المُشتْهَى

وانتظْرها ! ... *



( من ديوان "سرير الغريبة" 1999)



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس