عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-04-2024, 07:04 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,003
إفتراضي

"يقول النفري في كتابه الموسوم بالمواقف والمخاطبات: (وقال لي انظر بعين قلبك إلى قلبك، وانظر بقلبك كله إلي) .. من الواضح أن النظر هنا ليس فعلاً استقبالياً، مقتصراً على المشاهدة السلبية والفرجة التي تقصد الترفيه وقتل الوقت ليس إلا، وإنما يبتغي النفري من المرء أن يدخل عمق الأشياء، ممعناً في التأمل، ليصبح قادراً بعد ذلك على النظر بوعي القلب والرؤية عند النفري أن تفتح القلب والوعي ومستويات الإدراك جميعها على مساحات التأمل الشاسعة، لتستطيع معرفة نفسك."
ونقل عن ديفيد هيوم مقولة أن المعرفة تبنى فى أولها ومعظمها فيما بعد على النظر فقال :
"ويرى الفيلسوف الإنكليزي، ديفيد هيوم، أن أول الإدراك والوعي ينبني على البصر، فالعين هي المستقبل الأول للمعرفة، حيث أول ما ينطبع على المساحات البيضاء للعقل، (بحسب هيوم) الصور التي تتلقاها العين، لتشكل أول الإدراك الفاعل، ومن ثم يأخذ العقل دوره في صياغة العلاقات بين الصور، ولكن أن تصبح العين ممراً للاستهلاك ليس إلا، فالخطر يصبح محدقاً بالعقل."
قطعا مقولة هيوم ليست سليمة تماما فالمعرفة تبنى على كل الحواس ولكن النسبة الأكبر للسمع والبصر
وتحدث عن خطورة الاعلام التلفازى الذى يميت تفكير الناس ويعمل على سيطرة الدول الكبرى على الناس فى الأرض فالسلطات فى كل بلد أصبحوا يعملون فى اتجاه واحد حتى ولو ظهرت بعض الاختلافات فتجد العرى مسيطر على الكل خاصة عرى النساء كما أصبح الحديث عن حقوق الزناة على اختلاف أنواعهم شىء مقرر بطرق متنوعة فحتى الدول التى تعلن أن أديانها تحرمه تقدم مسلسلات وأفلام تزين فعل الزنى وبعد أن كان ممنوع ذكر نكاح الرجال لبعضهم فى الاعلام أصبح يقدم فيها بطريقة تزينه فى الخفاء
وفى موت الناس تفكيريا قال :
"ما يحدث الآن هو موتٌ بطيءٌ للتفكير، يرتبط بهيمنة الدول الكبرى وتقويتها للفردية، وليس التفرد، وإطلاق الرغبات من عقالها، بفعلٍ متوازٍ للتكنولوجيا التي تحول العالم إلى رموز إلكترونية وتواصلات الحاسب الآلي، تمهيداً لخلق العالم المفترض، الذي تذوب فيه المنظومات القيمية، فما يطلق عليه (ثورة الاتصالات)، هو تكريس مكثف للفردية، وإلا ماذا يعني أن يقضي شخص ما، أغلب ساعات يومه، أمام الكمبيوتر أو التلفاز. إن هذه الساعات إنما يقضيها وحيداً بلا أدنى تواصل اجتماعي حقيقي وحميمي، حتى أنه يصبح معتاداً على الخلوة، وبالتالي التفكير الفردي."
وتحدث عن أن تعود الناس على الاستهلاك الشاشاتى أصبح أمرا خطيرا على المجتمعات فقال :
"كنت قد رأيت فيلماً أميركياً تدور أحداثه حول لعبة تكنولوجية حديثة، عبارة عن قطعة بلاستيكية، تدخل الجسد بالقرب من النخاع، وتظل مرتبطة بشاحن كهربائي، يشارك عدة أشخاص، بحيث تنقلهم إلى عالمٍ افتراضي، وأثناء اللعبة لا يستطيع المشاركون تمييز الواقع من الخيال، إذ يشعر اللاعب أنه في عالمٍ واقعي معاش تماماً، يحاول الفكاك منه ولا يستطيع، وحتى عند خروجهم منها لم يستطيعوا التمييز وبقوا، هم والمشاهد، في حالة لبسٍ وتيه.
إن حالة الاستقبال، التي تبقي فعل العقل في وضعٍ كامن ومسترخٍ، إذا اعتادها التكوين البيولوجي للإنسان، قد تحدث تحولاً خطيراً في سياق الفكر البشري بأكمله، إذ أن إقامة وبناء العلاقات بين ما تستقبله العين، وهذا شأن العقل والديناميكيات الفكرية، ستنخفض بنسبة كبيرة، ويصبح العقل مستهلكاً وميالاً للرفاهية والدعة والراحة."
وتحدث عن احداث توازن بين مصادر المعرفة وهو أمر لا تريده أى سلطة فى العالم لأنها تتبع سياسة لن تقدر على اغماض عينيك واتباع ما نقوله لك فقال :
"إن الصورة والثقافة المرئية من أهم الروافد للمعرفة، ولكن يجب أن تبقى الأشياء في أطرها السلوكية الصحيحة، أو ضمن طبيعة الأشياء ذاتها، التي تعرف كيفية حراكها الداخلي، الذي يقود بدوره إلى تطور منطقي ينسجم مع حالة الطبيعة. وهذا لا يعني بأي حالٍ من الأحوال أنني ضد أو لا استوعب التطور التكنولوجي وقفزات العلم الهائلة، ولكن ما أود قوله بوضوح هو أن كل هذا ينبغي أن يوجد ليحافظ على إنسانية الإنسان ويسمو ويرتقي بها، لا أن يحولها إلى آلية عمياء لا ترى إلا بشكلٍ مبرمج."
وتحدث عن أن الناس أصبحوا مبرمجين وحكى لنا عن صحفى ذهب للولايات المتحدة فأخبره أن الناس هناك متحركين وكأن هناك شىء يسرهم فخهم لا يقدرون على التوقف فقال :
"صديقي الصحفي الذي ذهب إلى الولايات المتحدة، وعاش فيها فترةً ليست بالطويلة، يحدثني عن (الإنسان الآلة) - حيث يعيش الأفراد - في سباق الحياة اليومية التي يعيشها الأفراد هناك، فيقول: (لا مجال للوقوف هناك، فالحياة تسير وكأنها مبرمجة، كل شيءٍ محسوب ودقيق، خارطة يومية أصبحت راسخة في مؤخرة العقل، لا تتغير، الوجوه مشدودة، كوجوه أي مدينة تلفحها نسمات الغرب البارد، والحركات محددة ومتقنة، وكأنها تسير وفق إشارات موجهة
وتحدث عن تركيز صناع الإعلام العالمى على حكاية النمط الألى للحياة المستقبلية فقال :
"إن جميع أفلام الخيال العلمي التي تطرح في السينما العالمية، تطرح نمطاً حياتياً للإنسان الروبوت، لا أعرف إن كانت تطرحه كتخوف مسبق، وبالتالي كإشكالية تبتغي حلاً، أم أنه يطرح على أنه طموح بشري مستحق ومشروع، لكن المسألة يجب الالتفات لها بشكلٍ جاد. وأريد أن أنوه في النهاية إلى أن ما جاء في سياق السطور السابقة، يجب أن لا يفهم بحالٍ من الأحوال، أنه محاولة للتقليل من أهمية العين وثقافتها، بل يجب أن يوضع في سياق عين الثقافة، الرائية والمطلة."

الخلاصة من هذا المقال هو :
أن الإنسان عليه أن يتريث ويتوقف عن ثقافة التحديق فى الشاشات وعليه أن ينتبه إلى مصادر المعرفة الأخرى لأن ثقافة العيون غالبا تقدم معلومات خاطئة لها أهداف معينة فتعدد المصادر خاصة مصدر التجربة ومعها القراءة يصححان المعلومات بنسبة كبيرة مع أن الشاشات أصبحت تقدم الكتب أيضا ولكن للأسف الشديد هى خطر على الصحة وأنا مثال حى على هذه الخطورة فأنا أصبحت أعانى أمراضا متعددة كدوالى الساقين وانتفاخ البطن بسبب القعدة للقراءة أمام شاشة الحاسوب عدة ساعات يوميا ومع أنى أمارس رياضة المشى واحيانا التمرينات الرياضية لدقائق وأذهب للعمل يوميا ساعات إلا أننى غير قادر على استعادة لياقتى البدنية حتى ولو بنسبة 25 % من لياقتى السابقة
لقد أصبحت للأسف مدمنا على القراءة والكتابة على الحاسوب ولا أقرأ كتبا ورقية إلا نادرا ولأسباب اضطرارية كانقطاع الكهرباء فى هذه الأيام ساعتين فالنصيحة لى ولكم ابتعدوا عن التحديق فى الشاشات
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس