عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-02-2008, 08:25 PM   #1
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي العلاقات العثمانية الاوروبية

أولاً – العلاقات العثمانية الأوربية في القرن السادس عشر الميلادي :
تمكن العثمانيون من السيطرة على منطقة "البلقان" أي الجزء الشرقي من أوربة عموما ً، و تحول اهتمام العثمانيين إلى جهة الشرق في عهد السلطان " سليم الأول" لبروز الدولة الصفوية في إيران كمنافس قوي وخطير لهذه الدولة .

إلا أنه في عهد السلطان" القانوني" تسارعت الأحداث في أوربة خصوصاً بعد المنافسات المريرة بين حكام أوربة ، فبادئ ذي بدء لم يعترف السلطان " القانوني" بـ" شارل الخامس" إمبراطوراً على الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ثم أتى قتل"لويس الثاني" ملك المجر لسفراء السلطان أن تأزم الموقف بين الطرفين أي بين أوربا الغربية والدولة العثمانية.

الأمر الذي أدى إلى تحرك القوات العثمانية صوب" بلغراد" ، فاستولت عليها(سنة 1521م) وبسقوط
" بلغراد" بيد العثمانيين فتح الطريق أمام القوات العثمانية إلى وسط أوربة(بل أوربة كلها) .
وكان من تداعيات هذه الحرب أن عقد البنادقة مع السلطنة معاهدة تجارية في السنة ذاتها ضمنت لهم الكثير من الإمتيازات في أراضي السلطنة .

كما كان لاستمرار هجمات فرسان القديس " يوحنا " المستقرين في جزيرة " رودوس" بالاعتداء على السفن التجارية الإسلامية أن جهز السلطان حملةً استطاعة فتح هذه الجزيرة ( سنة 1522م ) .
وفي ظل الظروف المتوترة بين دولة المجر والسلطنة العثمانية خاض الطرفان معركةً (سنة 1526 م ) عرفت بمعركة " موهاكس" انتصر فيها العثمانيون على المجرين بعد سقوط ملكهم " لويس الثاني"

صريعاً في أرض المعركة ، وكان من نتائج هذه المعركة انقسمت المجر إلى ثلاثة أقسام :
قسم حكمه العثمانيون ، وقسم حكمه ملك "بوهيميا" بدعم من السلطان العثماني ، وقسم حكمه "النمساويون" الذين غدوا على تماس مباشر مع الدولة العثمانية .

وهذا ما أدى بعد ذلك إلى تزايد طموح العثمانيين في ضرب" النمسا" فجهز السلطان قواته وساربها إلى
" فيينا"( سنة 1529م ) لكن القوات العثمانية أخفقت في اقتحام المدينة ، و ارتد الجيش العثماني إلى
"استنبول" دون أن يحقق الغاية من حملته .

ثم أعاد السلطان محاولته لفتح " فيينا" إلا أنه في المحاولة الأخيرة ركن إلى الصلح وعقد مع النمساويين معاهدة ( عام 1533 م ) تم بموجبها تثبيت الحدود بين الطرفين .

هذا وفي ظل التحالف العثماني الفرنسي وثق الطرفان علاقاتهم بعقد اتفاقية تجارية(سنة 1535م) منحت من خلالها فرنسة الكثير من الإمتيازات داخل أراضي السلطنة ، الأمر الذي جعل"البنادقة" ينقلبون على السلطنة و يتحالفون مع " شارل الخامس" ملك " إسبانيا" ويمدونه بالمساعدات البحرية ضد العثمانيين .

ثم ما لبث أن تجدد الصدام بين العثمانيين والنمساويين واستمر متقطعاً إلى ( سنة 1547 م ) حيث عقد الطرفان صلح ، وقد تلى هذا التحالف أحداث شغب في "المجر" أدت في النتيجة إلى عقد معاهدة صلح عرفت بصلح " براغ" ( بلًلراد) نص على الاعتراف بحكم العثمانيين " للمجر و مولدافيا" .
وبعد وفاة السلطان"القانوني" ورثه على العرش" ابنه " سليم الثاني" الذي شهد عهده تتمة الاعتداءات البندقية على البحرية الإسلامية التجارية في البحرالمتوسط التي كانت تخرج من جزيرة"قبرص" فأعدت السلطنة جيشاً لفتح الجزيرة وبالفعل تمكنت البحرية العثمانية من السيطرة على الجزيرة(سنة 1570م).

كان من نتائج هذا الفتح تحالف الغرب الأوربي ( البابا بيوس الخامس – فيليب الثاني ملك إسبانية خليفة شارل الخامس – جمهورية البندقية ) .

أدى إلى الإعداد لحملة بحرية ضخمة هاجمت الأسطول العثماني في ميناء " ليبانت" اليوناني و أوقعت فيه خسائر فادحة ( سنة 1571 م ) – أول انكسار بحري للدولة العثمانية - ، كان من نتائج هذه المعركة أن دب الخلاف بين التحالف فأضطر البنادقة إلى عقد صلح مع السلطنة العثمانية .
وإبان فتور العلاقات الفرنسية العثمانية بسبب وراثة العرش البولندي اغتنمت "إنكلترة" الفرصة وعقدت مع السلطنة اتفاقية تجارية( سنة 1579 م ) على غرار اتفاقية( سنة 1535 م ) مع الفرنسيين ، أخذت بموجبها إنكلترة الكثير من الإمتيازات .

ثانياً – العلاقات العثمانية الأوربية في القرن السابع عشر الميلادي :
في مطلع القرن السابع عشر الميلادي ظهر الشاه " عباس الأول" الصفوي كحاكم قوي أخذ يهدد الحدود الشرقية للدولة العثمانية الأمر الذي جعل السلطنة تعمل على تخفيف التوتر بينها وبين النمساويين في جهة الغرب ، فعقد الطرفان اتفاقية صلح عرفت باتفاقية " زيتفاتورك" ( 1606 م ) أهم ما جاء فيها:
1- تعفى " النمسا" من دفع الجزية السنوية .
2- ترسم الحدود بين الجانبين وتحدد في النقطة التي توقف فيها الامتداد العثماني في أوربا .
وكان من نتائج هذا الصلح أن هدأت أوار الحرب بين الجانبين قرابة نصف قرن حتى ( سنة 1660 م )

ليتأزم الموقف بين الجانبين ، ثم ما لبث النمساويين أن تحالفوا مع العديد من دول أوربا وكان الوسيط
بينهم البابوية في"روما" ليستمرالقتال متقطعاً حتى تمكن العثمانيون من محاصرة" فيينا"(سنة 1683م).

ولما كان الحصارالعثماني بطيئاً وغير ضارب تمكن الأوربيون من التحالف مجدداً ، حيث دخل التحالف للمرة الأولى كل من( روسيا – بولندة) الأمرالذي أدى إلى هزيمة القوات العثمانية هزائم متوالية، جعلت الدولة العثمانية تطلب الصلح .

وبعد مداولات بين الجانبين عقدت معاهدة" كارلوفيتش"(كارلوفيتز)(1699 م ) نصت على مايلي :
1- تتخلى السلطنة عن المجر و إقليم " ترانسلفانيا" للنمسة .
2- تتنازل السلطنة عن ميناء " آزوف" لروسيا .
3- تتنازل السلطنة عن إقليم المورة ( اليونان) و" دلماسيا" للبندقية .
4- تتنازل السلطنة عن " كاميتج" و" بودوليا" و" أوكرانيا" لبولندة .
5- تتوقف كل دول أوربة عن دفع أي مبلغ للدولة العثمانية .
6- تستمر الهدنة بين الطرفين لمدة عشرين عاماً .

هذا وفقدت السلطنة بموجب هذه المعاهدة قسماً واسعاً من شبه جزيرةالبلقان( أوربة الشرقية ) وظهرت علامات الضعف العثماني للأوربيين وحققت"روسيا" هدفها في تأمين مرفأ لهاعلىالبحرالأسود(آزوف) وغدت هذه المعاهدة المنطلق لتوقيع معاهدات أخرى أجبرت السلطنة على التخلي عن بلاد أخرى .
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس