الموضوع: أنت نمر لا نعجة
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-02-2009, 09:52 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي أنت نمر لا نعجة

أنت نمر لا نعجة

عندما ماتت أم النمر الصغير, تبنته نعجة وأرضعته واعتبرته مثل أولادها...
لم يمض الوقت طويلاً هكذا فالنمر صار يكبر وأصبح يلعب مع المعزات الصغيرات بخشونة كبيرة حتى كرهته النعاج الصغار , فأصبح النمر انطوائياً وكان من هم أضعف منه يتحكمون في حياته..

وفي يوم من الأيام مر حيوان ضخم برتقالي مخطط بالأسود وشاهد النمر الصغير, فقال له : ماذا تفعل هنا؟ فرد : أجلس مع أخواتي النعاج
فزأر هذا الحيوان الضخم وقال اتبعني , فتبعه النمر الصغير , وفي الطريق كل من أمام النمر كان يبتعد من أمامه, حتى وصلا إلى بحيرة ليشربا منها وعندما شاهد النمر الصغير صورته في الماء قال: من هذا ؟؟

فرد الحيوان الضخم : هذا أنت على حقيقتك ...
فقال النمر الصغير: لا أنا نعجة.. أنا نعجة
دقق النظر ولكن صورته التي يعرف أنها صورة نمر لم تغير شيئاً في نفسه, وظل يقول بل أنا نعجة
قال لهه النمر الكبير : حاول أن تزأر بشدة مثلي..
ولكنه كلما حاول أن يزأر تذكر أنه نعجة فلم يستطع..
وبعد فترة استطاع ان يقنع نفسه بأنه نمر : و زأر زئيره الذي هز الغابة.
فقال النمر الكبير : هذا هو أنت !! ..... نمر ... وليس نعجة

***
أنت أخي العزيز أقوى مما تظن نفسك ، لكن المحيطين بك كثيرًا ما يرسلون إليك رسائلهم المحبطة الفاشلة ، هذا ربما لأنه خرجوا في واقع معين ، فظنوا كل الناس مثلهم بل ، ورأوا من على عكسهم شيئا شاذًا جدير بأن (يوضع في موضعه الحقيقي ).
رحم الله الشاعر ابن دريد لما قال :
كن جاهلاً أو تجاهل تفز
للجهل هذا اليوم جاه عريض
والعين للمحروم ترى ما لا يرى
كما ترى الوارث َ عين المريض
كثيرًا ما يكون لدى الفرد الاستعداد لتحقيق غرض ما ، ويجد قوى الإحجام تتراصّ أمامه كأنها متحدة ضده عن عمد وهي ليست كذلك . هنا يتضح الفرق بين الذي ارتضى أن يكون نعجة وبين الذي رأى نفسه في الحجم الحقيقي نمرًا .
إن الفرد الذي يجعل من الآخرين -أي آخرين- معيارًا لهم ويعتمد على كثرة عددهم أو تشابه آرائهم أو بيئاتهم لن يستطيع أن يمخر عباب الحياة بسهولة ، وسيظل الآخرين عقدته في كل شيء. إنه إنسان تنازل بمحض إرداته عن كينونته لصالح ذوات الآخرين .
فسؤال : لماذا لم تزوج ابنتك هذا الشاب ؟ يكو ن الرد : ماذا سيقول الناس عنا ؟
لماذا لم تطرح رأيك بصراحة الرد : ماذا سيقول الناس عنا ؟
لماذا عملت في هذه المهنة رغم أنك لست بالكفء فيها ؟ لأن المجتمع يحترمها للغاية .
لا تجعل المجتمع (يبرمجك) حسب قنواته الخاصة ، فالفرد يُخلق بقدرات عظيمة لكنها تشتد قوة أو تضعف وفقًا للمجتمع .
خط الألف ميل يبدأ من الخطوة الواحدة ، والخطو ة الأولى تواجه بأسئلة مستفزة مثل :
-وهل أنت يا عبقري زمانك تحسب أنك عصامي ستفعل ما لم يفعله أحد ؟
-لا تخادع نفسك ، وانظر إلى حال من هم في سنك وظروفك إنهم لا يعملون .
-الكفاح الذي تتحدث عنه هذا كان منذ زمن بعيد ، وليس في عصرنا هذا .
-وهل تحسب أن الظروف ستكون مواتية لك ؟
إن الفرد المبدع القادر على تحقيق أهدافه يتصرف وفق إدراكه لقدرته وإيمانه بأهدافه وقياسه الدقيق لطبيعة المجتمع لأسباب تبنيهم الرأي المحبط دون جعله معيارًا للحكم ..
نعم أخي أنت نمر فعلاً ، لكن مجالسة النعاج هي التي جعلتك تشعر أنك مثلهم .
إن الثقة في النفس -بعد التوكل على الله- أمر ضروري للإنسان ، كذلك أن يعرف أن العبرة ليست بالكم ، فليس كل من حوله مصيبين في الرأي وإن كانوا (مصائب)
ضروري أن تأحذ بروح الآية : "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك ".وتكملتها "إن يتبعون إلا الظن"
لو كان أبو بكر قائدًا عاديًا لخاف حرب الروم ، لكن إيمانه بالله ثم إيمانه بقدرته جعله يتصرف من منطلق النمورية وليس النعجية . لو التفت كل منا إلى الوراء فلن ينتهي من النظر فكيف به يتحرك أساسًا ؟
لا أتحدث عن مغامرات غير محسوبة وإنما عن فكرة مؤداها :
ليس عيبًا أن تكون أوحد من جاء بفكرة وإنما العيب أن تكون واحدًا في قطيع من دفنوا آراءهم
أنت قوي ، لكنك تبرز لأن باقي الأقوياء متوارون
وفقكم الله
منقول بتصرف

http://www.banhatalaba.com/forums/in...showtopic=7175
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس