عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-07-2019, 07:23 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة فى كتاب القناعة

راءة فى كتاب القناعة
الكتاب تأليف أبو بكر ابن السني أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الهاشمي الجعفري مولاهم الدينوري ، المشهور بابن السني ولد في حدود سنة ثمانين ومائتين وجمع وصنف كتاب اليوم والليلة ، واختصر " سنن النسائي " ، واقتصر على رواية المختصر ، وسماه " المجتنى " وكانت وفاته في اخر سنة أربع وستين وثلاث مائة
وأما موضوع الكتاب فهو كما قال المؤلف:
طهذا " كتاب " ذكرت فيه فضل القناعة وصفتها
القناعة : الرضا بالقسم ، يقال : قنع الرجل قناعة ، إذا رضي "

1 - أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ابن وهب عن أبي هانيء حميد بن هانيء عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد الأنصاري سمع النبي (ص) يقول : " قد أفلح من هدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافا ، وقنع به "
2- حدثني عيسى بن أحمد الصدفي حدثنا محمد بن ميمون الفخاري حدثنا عبد الله بن يحيى المعافري حدثنا حيوة بن شريح عن أبي هانيء عن أبي علي الجنبي إنه سمع فضالة بن عبيد الأنصاري يقول : إنه سمع النبي (ص) يقول : " طوبى لمن هدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافا ، وقنع به
" 3- حدثني يوسف بن محمد بن الفرج حدثنا يحيى بن عبدك حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ حدثنا حيوة أخبرني أبو هانيء أن أبا علي الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يقول : إنه سمع رسول الله (ص) يقول : " طوبى لمن هدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافا ، وقنعه الله بما اتاه "
المستفاد من الروايات الثلاث أن الجنة وهى الفلاح لمن اعتنق الإسلام وكان رزقه كافيا ورضى به
والقناعة هى الرضا بما قسمه الله فى شريعته من قسمة الرزق بين العباد بالعدل وهو السوية وهو قوله تعالى "وقدر أقواتها فى أربعة ايام سواء للسائلين"
وأما ما يوصف بعطاء الله أو ما اتاه الله من توزيع المرتبات والمعاشات وما ماثل ذلك فهذه ليست قسمة أى عطاء الله وإنما تقسيم الكفار من الحكام والأغنياء بتشريعاتهم الوضعية التى تميز أناس على أناس
4 - أنشدني محمد بن عبد الواحد أبو عمر : أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي :
لا تحسبي دراهم ابني مدلج تأتيك حتى تدلجي وتولجي
فاقتنعي بالعرفج المسحج وبالثمام وعرام العوسج"
كلام خارج على الإسلام بالقناعة بالقليل وليس القناعة بقسمة الله العادلة
5-حدثني عمر بن سهل حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا يحيى بن عبد الملك حدثنا زمعة بن صالح قال : كتب إلى أبي حازم بعض بني أمية يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه ، فكتب إليه : أما بعد ، فقد جاءني كتابك تعزم علي أن أرفع إليك حوائجي وهيهات قد رفعت حوائجي إلى ربي ، ما أعطاني منها قبلت ، وما أمسك علي منها قنعت"
الخطأ الذى أشاعته الكفار هو أن الله يعطى بعيدا عن الحكام والأغنياء فمن يعطى ويمنع فى الدنيا هم الناس الحكام والأغنياء غالبا وأما ما قسمه الله فهو ما شرعه من توزيع متاع الدنيا بالعدل وهو السوية بين الناس وينفذه العادلون من الناس
6-أخبرني عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال حدثنا محمد بن عمار الرازي حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي حدثنا عمرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله (ص) كان يدعو : " اللهم قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف على كل غائبة لي بخير "
7-أخبرني أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني حدثنا ابن وهب حدثنا الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي (ص) كان يدعو : " اللهم قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلفني في كل غائبة لي بخير " ، وكان ابن عباس يدعو بهذا الدعاء
8 - أخبرني جعفر بن عيسى حدثنا خالد بن مخلد المروزي حدثنا الحسين بن سعيد ابن ابنة علي بن الحسين بن واقد حدثني جدي علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي (ص) إنه كان يقول : " اللهم قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف على كل غائبة لي بخير "
المستفاد المشترك من الروايات الثلاث دعاء الله أن يبارك الرزق ويخلفه بالخير
9 - أخبرني محمد بن عبد الله بن غيلان حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا وكيع حدثنا جعفر بن برقان عن معاوية ، وما بعده منقطع في كتاب ابن غيلان ، قال : جاء رجل إلى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله ، علمني دعاء أنتفع به ، قال : " قل : اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع في خلقي ، وبارك لي في كسبي ، وقنعني بما رزقتني ، ولا تفتني بما زويت عني "
الخطأ أن المزوى يفتن الإنسان والمزوى هو الخفى المجهول والمجهول لا يفتن لا يضل الإنسان لعدم العلم به
وأما القول :"وأنشد :
اصبر على كسرة وملح فالصبر مفتاح كل دين
ولا تعرض لمدح قوم يدع إلى ذلة وشين
واقنع فإن القنوع عز والذل في شهوة بدين"
فهو نفس الدعوة لترك ما قسمه الله للناس من متاع الدنيا للحكام والأغنياء وهو دعوة تتعارض مع قوله تعالى "قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
10-أخبرني إبراهيم بن محمد بن الضحاك أخبرنا نصر بن مرزوق حدثنا أسد بن موسى حدثنا أبو بكر الداهري عن ثور بن يزيد عن خالد بن مهاجر عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : " ابن ادم ! ؛ عندك ما يكفيك ، وأنت تطلب ما يطغيك ، ابن ادم ! ؛ لا بقليل تقنع ، ولا بكثير تشبع ، ابن ادم ! ؛ إذا أصبحت معافى في جسدك ، امنا في سربك عندك قوت يومك ، فعلى الدنيا العفاء "
وأنشد :
رضيت من الدنيا بقوت يقيمني فلا أبتغي من بعده أبدا فضلا
ولست أروم القوت إلا لأنه يعين على علم أرد به جهلا
فما هذه الدنيا بطيب نعيمها لأيسر ما في العلم من نكتة عدلا"
المستفاد أن ما قسمه الله فى شرعه للإنسان يكفيه فلا يطلب غيره حتى لا يطغى أى يكفر
11-أخبرنا أحمد بن عمير أبو الحسن بن جوصا حدثنا عبيد الله بن سعيد بن عفير حدثنا أبي حدثني محمد بن وهب بن مسلم الدمشقي حدثنا محمد بن شعيب بن شابور عن محمد بن أبي مسلم الهلالي عن أبيه عن الحسن عن فرقد عن أبي الجوزاء عن ابن عباس عن النبي (ص) قال : " إن أردتم أن تدركوا ما عند الله عز وجل ، كونوا في الدنيا بمنزلة الأضياف "
المستفاد الإنسان ضيف فى الدنيا يعيش مدة ثم يرحل
12 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب حدثنا الحسن قال : لما نزل بسلمان الموت بكى ، قال : فقيل له : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ ، قال : أخشى أن لا نكون حفظنا وصية رسول الله (ص) ، إنه كان يقول : " ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب "
المستفاد الإنسان ضيف فى الدنيا يعيش مدة ثم يرحل
13 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن قال : لما حضر سلمان الموت بكى ، فقيل له : ما يبكيك يا أبا عبد الله ، وأنت صاحب رسول الله (ص) ؟ ، فقال : أما إني لا أبكي جزعا على الدنيا ، ولكن رسول الله (ص) عهد إلينا ، فتركنا عهده : أن تكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب ، قال : فلما مات نظروا ، فإذا نحو من قيمة ثلاثين درهما "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس