عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-04-2018, 03:48 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي نقد كتاب محمد (ص) المثل الأعلى لتوماس كارليل

ال "وصميم كل أمر مادى روحانى ألا تذكرون ما جاء فيه من ذكر الفرس" الله الذى أودع الرعد حنجرته فهل ترى صهيله إلا قهقهة لرؤية الرماح" هذا والله أجود الاستعارة وما أحسب أن فى عالم التشبيه كله ما يماثل ذلك أو يقاربه "ص19
يبدو أن كارليل كان متصوفا أو قرأ فى الصوفية أو هو يتبع ما ورد فى العهدين ومن ثم فهو معجب بتشبيهات الله بخلقه فكلام الله أصبح صهيلا وله حنجرة وبالقطع هذا كلام لا يمكن أن يجوز فى الإسلام كما قال تعالى " فلا تضربوا لله الأمثال "
وقال "والحجر الأسود كان من أعظم معبودات العرب ولا يزال للآن ص19بمكة فى البناء المسمى الكعبة "ص20
الرجل هنا يظن أن المسلمين يعبدون الحجر الأسود وهو كلام توارثه من كلام الكنيسة وما يقال فى المجتمع المسيحى فحتى الروايات التى يظن أن الصحابة لم يقولها تنفى ذلك كالمقولة التالية:
رقم الحديث: 34
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا (حديث موقوف) أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّصْرِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى الرُّكْنَ ، فَقَبَّلَ ، وَقَالَ : " وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ ، لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ "فوائد عبد الوهاب بن منده

وقال "وللحجر موجود الآن إلى جانب البئر زمزم والكعبة مبنية فوقهما "ص
هنا المعلومة خاطئة فالحجر الأسود ليس بجانب بئر زمزم والكعبة الحالية ليست مبنية فوقهما لأن الحجر الأسود هو جزء من أحد جدران الكعبة الحالية وهى معلومة مستقاة من ظنون النصارى وقد تكررت المعلومة الخاطئة بشكل أخر فى قوله :
" أى بئر زمزم- والحجر الأسود وشادوا عليهما الكعبة منذ آلاف من السنين "ص20
"وشرف بئر زمزم وقدسية الحجر الأسود ومن حج القبائل إلى ذاك المكان كان منشأ مدينة مكة "ص21
هنا خطأ معلوماتى أخر مستقى من الظنون النصرانية التى تربى عليها الرجل أن مكة نشأت بسبب زمزم والحجر الأسود مع أنها نشأت بسبب وجود أول بيت وضع للناس كما قال تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا "
وقال "وعلى هذه الطريقة عاش العرب دهورا خاملى الذكر غامضى الشأن أناسا ذوى مناقب جليلة وصفات كبيرة"ص22
مدح الرجل للعرب بالمناقب الجليلة والصفات الكبيرة يناقض مدحه لمحمد (ص)لأن الدين الذى اتبعه محمد(ص) كان مناقضا لما عند القوم
وقال "وأنا لست أدرى ماذا أقول عن ذلك الراهب سرجياس "بحيرا " الذى يزعم أن ابا طالب ومحمدا سكنا معه فى دار ولا ماذا ص23عساه يتعلمه غلام فى هذه السن صغيرة من أى راهب ما فإن محمدا لم يكن يتجاوز إذ ذاك الرابعة عشر ولم يعرف إلا لغته "ص24
الرجل يدافع عن زعم كون محمد(ص) تعلم دينه من بحيرا بسبب صغر سنه وبسبب عدم معرفته لغة بحيرا ومع هذا هو يضع السم فى العسل بذكر عمر محمد(ص) فى الرحلة 14 سنة فهذا العمر هو عمر بداية الرجولة والعقل وهو سن الرغبة فى المعرفة ولا شك أن المنطقة التى سكنها بحيرا تاريخيا كانت منطقة تتكلم العربية أو الآرامية وهى لغات قريبة من بعضها كما أنه ليس معقولا أن يكون أبا طالب لا يعرف لغة بحيرا فقد تكرر سفره بحسب التاريخ كل عام للشام تقريبا
ومع هذا فإن الرجل ناقض نفسه فكرر أن محمد(ص) لم يصل لعلمه شىء من الأخرين فى قوله :
"نعم أنه لم يعرف من العالم ولا من علومه إلا ما تيسر له أن يبصره بنفسه أو يصل إلى سمعه فى ظلمات صحراء العرب "ص25وكرر الرجل المقولة نفسها بألفاظ أخرى تنفى تعلمه من بحيرا وغيره فقال :
" ولم يقتبس محمد من نور أى إنسان أخر ولم يغترف من مناهل غيره "ص25
وأيضا كرر نفس المقولة فى قوله :
"أمية محمد ثم لا ننسى شيئا أخر وهو أنه لم يتلق دروسا على أستاذ أبدا وكانت صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب "ص25
والخطأ هنا أن صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب فالعرب يكتبون منذ أقدم العصور وحسب التاريخ والنقوش المنسوبة للعرب البائدة فقد عرفها القوم منذ عهود سحيقة دليلها الخط المسندى فى تلك الآثار الصفوية واللحيانية والثمودية
وقال "وإنى لأحب فى جبينه ذلك العرق الذى كان ينتفخ ويسود فى حال غضبه كالعرق المقوس الوارد فى قصة القفازة الحمراء لوالتر سكوت وكان هذا العرق خصيصة فى بنى هاشم"ص26
الرجل هنا يأتينا بشىء لا يعرفه المسلمون ولا كتب تاريخهم الحقيقية والمزورة وهى وجود عرق فى كل أفراد بنى هاشم ينتفخ ويسود عند الغضب والرجل يتكلم هنا وكأنه عاش فى عهد محمد(ص)ورآه رؤية العين وهو كلام غير علمى ولا يعتمد على أساس ويبدو أن هذا العرق هو وسيلة للحط من شأن النبى(ص) بطريقة مضحكة وهى حب الرجل لذلك العرق
وقال " وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة جم البشر والطلاقة حميد العشرة "25
هنا الرجل يصف النبى(ص) بالرحمة والليونة والبشر وهو ما يناقض وصفه له بحدة الطبع ونارية المزاج فى قوله :
"نعم لقد كان هذا الرجل حاد الطبع نارى المزاج"ص26
"ولم يك إلا بعد الأربعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ تبتدىء حوادثه وشواذه حقيقة كانت أو مختلقة وفى هذا التاريخ توفيت خديجة "ص27
هنا الرجل جعل خديجة تتوفى فى بداية الرسالة ومع هذا عاشت خديجة وآمنت به فترة فى قوله :
"ويخيل إلينا أن خديجة أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت وقالت أى وربى إنه لحق "ونتخيل أن محمدا شكر لها هذا الصنيع "ص33
ونلاحظ قوله "أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت"فكيغ تدهش وتشك ثم تؤمن كلام غير متوافق ؟
وقال "ولم يكن لى فى هذا العالم إلا صديق واحد وهذا الصديق هى وقد آمن به مولاه زيد بن حارثة وعلى وهؤلاء الثلاثة أول من آمن به"ص34
الرجل هنا جعل أول من آمن به خديجة وزيد وعلى وهو ما ينافى التاريخ المعروف لدينا وهو كون أبى بكر أول من آمن الرجال
وقال "وبعد هذه السنين الثلاثة أدب مأدبة لأربعين من ذوى قرابته ثم قام بينهم خطيبا فذكر دعوته وأنه يريد أن يذيعها فى سائر أنحاء الكون"ص35
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو يصدق تخاريف القسس والكتاب النصارى فيقول أن الرجل عمل مأدبة ودعا لها 40 من أقاربه لدعوتهم للإسلام وهو أمر ينافى التاريخ المعروف من صعوده على الجبل ودعوته للقوم
"وبينما القوم صامتون يرة دهشة وثب على وكان غلاما فى السادسة عشرة وكان قد غاظه سكوت الجماعة فصاح ص34فى أحد لهجة أنه ذاك النصير والظهير ولا يحتمل أن القوم كانوا منابذين محمدا ومعاديه وكلهم من ذوى قرابته "35
وقال " وكانت أقاربه تحميه وتدافع عنه ولكنه عزم هو وأتباعه على الهجرة إلى الحبشة فوقع خبر ذلك من قريش أسوأ المواقع "ص36
الرجل هنا يأتينا بتاريخ خاطىء وهو كون أقاربه بلا استثناء كانوا يحمونه ويدافعون عنه وهو ما يناقض التاريخ المعروف من كون خديجة وأبو طالب هم من كانوا يدافعون عنه والاثنان يخالفان كون الله قد عصمه أى حماه من أذى الناس فقال " والله يعصمك من الناس "
وأيضا الخطأ أن الرجل أراد الهجرة للحبشة فالمعروف أنه أمر أتباعه الذين نالهم الكثير من الأذى بالهجرة للحبشة
وقال "ولكن اعرفوا معى أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء لم ير مثلها إنسان قط فلقد كان يختبىء فى الكهوف ويفر متنكرا إلى هذا المكان وإلى ذاك لا مأوى ولا مجير ولا ناصر تتهدده الهلكات "ص37
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو معلومات استقاها من مصادر غير دقيقة وهو اختباء النبى(ص) فى الكهوف وفراره متنكرا مرات كثيرة وهو هو ما يناقض عصمة وهى حماية الله له من أذى الكفار بقوله " والله يعصمك من الناس "
وقال " وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية وكل القلوب واعية وكل كلام ما عدا ذلك هباء وكل قول جفاء"ص28
الخطأ الأول أن كلام النبى(ص) صوت خارج من صميم قلب الطبيعة وهو كلام يناقض قوله أن من الأبدية المجهولة وهى الله "" فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا فقد نسميه شاعرا أو نبيا أو إلها وسواء هذا أو ذاك "ص14
والغرض من اختلاف الكلام هنا وهناك هو تحيير الناس فلا يعرفون حقيقة الدين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس