عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-11-2014, 04:11 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي الجمهور العربي والنهج الاقتصادي في الحكم

الجمهور العربي والنهج الاقتصادي في الحكم


الجمهور في اللغة آتٍ من الجذر الرباعي (جمهر) وفي الحديث (جَمْهِروا قبره) أي ضعوا التراب فوقه دون ماء، والجمهورة هي الرمال المُنقادة التي تسفيها الرياح فتتجه مع الريح، والجمهور هو تكتل الناس..*1

والنهج والمنهاج هو الطريق البيِّن الواضح وفي حديث العباس رضوان الله عليه: (لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ترككم على طريقٍ ناهجة، أي بينة وواضحة.

عندما حاذينا العنوان بالاقتصادي، أردنا تمييزه عن السياسي الذي يختص بطبيعة نظام الحكم (ملكي، جمهوري، برلماني، رئاسي الخ)، لنميز السمة الاقتصادية فيه: اشتراكية، رأسمالية، مختلطة الخ.

يصبح العنوان معنياً بالموقف الذي يتخذه عموم الشعب والجمهور إزاء الطريقة الاقتصادية التي تُدار بها البلاد، تمييزاً عن آراء ومواقف الفلاسفة والمفكرين الاقتصاديين والسياسيين.

(1)

لكل شيء جمهور، في الملاعب نجد جماهير، وفي صالات الغناء والمسارح نجد جماهير، وعند أصحاب الزوايا والمجالس الدينية نجد جماهير، وللقادة السياسيين جماهير، بعضها حقيقي والكثير منها مُصطنع خصوصاً عندما يتعلق الأمر بنظام حُكمٍ قائمٍ بعينه.

يسعى الكثير من المعنيين في مختلف الأمور أن يكون لهم جمهور، ويبدوا أن الجمهور يكون له مفعولٌ عجيب في أداء المقرئين للقرآن واللاعبين والممثلين والوعاظ والخطباء والمغنين، ولا تنسى محطات الإذاعة أن تبين في تقديمها لمقرئ للقرآن الكريم أن تلك القراءة سُجلت من المسجد الفلاني وتجد بعد كل آية أو وصلة صيحات الإعجاب (الله ينوّر عليك يا شيخ)، والشيخ يُصعّد من أداءه، وهذا يحدث أيضاً مع المطربين عندما يصيح الجمهور (أعِد.. أعِد).

وقد يكون لغياب الجمهور أو الجمهور المُضاد أثرٌ في نتائج مباريات كرة القدم، فيُقال (لعبوا أمام جمهورهم).

وتكون الفوائد المرجوة من الجمهور حاسمة في صعود نجوم معينين، من خلال العائد المالي أو حتى إرسال رسائل تلفونية و (sms) ليصبح فلان المتسابق بطلا في مسابقات معينة..

وإذا كانت شبابيك السينما والمسرح تزيد في دخل الممثلين والمطربين، فماذا يستفيد الجمهور بالتالي؟ ومن الغرابة أن تبيع مثلاً محطات بطاقات ذكية لنقل مباريات أجنبية، وتجني تلك المحطات أرباحا خيالية من وراء ذلك.

(2)

لا تُشكل المواضيع السياسية أو الاقتصادية مادة (مهمازية) تُحرك الجماهير العربية، فقد يقوم بالتثاؤب أكثر الجالسين في جلسة ود (عائلية، أو جلسة أصدقاء) وهذا طلب واضح للمتكلم بموضوع اقتصادي أو سياسي، أن يختصر أو حتى يتوقف عن الكلام، لكن أي حديث يتناول أسرار العائلات أو يكون ملفوفاً بطابع السخرية والمرح، فإن كل الموجودين سيشاركون فيه.

لكن، يقوم الجمهور بالسباب واللعن إذا ارتفع سعر سلعة معينة، ويكون رد فعله، تماماً كما يلعن العرب حكاما وشعوباً، إذا شاهد جريمة صهيونية ضد المقدسات الإسلامية في فلسطين..

إن اللعان والشتائم قد تُغرر بأصحابها بأنهم قاموا بالواجب المطلوب منهم، فيسقط بذلك عنهم (فرض، أو سنة ) الانتقاد!

وبالمقابل، فإن الأنظمة العربية تفرح كثيراً عندما تبقى ردة أفعال الجماهير عند هذا الحد..


يتبع





هوامش
*1ـ أنظر لسان العرب
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس