عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-10-2021, 08:35 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي قراءة فى كتاب أشاهد فلان؟

قراءة فى كتاب أشاهد فلان؟
الكتاب من إعداد دار الوحيين وفى المقدمة تحدثوا عن حرص النبى (ص) على صلاة الجماعة وسؤاله عن المتخلفين عنها فقالوا:
" أما بعد:
أخي المسلم: لقد كان من هدي رسول الله (ص) الاعتناء بأمر الصلاة، وكان يتعاهد أصحابه ويسأل عنهم إذا فقدهم في صلاة الجماعة، ومن ذلك حرصه (ص) على تفقد أصحابه في صلاة الفجر، فكان كثيرا ما يحث عليها ويرغب فيها ويسأل عن المتخلفين عنها فعن أبي بن كعب قال: صلى رسول الله (ص) صلاة الصبح فقال: «أشاهد فلان، إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلوات على المنافقين ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا» يعني صلاة العشاء والصبح [أبو داود وغيره، وحسنه الألباني].
أيها الحبيب: أرأيت كيف حرصه صلوات الله وسلامه عليه على هذه الصلاة وسؤاله عن المتخلفين عنها؟!"
الخطأ فى الحديث فى المقدمة أن النداء والصف الأول أفضل فى الحضور من غيرهما فى الأجر ويخالف هذا أن كل حسنة أى عمل صالح مثل حضور نداء الصلاة بعشر حسنات وفى هذا قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".
وقطعا الكتاب مبنى على مقولة خاطئة وهى فضل صلاة الجماعة عن صلاة الفرد فى الأجر وعلى هذا يدور الكتاب الملىء بروايات تناقض القرآن وفى هذا قالوا:
"وما هذا الحرص إلا لأن هذه الصلاة قد خصت بمزيد الفضل وجزيل الثواب فتعال بنا نتعرف على شيء من فضائلها:
* أنها صلاة تشهدها الملائكة قال تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} [الإسراء: 78].
وعن أبي هريرة قال: قال النبي (ص): «الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم فيقول كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون» [رواه البخاري ومسلم].
الله أكبر يا أخي عندما تحضر إلى صلاة تشهدها ملائكة الرحمن وتشهد لك عند رب العالمين، فيا له من فضل لا يضيعه إلا محروم!"
والخطأ فى الحديث وجود الملائكة مع الإنسان فى الأرض ليلا ونهارا وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها مصداق لقوله تعالى:
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
وقوله تعالى:
"وكم من ملك فى السموات "
ثم استشهد المؤلفون على صلاة الجماعة بحديث ليس فيه أى كلمة تدل على صلاة الجماعة فقالوا:
* أيها المسلم: إنك عندما تصلي الفجر مع جماعة المسلمين تكون في ذمة الله وحفظه، وضمانه وأمانه، يحفظك ويرعاك ولا يخلص إليك أحد إلا بإذنه تعالى: فعن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): «من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم» [رواه مسلم]"
لا يوجد لفظ والحديث يدل على الفردية وليس على الجماعية بدليل فردية الكلمات صلى يدركه يطلبه يكبه وجهه ونفس المر قالوه فى الفقرة التالية:
* ويترتب على شهود الفجر والمحافظة عليها دخول الجنة:
فعن أبي موسى أن رسول الله (ص) قال: «من صلى البردين دخل الجنة» [رواه البخاري ومسلم]. والبردان: هما الصبح والعصر."
فالرواية تقول صلى ولم تقل صلوا ولا يوجد أى لفظ يدل على الجماعية فى الحديث ثم قالوا:
"يا من فرطت في هذه الصلاة، تذكر أنك بذلك تضيع على نفسك نورا يضيء لك في وقت أنت أحوجه فيه إليه، وذلك في يوم القيامة يوم الظلمات والحسرات، هناك الناس في حر شديد وظلمة وأهوال، لكن من يشهد هذه الصلاة ويحافظ عليها يكون له نور يضئ له الظلمات ويهتدي به على الصراط كما أخبر بذلك النبي (ص) حيث قال: «من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة» [رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن. وصححه الألباني في صحيح الترغيب 424].
وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله (ص): «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه. وصححه الألباني. صحيح الجامع 2823]."
والخطأ فى الحديث أن المشائين فى الظلم للمساجد لهم نور وحدهم يوم القيامة وهو ما يخالف أن المسلمين كلهم لهم نور يوم القيامة وفى هذا قال تعالى "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات ".
واستشهدوا بأحاديث أخرى تناقض كتاب الله فقالوا:
"أخي: - يا رعاك الله - تذكر أن لهذه الصلاة مزية أخرى فمن صلاها مع العشاء كان كمن قام الليل، فعن عثمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» [رواه مسلم]."
الخطأ الأول فى الحديث أن صلاة العشاء تساوى قيام نصف ليلة إذا صليت فى جماعة ويتعارض هذا مع أن العمل الصالح كالصلاة وقيام الليل بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ الثانى أن صلاة العشاء والفجر فى جماعة كقيام ليلة وهو تخريف لأن صلاة العشاء عمل يساوى 10 حسنات وصلاة الفجر عمل يساوى 10 حسنات بينما قيام الليل يساوى 10 حسنات ومن ثم فصلاة العشاء والفجر أكثر أجرا من قيام الليل ومن ثم فهم غير متشابهين فى الأجر
ثم استشهدوا برواية ليس فيها أى لفظ يدل على الجماعية فقالوا :
أيها المسلم: لعظم هذه الصلاة فقد عظمت سنتها - وهي ركعتان تؤدى قبل الصلاة - فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» [رواه مسلم].
يا له من فضل عظيم فإذا كانت سنة الفجر خير لك من الدنيا وما فيها فكيف بصلاة الفجر؟
والله إنه لمحروم من حرم ذلك، محروم من نام عن صلاة الفجر وآثر شهواته وملذاته، وأحب المكوث في فراشه، ولم يقم ويطرد الشيطان الذي قد بال في أذنيه، وعقد عليه عقده ومناه، ولذذ له النوم وزينه وقال له نم عليك ليل طويل"

* أخي: - في الله - يكفيك شرفا ومنزلة رفيعة وفضلا عظيما وأجرا جزيلا أن من حافظ على هذه الصلاة وشهدها مع إخوانه المسلمين أنه موعود برؤية ربه تعالى، فعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند النبي (ص) فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}» [رواه البخاري ومسلم]. قال أهل العلم: (ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية، أن الصلاة أفضل الطاعات فناسب أن يجازي المحافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى الله تعالى)"
والخطأ فى الحديث أنه يخالف أن الله اعتبر طلب الرؤية ذنبا عظيما فقال "وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا فى أنفسهم وعتو عتوا كبيرا "كما أن الله قال لموسى (ص) "لن ترانى "والحرف لن يفيد النفى الآن ومستقبلا للرؤية كما أن الله عاقب موسى (ص)وبنى إسرائيل بالصعق لما طلبوا الرؤية فقال "وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون "كما أن الله ليس له جسم أو شكل حتى يمكن لنا رؤيته وما دام لا يشبه خلقه فهم لن يروه أبدا مصداق لقوله "ليس كمثله شىء "."
وتحدثوا عن أكذوبة وهى يصدقونها أن النبى(ص) كان يريد إشعال النار فى دور المتخلفين عن صلاة الجماعة فقالوا:
"فيا من فرط في هذه الصلاة العظيمة احرص على المحافظة عليها وشهودها فذلك فرض عليك - ما لم تكن معذورا - واعلم أن من تخلف عن هذه الصلاة فإنه يعرض نفسه لعقوبات شديدة، إذ أن المتخلف عنها مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، كيف لا وقد توعد (ص) من لم يصلها بإحراق بيوتهم بالنار؟!
* إن المتخلف عن هذه الصلاة يعرض نفسه للاتصاف بصفات المنافقين فقد بين (ص) أن هذه الصلاة وصلاة العشاء من أثقل الصلوات على المنافقين، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار» [رواه البخاري ومسلم].
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس