عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-12-2019, 09:46 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي نقد كتاب فضائل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

نقد كتاب فضائل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
الكتاب تأليف أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد السقطي
المتوفى: 406 هـ

هذا الكتاب كغيره من كتب الفضائل ألف ردا على كتب مناقب على وغيره والهدف من كل تلك الكتب التى تأليفها هو جعل الناس فى حيرة ليكفروا بالإسلام المتناقض الذى كتبه الكفار الذين هدموا دولة المسلمين الأخيرة والذى جعل المؤمنين من الصحابة كفرة يتقاتلون حول كرسى الحكم ومع أنهم قتلوا بعضهم البعض وعذبوا بعضهم البعض وأسالوا دماء الأتباع فى المعارك الموجودة فى كتب التاريخ المزعومة إلا إن الكل مسلمون وكلهم فى الجنة فى كتب الروايات الكاذبة والآن لعرض الروايات:
1-أخبرنا الشيخ العدل الرضى مسند عصره تقي الدين محمد بن إسماعيل بن العلامة بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله السري قراءة عليه، وأنا أسمع قال: أخبرنا الشيخ أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن صفري، قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور بن سليجن بن عمار بن المروزي العماري بمكة قراءة عليه، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي بمكة، حدثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي، حدثنا محمد بن علي السقطي، حدثنا أبو بشر محمد بن القاسم بن سليمان المؤدب، حدثنا محمد بن أحمد بن الضحاك، حدثنا أحمد بن الهيثم، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): يخرج معاوية رضي الله عنه، من قبره وعليه رداء من السندس والإستبرق، مرصع بالدر والياقوت، عليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم "
الخطأ أن معاوية يخرج من قبره وعليه رداء من السندس والإستبرق، مرصع بالدر والياقوت، عليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب فالإنسان يأتى وحيدا ليس معه أى شىء بدليل قوله تعالى "لقد جئتمونا فراداى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم "
2- حدثنا أبو منصور، حدثنا أبو القاسم، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو بكر، حدثنا أحمد بن إسحاق بن حبيب العطشي، حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الله بن بسر، أن رسول الله (ص) استأذن أبا بكر وعمر في أمر فقال: أشيروا , فقالا: الله ورسوله أعلم , فقال (ص): أشيروا علي , فقالا: الله ورسوله أعلم فقال: ادعوا معاوية , فقال أبو بكر وعمر: أما كان في رسول الله (ص) ورجلين من رجال قريش ما ينفذون أمرهم حتى يبعث رسول الله (ص) إلى غلام من غلمان قريش؟ فقال: ادعوا لي معاوية , فلما وقف بين يديه قال رسول الله (ص): أحضروه أمركم , وأشهدوه أمركم , فإنه قوي أمين "
الخبل فى الرواية أنه طلب معاوية لاستشارته ومع هذا لم يستشره فى شىء وإنما طلب منهما استشارته فى المستقبل وهو ما يعنى أنه يعلم الغيب ممثلا فى موته قبل أبو بكر وعمر وهو ما يخالف أن النبى(ص) لا يعلم الغيب كما قال تعالى"لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
3-حدثنا أبو منصور، حدثنا أبو الغنائم، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو بكر بن مروان، حدثنا أبو بكر بن عبد الخالق، حدثنا إبراهيم بن نصير، حدثنا سليمان الرقي، حدثنا شيخ يقال له عبد الرحيم بن غنم عن عروة عن رويم قال: جاء أعرابي إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله صارعني؛ فقام إليه معاوية فقال: يا أعرابي! أنا أصارعك فقال النبي (ص): لن يغلب معاوية أبدا فصرع الأعرابي قال: فلما كان يوم صفين قال علي: لو ذكرت هذا الحديث ما قاتلت معاوية "
الخطأ العلم بالغيب ممثلا فى أن احدا لن يغلب معاوية وهو ما يخالف أن النبى(ص) لا يعلم الغيب كما قال تعالى"لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
4-حدثنا أبو منصور، حدثنا أبو القاسم، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن صديق، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم العوامي قال حدثني ابن الأعرابي عن المبرد قال حدثني المازني قال: قال الأصمعي عرضت على معاوية جارية فأعجبته فسأل عن ثمنها، فإذا ثمنها مئة ألف درهم، فابتاعها، ونظر إلى عمرو بن العاص، وقال: لمن تصلح هذه الجارية؟ فقال: لأمير المؤمنين، ثم نظر إلى غيره فقال له ذلك، قال: لا، فقيل: فلمن؟ قال: للحسين بن علي بن أبي طالب، فإنه أحق بها، لما له من الشرف، ولما كان بيننا وبين أبيه، فأهداها له، فأمر من يقوم عليها فلما مضت أربعون يوما حملها وحمل معا أموالا عظيمة، وكسوة، وغير ذلك، وكتب: إن أمير المؤمنين اشترى جارية، فأعجبته، فآثرك بها فلما قدمت على الحسين بن علي بن أبي طالب أعجب بجمالها، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: هوى قال: أنت هوى كما سميت، هل تحسنين شيئا؟ قالت: نعم، أقرأ القرآن، وأنشد الأشعار، قال: اقرئي، فقرأت: " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " قال: أنشديني، قالت: ولي الأمان؟ قال: نعم، فأنشأت تقول:
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى = غير أن لا بقاء للإنسان فبكى الحسين، ثم قال: أنت حرة، وما بعث به معاوية معك فهو لك، ثم قال لها: هل قلت في معاوية شيئا، فقالت:
رأيت الفتى يمضي ويجمع جهده = رجاء الغنى والوارثون قعود
وما للفتى إلا نصيب من التقى = إذا فارق الدنيا عليه يعود
فأمر لها بألف دينار، وأخرجها، ثم قال: رأيت أبي، أمير المؤمنين كثيرا ما ينشد:
ومن يطلب الدنيا لحال تسره = فسوف لعمري عن قليل يلومها
إذا أدبرت كانت على المرء فتنة = وإن أقبلت كانت قليلا دوامها
ثم بكى وقام إلى صلاته "

والخطأ الأول حدوث الخلاف بين الصحابة وزوال الدولة الإسلامية وتحولها لكافرة فى عهد الصحابة بتولى معاوية الخلافة وهو ما يخالف أن هذا يحدث فى عهد الخلف وهم أولاد الصحابة أو من بعدهم بقليل أو بكثير مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "وهو ما يناقض أيضا انه الله منع من أسلموا بعد الفتح وجاهدوا من تولى المناصب نهائيا وجعلها لمن جاهدوا قبل الفتح "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
والخطأ الثانى شراء الجوارى فى دولة المسلمين لجماعهن والشافعى والخطأ المشترك بين الستة هو إباحة وطء الجوارى دون زواج ويخالف هذا أن الله طالب المسلمين فى حالة العجز المالى عن زواج المحصنات أى الحرات بزواج الفتيات أى الجوارى وفى هذا قال تعالى "ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف "لاحظ جملة "وانكحوهن بإذن أهلهن "إذا فالجوارى لا يجوز جماعهن دون زواج ،زد على هذا أن الكثير منهن مشركات ولا يجوز لمسلم نكاح مشركة بالزواج لقوله تعالى "ولا تنكحوا المشركات "زد على هذا أن الله كرر طلب زواج المسلمين من الإماء المسلمات فقال "وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم "
5- حدثنا أبو منصور، حدثنا أبو القاسم، حدثنا إسحاق، حدثنا ابن صديق، حدثنا علي بن جعفر الفرغاني، حدثنا علي بن جعفر الميداني، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الربيع الزهراني عن حماد بن زيد عن أيوب، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال إذا كان يوم القيامة دعي بالنبي (ص) ومعاوية فيوقفان بين يدي الله فيطوق النبي (ص) بطوق ياقوت أحمر ويسور بثلاثة أسورة من لؤلؤ فيأخذ النبي (ص) الطوق فيطوقه معاوية ثم يسوره بثلاثة أسورة فيقول الله يا محمد تسخى علي وأنا السخي وأنا الذي لا أبخل فيقول النبي (ص) إلهي وسيدي كنت ضمنت لمعاوية في دار الدنيا ضمانا فأوفيته ما ضمنت له بين يديك يا رب فيبتسم إليهما ثم يقول خذ بيد صاحبك انطلقا إلى الجنة جميعا "
الخطأ تطويق النبى(ص) بأطواق يوم القيامة من الياقوت واللؤلؤ وهو ما يخالف ان الكل فى يوم القيامة لا يطوق ولا يحدث له شىء سوى شىء واحد وهو أخذ كتاب عمله بيمينه أو يساره
والخطأ أن النبى(ص) يدخل معاوية الجنة معه بسبب وعد وعده رغم أنه حول الدولة المسلمة فى التاريخ لكافرة يتوارث فيه الملك ويسكن فيها الخلفاء القصور ويتصرفون فى المال على هواهم ورغم أنه قتل العديد من الصحابة وسم الحسن والله يوافقه على ذلك ملغيا ميزان العدالة
هذا تخريف ما بعده تخريف فالله العدل لا يغير أحكامه من أجل وعد أحد وإلا كان غير حكمه فى والد إبراهيم(ص) وابن نوح(ص)
لا وجود لخلافة معاوية ولا دولة بنى أمية ولا لكل تلك الخلافات المروية فى الكتب بين الصحابة وتقاتلهم على الكرسى
6- حدثنا أبو منصور، حدثنا أبو القاسم، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو بكر محمد بن علي السقطي قراءة عن مجاهد وعن ابن عباس وحيان بن عبد الله الأنصاري قالا: قال رسول الله (ص): الأمناء عند الله سبعة قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: القلم، واللوح، وإسرافيل، وميكائيل، وجبريل، وأنا، ومعاوية بن أبي سفيان، فإذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل للقلم: إلى من أديت الوحي؟ فيقول: إلى اللوح، فيقول الله للوح: إلى من أديت الوحي؟ فيقول: إلى إسرافيل فيقول الله لإسرافيل: إلى من أديت الوحي؟ فيقول: إلى ميكائيل فيقول الله لميكائيل: إلى من أديت الوحي؟ فيقول: الله أعلم إلى جبريل فيقول الله لجبريل: إلى من أديت الوحي؟ فيقول: إلى محمد (ص) فيقول الله لمحمد: من ائتمنت على الوحي؟ فأقول: معاوية، كذا أخبرني جبريل عنك يا رب أنك قلت: إنه أمين في الدنيا والآخرة فيقول الله: صدق القلم، وصدق اللوح، وصدق إسرافيل، وصدق ميكائيل، وصدق جبريل، وصدق محمد، وصدقت أنا، إن معاوية أمين في الدنيا والآخرة "
الخطأ ان الأمناء عند الله سبع هم القلم، واللوح، وإسرافيل، وميكائيل، وجبريل، والنبى ومعاوية بن أبي سفيان وهو ما يخالف أن الله وصف غيرهم بالأمانة فقال فى هود (ص) وصالح(ص) وشعيب(ص) ولوط(ص)"إنى رسول أمين"
ووصف المسلمين جميعا بالأمانة فقال :
"قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس