عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-02-2010, 10:23 PM   #9
عصام الدين
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 830
إفتراضي

أخي الكريم، أعود إليك مرة أخرى، ولألتقط منك هذه، فقد تبين أننا سنخوض في "جانب يتعلق بالحوار وأهدافه"..
وتأمل، ظاهرة المغادرة لم تكن بهجرة فعلية للمنتديات، بل بهجر الكتابة وهجر الاهتمام والجدية، فكما قلت لك، عرفت المنتديات عموما سيطرة لون بعينه، مارس كل أشكال الإقصاء والاستئصال، فاكتفى كثير من الناس بنوع من المشاركة، غلب عليها طابع السخرية والمرح أحيانا، والانتقاص بل والشتم في أحيان أخرى، وفي أحسن الظروف، مشاركات على شكل فلاشات تشير إلى "أننا هنا" أي من باب تسجيل الحضور..
والذي كان مطلوبا حينها هو التوازن واحترام الرأي الآخر والتأسيس للتنوع وعدم الزج بأصحاب الآراء الأخرى في خانات بعينها، أو ممارسة التكفير أو التخوين، كأن الهوية يمكن قولبتها وتضييقها في دوائر تجعل الاختلاف حتميا وأبديا.
وبخصوص ما سميته بـ "المعركة"، فقد جرى ذلك وعاشه كثيرون، حروب الشيعة والسنة، والكلام عن الولاء والبراء، القواعد العسكرية في الخليج، بن لادن، الخطر الإيراني، تركيا، القومية العربية... والقائمة طويلة.
هل هذه تشكل قضايا مشتركة للأمة جمعاء ؟
بل وتناسى أهل المنتديات أن الخريطة العربية ليست هي "شرق أوسط" وفقط.
وهمومها ليست في أمريكا أو ابن لادن وإيران فقط.
وحتى داخل هذا "الشرق الأوسط"، مارست أغلب المنتديات استبدادا وقمعا ما أدى إلى انسحاب هذه الأقلام، منتديات من أقصى اليسار مثل يساري وأقصى اليمين مثل الساحات، بل وحتى إلحاد..
وكما قلت، داخل هذا الشرق الأوسط أيضا، حدث نفس الشرخ الذي أبعد الأقلام المميزة عن منتدياتها، اسمح لي أن أعرض عليك قصة أحد الذين عرفتهم وإن ذكرت لك اسمه فستعرفه، والذي تميز بقلم صقيل وفكر ثاقب، وكتابة مميزة، وقد عانى كثيرا نظرا لتعرضه للازدراء تارة وللابعاد تارة أخرى، ذنبه أنه شيعي المذهب، والذي اكتشف فجأة بعد أن قام بنشر رواية وعرف اسم عائلته، فتناسى القراء ما يكتبه إلى ما يمثله من هوية مزعومة جعلته فجأة، وبقدرة قادر، خطرا على الأمة..
فاختار الانسحاب، وهجر المنتديات..
أخي إبن حوران.. لا زلت أتحدث عن الانسحاب بنوعيه.
وتبقى الأمثلة كثيرة.. ولكن لا داعي للاستفاضة، أطمع فقط أن تفهم قصدي.
__________________

حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
عصام الدين غير متصل   الرد مع إقتباس