الموضوع: حزن حتى النخاع
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-11-2009, 02:16 AM   #17
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

*انها الغربة بام عينها *

المكان / سور المدرسة اللى بجوار بيتنا القديم

الزمان / تقريبا كدة فى 1990 وقتها كنت (11 سنة )

الحدث / مفييش اعد فى امان الله بلعب كورة مع اصحابى

الحوار /

هو بارك الله فية : يا هانى تعالى اركب عشان هانسافر اسكندرية
انا : ليية بس يابا انا مش بحب اسافر اسكندرية خالص
هو بارك الله فية : يا ابنى تعالى و اسمع الكلام
انا : لا يا بابا انا مش بحبها والله طب قولى هانروح نعمل اية هناك بس
هو بارك الله فية: يا ابنى عندنا شغل هناك يالا تعالى
انا : طب انت وهاتروح تعمل شغل طب انا لزمتى اية هناك بس
هو بارك الله فية : هانى بقولك اية ماتغلبنييش يالا اركب
انا : يا بابا ..... يقاطعنى و يقول هانى اتفضل اركب

وقتها اشعر انة لا مجال للتفاوض مع هذا الرجل الذى ادركت طيبة قلبة لاحقا واركب وانا فى قمة الحزن واودع اصدقائى بنظرات فقط ليس الا و اظل اتحصر على ما سافقدة من اوقات سعيدة معهم
وبمجرد ان نبدأ فى السفر انتقل الى مرحلة اخرى هى تخيل ما الذى سوف يحدث هناك من حزن و اسى و ظلام و سواد و كرة و مواقف وووووووو

ووينتابنى شعور فظيع بالغربة ولو شبهت احساس الغربة معلى على مر الايام استطيع ان اشبهها بدودة تم دخولها الى صدرك تظل تنحر فيية وتاكل منة و بهذا فانها تكبر فى صدرك وفى نفس الوقت تفتك بكل ما تراة امامها داخلك و الجميل فى الموضوع اننا قد انتقلنا الى الاسكندرية لمدة عام كامل بعدهابفترة و اصبح لى مدرسة هناك وتركت اصحابى وبيتى وكل شء برمتة و انتقلت الى حياة جديدة لم اتاقلم معها بتاتا و ظللت اتشمم اى شئ ياتى من مدينتى و من اصعب المواقف عندما تظل بجوار التيلفون كى تكلم احدهم بالهاتف و ترد عليك والدتة انة يلعب بجوار سور المدرسة و تظل انت فى بيتك على سريرك بجوار التيلفون فى انتظار عودتة حتى تتكلم معة و تطمئن على باقى اصحابك

انها الغربة بام عينها و للاسف اصبح هذا الاحساس ملازم لى حتى فى كبرى و بمجرد ان احس ان شئ ما سيفقد منى ينتابنى ذلك الشعور السئ جدا و للاسف اصبح الخلل عندى انا ولم اعد احمل احد مسئولية هذا فانا من عندة المشكلة وانا من على ان اصلحها فانا لا استطيع ان اجعل احد يتحمل مسئولية احساسى بالغربة تلك ومع مرور الوقت اصبحت و لله الحمد اكثر خبرة و اكثر حيلة واصبحت استطيع ان اتفادى مثل هذا الاحساس قدر المستطاع

وتلك الصورة تعبر عنى وقتها بشكل رهييب
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس