عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-06-2023, 07:23 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,014
إفتراضي نقد كتاب حديثان وهم فيهما البخاري وحديث وهم فيه مالك

نقد كتاب حديثان وهم فيهما البخاري وحديث وهم فيه مالك
المؤلف الخطيب البغدادي والكتاب يدور حول ثلاثة أحاديث أولهما حديث الإفك وقد أورد البغدادى إسناده ونصه فقال :
"حدثنا الشيخ أبو الحسن بن مرزوق أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في كتابه وأخبرني عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأندلسي الأنصاري بالأهواز حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، قال : حدثتني أم رومان ، أم عائشة قالت : بينا أنا قاعدة ، إذ دخلت علي امرأة , فقالت : فعل الله بفلان كذا وكذا فقلت : وما له ؟ قالت : إنه أنشأ الحديث ، تعني ذكر عائشة , قالت عائشة : سمع بهذا رسول الله (ص)؟ قالت : نعم ، قالت : فسمع بهذا أبو بكر ؟ قالت : نعم : فأخذها شيء ما قامت إلا بحمى فألقيت عليها ثيابها , فغطيتها ، فدخل رسول الله (ص)فقال : ما شأن هذه ؟ فقلت : أخذتها الحمى بنافض ، قالت : فقال رسول الله (ص)فلعلك من أجل حديث حدثت به فقعدت عائشة , فقالت : والله لئن حلفت لا تصدقوني ، ولئن قلت لا تقبلوا مني ، وما مثلي ومثلكم إلا مثل يعقوب وبنيه {والله المستعان على ما تصفون} قال : فأنزل الله عز وجل عذرها فقالت عائشة: بحمد الله لا بحمدك ولا بحمد أحد."
وناقش البغدادى عيوب الحديث فى الإسناد فقال :
" كذا رواه محمد بن فضيل بن غزوان عن حصين بن عبد الرحمن وأورده محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه الصحيح من حديث أبي عوانة وابن فضيل جميعا ولم يسمع مسروق من أم رومان شيئا فحدثت عن أبي عمر بن حيويه أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا ابن فضيل عن حصين عن أبي وائل عن مسروق قال سألت أم رومان عن حديث الإفك فحدثتني .
قال إبراهيم الحربي كان سألأها وله خمس عشرة سنة ومات مسروق وله ثمان وسبعون سنة وأم رومان أقدم من كل من حدث عنه مسروق وقد صلى خلف أبي بكر وكلم عمر وعليا وابن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس وأبا موسى وخبابا وأبيا وعبد الله بن عمرو وعائشة .
قال الخطيب: والعجب كيف خفي على إبراهيم الحربي استحالة سؤال مسروق أم رومان مع محل إبراهيم من العلم وعلو قدره فيه ومعرفته بأيام الناس وذلك أن أم رومان ماتت على عهد رسول الله (ص).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري من شيران يذكر أن أحمد بن أحمد أن ابن الخضر أخبرهم حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثني أبو حسان الزيادي قال السنة السادسة فيها ماتت أم رومان بنت عامر في ذي الحجة وهي أم عائشة فنزل رسول الله (ص)في قبرها فأخبرنا أو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي أن أبا القاسم عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الجيلي قال : قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي أسلمت أم رومان فهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها في عهد رسول الله (ص)في ذي الحجة من سنة ست من الهجرة.
وأخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب بالمدينة وحدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ببغداد حدثنا الحسين بن أبي كبشة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن أم سلمة أنها قالت لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله (ص)من سره أن ينظر إلى امرأة من حور العين فلينظر إلى هذه.
وقال الباغندي : حدثنا علي بن عمرو الأنصاري حدثنا محمد بن أبي عمير حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي (ص)مثله.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا ابن أبي عدي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم عن عائشة قالت لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله (ص)من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه.
قال الخطيب: وأحسب العلم التي دخلت على إبراهيم الحربي في إثبات سؤال مسروق أم رومان وتصحيح ذلك اتصال الحديث وثقة رجاله ولم يتفكر فيما وراء ذلك وهي العلة التي دخلت على البخاري حتى أخرج الحديث في صحيحه ومسلم بن الحاج في صحيحه ورجاله من شرطه وأحسبه فطن باستحالته فتركه والله أعلم.
وذكر إبراهيم الحربي أن مسروقا سأل أم رومان وله إذا ذاك خمس عشرة سنة فكان موتها في سنة ست من الهجرة فعلى هذا كان له وقت وفاة رسول الله (ص)تسع عشرة سنة فما الذي منعه أن يسمع من رسول الله (ص)إن كان هذا الذي ذكره الصحيح وقد ذكر غير إبراهيم مبلغ سن مسروق على خلاف ما قال.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال مسروق بن الأجدع توفي سنة ثلاث وستين بالكوفة .
وأخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الصناجيري أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني حدثنا هارون بن حاتم حدثنا ابن الفضل بن عمرو قال مات مسروق وله ثلاث وستون وهذا الأشبه بالصحة فعلى هذا القول كان له وقت ماتت أم رومان ست سنين.
ولم يزل حديث مسروق الذي ذكرته يتخلج في صدري أمره فأستنكره وأحيل فكري فيه سنين كثيرة فلا أعرف له علة لثقة رجاله واتصال إسناده حتى أخبرنا الحسن بن علي التميمي أخبرنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا أبو جعفر يعني الرازي عن حصين عن شقيق بن سلمة عن مسروق عن أم رومان وهي أم عائشة قالت كنت أنا وعائشة قاعدة فدخلت امرأة من الأنصار وذكر الحديث بطوله نحو رواية أبي عوانة .
وأخبرنا التميمي أخبرنا ابن مالك حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا ابن عاصم حدثنا حصين عن أبي وائل عن مسروق عن أم رومان قالت بينا أن عند عائشة إذ دخلت عليها امرأة من الأنصار فقالت فهل الله بابنها , .. فذكر الحديث ."

ومع أن البغدادى اكتشف الخطأ الفادح الذى غاب عن البخارى ومسلم وهو أن أم رومان توفيت ومسروق ما زال طفلا يحبو لإلا أنه حاول أن يلتمس عذرا فتحدث عن إرسال مسروق فقال :
"فجوزت على هاتين الروايتين أن يكون مسروق أرسل الرواية عن أم رومان ولم يذكر الخبر وقد ذكر أن حصين بن عبد الرحمن اختلط في آخر عمره فلعله روى الحديث لأبي عوانة ولابن الفضل في حال اختلاطه فوهم فيه إذ ذكر الخبر على أن أبا سعيد عبد الله بن سعيد الأشج قد رواه عن ابن فضيل فقال عن مسروق قال سألت أم رومان.
كذلك أخبرني علي بن الحسن السمسار حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد قال قرأت على أبي حفص الكاغدي عمر بن محمد بن الحكم قلت حدثكم أبو سعيد الأشج حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن شقيق عن مسروق قال سألت أم رومان وهي أم عائشة أو قيل لها ما قيل قالت بينما أنا وعائشة إذ دخلت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان كذا وكذا فقالت لها عائشة ولم؟ قالت لأنه فيمن تحدث بالحديث فقالت عائشة وأي حديث فأخبرتها فقالت سمعه النبي (ص)وأبو بكر قالت نعم فخرت مغشيا عليها فأفاقت بحمى نافض فدخل رسول الله (ص)فقال ما شأن هذه قالت حمى أخذتها قال لعله من أجل حديث تحدث به قالت فجلست فقالت والله لئن حلفت لا تص.
قوني ولئن اعتذرت لا تعذروني فمثلي ومثلكم مثل يعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون قالت فخرج رسول الله (ص)وأنزل الله عليه ما أنزل فأتاها فأخبرها فقالت بحمد الله لا بحمد أحد.

وهذا إسناد أشبه بالصحة ومن الناس من يكتب الهمزة ألفا في سائر أحوالها من رفعها ونصبها وخفضها فلعل بعض النقلة كتب سئلت بالألف فقرأه القارئ سألت ورواه ودون عنه وكذلك عبر عن هذه اللفظة من سمعها يحدثني كما ذكرنا في حديث أبي داود عن أبي عوانة."
وفى الفقرة السابقة الامس البغدادى العذر فى أن الحديث نقلت فيه كلمة سألت خطأ فهى سئلت وهو أمر غير ممكن فلو كان هناك خطأ عند بعض النساخ فإن الروايات الأخرى لابد أن تذكر سئلا ولكن إطباق الكل على سألت جعل الخطأ الفادح لا يمكن قبول عذر فيه
وكل أحاديث حديث الإفك موضوعة لم تحدق فى وجود لعائشة فى قصة الإفك فى القرآن والحادثة كلها افتراء على جماعة من المسلمين والمسلمات وليس افتراء على رجل وامرأة ولذا تحدث الله عن إشاعة الفاحشة فى المجتمع المسلم فى أخر القصة
وتحدث البغدادى عن حديث أخر وهم فيه البخارى فقال :
"حديث آخر غلط فيه البخاري.:
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري الحيري أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشمهني حدثنا محمد بن يوسف الفربري حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين قال يحيى وأخبرني أبو سلمة أن عطاء بن يسار أخبره أن زيد بن خالد الجهني أخبره أن سأل عثمان بن عفان قال أرأيت إذا جامع الرجل امرأته فلم يمن قال عثمان يتوضأ للصلاة كما نتوضأ للصلاة ويغسل ذكره وقال عثمان سمعته من رسول الله (ص)فسألت عن ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب فأمروه بذلك وأخبرني أبو سلمة أن عروة بن الزبير أخبره أن أبا أيوب أخبره أنه سمع ذلك من رسول الله (ص).
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس