عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-03-2010, 03:11 PM   #8
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

فكل الدروس تعطى لطفل وهو جالس ، لا ينبغى ان يتحرك بالرغم ان طبيعته تتنافى وهذا الوضع السكونى الجامد ، ومن جهة اخرى تؤكد احصائيات المستشفيات خاصة اقسام الاستقبال والطوارئ ، ان اصابات وحوادث الاطفال ترتفع كثيرا ايام العطل المدرسية
وهذا كله ، يعود الى غياب مجالات اللعب ، سواء فى البيت ، وفى المدرسة وفى الحى ، وفى الشارع ، وذلك راجع الى ازدحام السكان من جهة ومن جهة اخرى ، عدم التفكير فى هذه المسألة من طرف الكبار والمسئولين عند تصميم السكنى وتخطيط المدن وبناء المؤسسات التربوية ووضع البرامج المناسبة والملائمة لذلك .

ان الفرق بين الشعوب المتطورة المتقدمة وبين الشعوب المتخلفة ، لا يعود الى سمو عقول هؤلاء وتخلف اولئك بشكل فطرى ، وانما كل ما هنالك ان فرص ابناء الدول المتقدمة تتيح لهم ابراز مواهبهم وميولهم ، مما يؤدى الى تفتح شخصياتهم وسموها اما ابناء الدول المتخلفة فهى لا تتيح لابنائها هذه الفرص ، فيؤدى ذلك الى حرمانها من عبقريات تضيع ولا تؤخذ بعين الاعتبار

طفل مستقل

تنصح كتب التربية الحديثة ان يترك الطفل يتعامل مع محيطه بحرية واستقلاليه ، لأنه يحب ان يلعب ويتذوق الأشياء ويفهمها بحواسه مجتمعة ونعرف بالممارسة ان الطفل يحب اللعب ، لذا يح ان تحل السماحة والتفاهم ، مكان إلزام الكبار بالتأديب والنصيحة الأخلاقية الضيقة ، والتحريض على التهذيب القديم الصارم ، ان الطفل يسخر من حدائقنا ويصنع لنفسه حديقته بكثير من الحصى والرمل
ترى لو اتيح لنا نحن معشر البالغين ان نتحول اطفالا ولو لفترة قصيرة نعود بعدها الى سن الراشدين، وعقل الراشدين وعالم الراشدين ، لعدنا ساخطين على ما قدمناه من سلوك تجاه الاطفال ، ولعدنا اكثر حكمة واوفر علما بحقيقة الاطفال وعقول الاطفال ، ولغيرنا رأينا فيهم وحطمنا ما كلبناهم به من قيود ولثرنا على ما وضعناه لهم من مدارس وفصول ومقاعد وجداول حصص للدراسة والراحة 00 والحق اننا قساة فيما نأخذ به الاطفال من نظم نحد بواسطتها من نشاطهم وقساة حين نحكم عليهم بالشيطنة والعفرتة ، ونطلب منهم هدوء الكبار واتزان الكبار وسلوك الكبار
الاطفال ضحايانا
لقد كان خطأ التربية القديمة ، انها كانت تعتبر الطفل رجلا مصغرا يستطيع ان يفكر كما يفكر الكبار ولكن فى دائرة ضيقة ، وله من الميول والرغبات ما للكبار ولكن بقدر اقل وينطبق عليه ما ينطبق على الكبار من احكام خلقية ، فيوصف بالكذب اذا لم يخبر عن الواقع ويتهم بقلة الادب اذا لعب فى حضرة الكبار وبعدم التربية اذا لم يتصرف تصرف الكبار فى اكلهم وشربهم وجدهم ولعبهم فى الحقيقة ، يجب ان نصيح " الاطفال ضحايانا ، ضحايا البالغين طبعا ، ومرجع هذه الصيحة ، هو اننا نجد انفسنا عاجزين عن معرفة اطفالنا وعاجزين عن التعامل السليم معهم طيلة هذه الفترة التى مرت بين الصيحة التى اطلقها سقراط يوم قال " أيها الانسان اعرف نفسك بنفسك والصيحة التى اطلقها جان جاك روسو فى القرن الثامن عشر يوم قال تعلموا كيف تعرفون اطفالكم انكم بالتأكيد لا تعرفونهم بالمرة وحتى اليوم لا يزال جهل الانسان بنفسه وبالطفولة كبير جدا
تربية الكبار
ان الاهتمام بالطفولة كان حاضرا منذ بدء الحياة الانسانية ولكن الاهتمام باكتشاف الحقائق فى هذا المجال وفقا لمنهج العلم ، لازال حديث النشأة لقد اثبتت ابحاث قريبة العهد ، ان الآباء لو تلقوا التدريب والمساعدة قبل ولادة الاطفال ، وخلال فترة ما قبل المدرسة ، لاستفاد الاطفال كثيرا منهم لذا فان علماء التربية وعلماء النفس والاجتماع مقتنعون كل القناعة بانه يجب ان نبدأ بتربية الكبار وذلك لاننا نجد اطفالنا عسيرين فى وسط يكون فيه الكبار عسيرين ، ولاي تحملون المسئولية وفى الواقع لا يكون الطفل العسير فى اغلب الاحيان هو المسئول عن وضعه الخاص ولكنه يصبح عسيرا بسبب سوء حظه فقط اما السبب الحقيقى لكونه طفلا عسيرا فيعود الى سوء تربيتنا العامة
لذا نجد انه كلما كان البلد متقدما كلما ازدادت عنايته باطفاله واذا كان التغيير الاجتماعى والتقدم الاجتماعى فى البلدان المتقدمة اسرع مما هو فى البلدان المتخلفة ، فهذا راجع بالضبط الى العناية التى تقدمها هذه البلدان لاطفالها بالنسبة الى حاجاتهم النمائية ، وعلى راسها اللعب ، وعلى هذا الاساس يقول فيلسوف فى القرن الثالث قبل الميلاد اذا وضعتم مشاريع سنوية فازرعوا القمح واذا كانت مشاريعكم لعقد من الزمن فاغرسوا الاشجار اما اذا كانت مشاريعكم للحياة بكاملها فما عليكم الا ان تثقفوا وتعلموا وتنشئوا الانسان فما علينا الا ان نوفر اللعب لاطفالنا ليلعبوا صغار لكى يعلموا الكبار
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس