أختي الكريمة / مسلمة
يقول الحق تبارك وتعالى في وصف سيدنا محمد عليه السلام وتوجيهه
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ
لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
(159) سورة آل عمران
بالرغم من أنه عليه الصلاة والسلام لا يحتاج إلى إسلام الآخرين أو بقاؤهم معه
ولكنها الشفقة عليهم والمداراة لهم هي التي جعلت من أفعاله لينة ، بل ودعته الآية أن يشاورهم في الأمر بالرغم من أنه هو الذي يتنزل الوحي عليه
ولو رجعتي لسيرته عليه الصلاة والسلام في التعامل مع الوفود التي تأتي إليه ، فقد كان يجاريهم ويسايرهم في طبيعتهم التي تعتمد على أن يقوم خطيب من هنا ليرد عليه خطيب من هناك ويلقي شاعر قصيدة من هنا ليرد عليه الشاعر من هنا
وأنت تعلمين أنه صلى الله عليه وسلم لا يعرف الشعر ولا ينبغي له أن يكون كذلك ، فكيف رضي بهذا المسلك ...؟؟؟
ولعلي أفسر الأمر هنا بمثال ليصل المعنى الذي أراه في القانون السابق كالتالي
لو أننا أحضرنا
لتر ماء ووضعناه في أنبوب أسطواني لبقي الماء بنفس حجمه وقدره ولكنه أخذ شكل الأنبوب
ولو وضعنا الماء بعد ذلك في إناء متعرج لبقي حجم الماء لم يتغير ولنكنه أخذ شكل الإناء الجديد
وأيضا لو وضعنا هذا الماء في إناء مسطح واسع ، لبقي حجم الماء كما هو دون أن يتغير بالرغم من أنه أخذ شكل الإناء المسطح
وبالمختصر بقي الماء هو هو دون أن يتغير بالرغم من الأشكال المتعددة التي كان فيها
وهذا هو ما يقصدة الكاتب
فلنا أن نتعامل مع الآخرين كما هم دون أن نغير من واقعهم شيء إن أردنا تحقيق النجاح وذلك لن ينقص من مكانتنا أو هيبتنا شيئا ، ولكنه بالعكس سيحقق لنا ما نريد
وهذا الأمر ليس من الرياء بمكان ، فقد ذكرت سابقا أن بين الرياء والتصنع من جهة ومسايرة الآخرين ومجاراتهم على قدر فهمهم ومعرفتهم فرق صغيرة جدا
والعاقل هو من استطاع أن يستبن هذا الفرق
تحياتي
