عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2022, 09:36 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,012
إفتراضي


بينما الهدى الذى يسمونه الأضاحى يأكل البشر هو طعام للبشر كما قال تعالى :
" فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر"
ويقرر غلام أحمد خبلا أخر وهو أن الإنسان يصل لصفات الألوهية فيكون مصبوغا بها فيقول:
"وإذا بلغت إلى هذا فقد بلغت جهدك إلى الانتهاء، وفزت بمرتبة الفناء، فحينئذ تصل شجرة سلوكك إلى أتم النماء، وتبلغ عنق روحك إلى لعاع روضة القدس والكبرياء، كالناقة العنقاء، إذا أوصلت عنقها إلى الشجرة الخضراء وبعد ذلك جذبات ونفحات وتجليات من الحضرة الأحدية، ليقطع بعض بقايا عروق البشرية وبعد ذلك إحياء، وإبقاء وإدناء، للنفس المطمئنة الراضية المرضية الفانية، ليستعد العبد لقبول الفيض بعد الحياة الثانية.
وبعد ذلك يكسى الإنسان الكامل حلة الخلافة من الحضرة، ويصبغ بصبغ صفات الألوهية، على وجه الظلية، تحقيقا لمقام الخلافة."
وهذا معناه أن الإنسان يشبه خالقه وهو ما يعارض قوله تعالى :
" ليس كمثله شىء"
ويتحدث الرجل مادخا نفسه مزكيا نفسه بكونه حصل على علوم كل من سبق فيقول:
"وبعد ذلك ينزل إلى الخلق ليجذبهم إلى الروحانية، ويخرجهم من الظلمات الأرضية، إلى الأنوار السماوية، ويجعل وارثا لكل من مضى من قبله من النبيين والصديقين وأهل العلم والدراية، وشموس القرب والولاية، ويعطى له علم الأولين، ومعارف السابقين من أولي الأبصار وحكماء الملة، تحقيقا لمقام الوراثة.
ثم يمكث هذا العبد في الأرض إلى مدة شاء ربه رب العزة، لينير الخلق بنور الهداية. وإذا أنار الناس بنور ربه أو بلغ الأمر بقدر الكفاية، فحينئذ يتم اسمه ويدعوه ربه ويرفع روحه إلى نقطته النفسية."
وهذا الكلام وغيره مما سيأتى من مدح غلام لنفسه يناقض تحريم الله تزكية الفرد لنفسه كما قال تعالى:
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ويصل الخبل بغلام إلى إدعاء أنه يكون مع رداء الربوبية والعبودية في نفس الوقت فيقول:
"وهذا هو معنى الرفع عند أهل العلم والمعرفة والمرفوع من يسقى كاس الوصال، من أيدي المحبوب الذي هو لجة الجمال، ويدخل تحت رداء الربوبية، مع العبودية الأبدية وهذا آخر مقام يبلغه طالب الحق في النشأة الإنسانية. فلا تغفلوا عن هذا المقام يا كافة البرايا، ولا عن السر الذي يوجد في الضحايا، واجعلوا الضحايا لرؤية تلك الحقيقة كالمرايا، ولا تذهلوا عن هذه الوصايا، ولا تكونوا كالذين نسوا ربهم والمنايا."
وهذا الكلام الجنونى هو إرضاء للنصارى فدخول الرجل الربوبية يعنى أنه والرب واحد كما في مذهب من مذاهب النصرانية وهو المذهب الذى قال الله فيه:
" لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله"
وإرضاء للمسلمين بالعبودية
"وتحدث عن معنى النسك مقررا أنها المطايا التى تركب فقال :
وقد أشير إلى هذا السر المكتوم، في كلام ربنا القيوم، فقال وهو أصدق القائلين: - قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين -. فانظر كيف فسر النسك بلفظ المحيا والممات، وأشار به إلى حقيقة الأضحاة، ففكروا فيه يا ذوي الحصاة ومن ضحى مع علم حقيقة ضحيته، وصدق طويته، وخلوص نيته، فقد ضحى بنفسه ومهجته، وأبنائه وحفدته، وله أجر عظيم، كأجر إبراهيم عند ربه الكريم. وإليه أشار سيدنا المصطفى، ورسولنا المجتبى، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، وقال وهو بعد الله أصدق الصادقين: إن الضحايا هي المطايا، توصل إلى رب البرايا، وتمحو الخطايا، وتدفع البلايا. هذا ما بلغنا من خير البرية، عليه صلوات الله والبركات السنية، وإنه أومأ فيه إلى حكم الضحية، بكلمات كالدرر البهية."
وتقرير غلام كون الضحايا هى المطايا هو قول لم أقرأه في أى رواية خاصة أن الغم والماعز في الغالب لا يركبان لصغرهم بينما من الممكن ركوب الإبل والبقر
وتحدث كلاما حسنا خالطا إياه بكلام سيىء عن معنى العيد عند الناس فقال :
"فالأسف كل الأسف أن أكثر الناس لا يعلمون هذه النكات الخفية، ولا يتبعون هذه الوصية. وليس عندهم معنى العيد، من دون الغسل ولبس الجديد، والخضم والقضم مع الأهل والخدم والعبيد، ثم الخروج بالزينة للتعييد كالصناديد. وترى الأطائب من الأطعمة منتهى طربهم في هذا اليوم، والنفائس من الألبسة غاية أربهم لإراءة القوم ولا يدرون ما الأضحاة، ولأي غرض يذبح الغنم والبقرات وعندهم عيدهم من البكرة إلى العشي، ليس إلا للأكل والشرب والعيش الهني، واللباس البهي، والفرس الشري، واللحم الطري وما ترى عملهم في يومهم هذا إلا اكتساء الناعمات، والمشط والاكتحال وتضميخ الملبوسات، وتسوية الطرر والذوائب كالنساء المتبرجات، ثم نقرات كنقرة الدجاجة في الصلاة، مع عدم الحضور وهجوم الوساوس والشتات، ثم التمايل إلى أنواع الأغذية والمطعومات، وملء البطون بألوان النعم كالنعم والعجماوات، والميل إلى الملاهي والملاعب والجهلات، وسرح النفوس في مراتع الشهوات، والركوب على الأفراس، والعجل والعناس، والجمال والبغال ورقاب الناس، مع أنواع من التزيينات، وإفناء اليوم كله في الخزعبيلات، والهدايا من القلايا، والتفاخر بلحوم البقرات والجدايا، والأفراح والمراح، والجذبات والجماح، والضحك والقهقهة، بإبداء النواجذ والثنايا، والتشوق إلى رقص البغايا، وبوسهن وعناقهن، وبعد هذا نطاقهن."
وأما الأكل والشرب فقد أمر الله به الناس في الحج فقال :
" فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر" وأمر الله وتنفيذه لا يكون معصية
ويتحدث غلام أحمد مزكيا نفسه واصفا نفسه بأوصاف النبىة(ص) فيقول:
"فإنا لله على مصائب الإسلام، وانقلاب الأيام! ماتت القلوب، وكثرت الذنوب، واشتدت الكروب. فعند هذه الليلة الليلاء، وظلمات الهوجاء، اقتضى رحم الله نور السماء. فأنا ذلك النور، والمجدد المأمور، والعبد المنصور، والمهدي المعهود، والمسيح الموعود وإني نزلت بمنزلة من ربي لا يعلمها أحد من الناس وإن سري أخفى وأنأى من أكثر أهل الله فضلا عن عامة الأناس وإن مقامي أبعد من أيدي الغواصين، وصعودي أرفع من قياس القائسين وإن قدمي هذه أسرع من القلاص في مسالك رب الناس فلا تقيسوني بأحد ولا أحدا بي، ولا تهلكوا أنفسكم بالريب والعماس وإني لب لا قشر معه، وروح لا جسد معه، وشمس لا يحجبها دخان الشماس. واطلبوا مثلي، ولن تجدوه وإن تطلبوه بالنبراس. ولا فخر، ولكن تحديث لنعم الله الذي هو غارس لهذا الغراس. وإني غسلت بماء النور، وطهرت بعين القدس من الأوساخ والأدناس، وسماني ربي أحمد، فاحمدوني ولا تشتموني ولا توصلوا أمركم إلى الإبلاس ومن حمدني وما غادر من نوع حمد فما مان، ومن كذب هذا البيان فقد مان وأغضب الرحمن. فويل للذي شك، وفسخ العهد وفك، ولوث بطائف من الجن الجنان.
وإني جئت من الحضرة الرفيعة العالية، ليري بي ربي من بعض صفاته الجلالية والجمالية، أعني دفع الضير، وإفاضة الخير. فإن الزمان كان محتاجا إلى دافع شر طغى، وإلى رافع خير انحط واختفى، فاقتضت العناية الإلهية أن يعطى الزمان ما سأل بلسان الحال، ويرحم طبقات النساء والرجال، فجعلني مظهر المسيح عيسى ابن مريم لدفع الضر وإبادة مواد الغواية، وجعلني مظهر النبي المهدي أحمد أكرم لإفاضة الخير وإعادة عهاد الدراية والهداية، وتطهير الناس من درن الغفلة والجناية. فجئت في الحلتين المهزودتين المصبغتين بصبغ الجلال وصبغ الجمال، وأعطيت صفة الإفناء والإحياء من الرب الفعال.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس