[أوان النصر]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ثمّ أمـّا بعد ،

إخواني الأحبـّة إنّ ممـّا لا شكّ فيه أنـّنا في زمان أصبحت فيه الفتن والمحن والبلاء تجعل الحليم حيرانا .
وتجعل المؤمن يحزن حزنا شديدا لأحوال أمـّته .

ولا شكّ أنّ أوضاع المجاهدين في شتـّى بقاع الأرض جعلت كثيرا من المسلمين يحتار مع من الحقّ ومن الصّادق ومن الكاذب .
ولقد سبق وكتب أخوكم العبد الفقير ، وكتب من هو خير بكثير منـّي مواضيعا عديدة توضـّح ذلك ، فليراجعها من شاء .

والموضوع الذي أخوكم الآن يكتب بصدده هو ما قاله الأخ المجاهد العوفي(( فك الله أسره )) والذي حيـّر كثيرا من المسلمين وخصوصا الرؤيا التي زعموا أنـّه رآها .

فأقول وبالله التـوفيق موضـّحا بعض النـّقاط:

1: لا شكّ أنّ الجميع يعلم أنّ الحبيب صلـّى الله علايه وسلـّم قال: عفي لأمتي عن الخطأ والنـّسيان وما استكرهوا عليه
(( صحـّحه الألباني رحمه الله تعالى))

وأيضا كلـّنا يعلم أنّ الصحابي الجليل عمـّار بن ياسر رضي الله عنه وعن أمـّه وأبيه سبّ الرسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم تحت التـّعذيب ونزل فيه قوله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106)
فهذا صحابي جليل رضي الله عنه وأرضاه سبّ الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم تحت التـّعذيب وما عابه الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم أو وبـّخه ، بل أنزل كما ذكرتُ المولى عزّ وجلّ في حقـّه آيات تتلى إلى يوم القيامة .
فبالله عليكم كيف إن كان المستـَكـْره مسجون ومعتقل بأيدي حكومات تريد أن تري شعبها أنّ فلان ضالّ ومنحرف وووو ؟؟؟!! فالجواب عندكم.
وطبعا ممكن أن يقول أكثر من ذلك بكثير تحت التـّعذيب عياذا بالله تعالى

2: هل في ديننا الحنيف أنّ الرؤيا الصالحة يـُبنى عليها أحكام ؟؟!! أم فقط يســتأنس بها ؟؟!!

فلو أنـّي مثلا رأيتُ الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم يأمرني بقتل فلان من المسلمين أأفعل ذلك ؟؟!!

الجواب أيضا عندكم وهو واضح لا وألف لا .

3: لو سلـّمنا جدلا أنّ العوفي (( فكّ الله أسره)) قال ما قال مقتنعا بقوله بليون بالمئة وليس تحت الإكراه والضرب والتـّعذيب والتـّهديد والتـّنكيل وووو،

أقول لو سلـّمنا جدلا بذلك فهل يعتبر قوله ذلك أنّ القاعدة أو المنهج الذي كان يحمله على خطأ ؟؟!!

فنحن معشر أهل السنـّة والجماعة نعرف الحقّ بالرّجال أم الرّجال بالحقّ ؟؟!!

وأقوله بالفم الملآن لو قدّر الله عليّ (( وأسأله تعالى ألاّ يبتليني بذلك ويثبـّتني وإيـّاكم على المنهج الحقّ حتـّى نلقى الله تعالى وهو راض عنـّا غير غضبان ))
أن أعتقل فبالله عليكم افعلوا معي (( ومع غيري )) هذه الأمور:

1: الدعاء بالفرج والثبات .

2: لا تأخذوا من أقوالي أبدا أبدا أبدا ما يخالف منهجي الذي تعرفونني أنـّي عليه قبل الاعتقال ،

وكم رأينا من علماء اجلاء كانوا من سادة العلماء الذابـّين عن المجاهدين فبعد محنة الاعتقال أصبحوا من أعداء المجاهدين بل ومن الطاعنين بهم(( أسأله تعالى أن يعجـّل بهدايتهم))

3: لا تحكموا على منهجي الذي كنتُ (( وما زلتُ والحمد لله ، ولكن أقصد إن اعتقلتُ عياذا بالله تعالى)) عليه منهج خاطئ


فالأسير والمعتقل لا يعتدّ غالبا بأقواله ،

وأسأله تعالى ألاّ يبتليكم بالاعتقال فعند طواغيت العرب أجمعين أساليب للتـّعذيب لا يعلم إجرامها وصعوبتها وشدّتها إلاّ الله تعالى ثمّ من ذاقها عياذا بالله تعالى .

4: هل قرأنا السـّيرة والتـّاريخ جيّدا ؟؟!!

ألم نعلم أنّ الأسود العنسي أسلم لمـّا أسلمت اليمن، وارتد أول من ارتد في الإِسلام وذلك أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعى النبوة، اغتيل قبل وفات رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم بشهر واحد تقريباً.

وغيره من كان من كتـّاب الوحي ثمّ ارتد مع مسيلمة الكذاب ،

فهل لأجل حفنة من النـّاس ارتدوا عن الإسلام نطعن بالإسلام ؟؟!!

طبعا هذا فقط من باب التـّشبيه ولا أقصد أنّ الأخ الحبيب العوفي(( فكّ الله أسره وثبـّته تعالى )) قد ارتدّ أو ما شابه ذلك ولكن فقط لنعلم أنّ الحقّ لا يعرف بالرّجال ،

فالحقّ حقّ ولو تخلـّى عنه كلّ الرجال .

ويكفينا أن نعلم أنّ الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم أخبر :

عرضت علي الأمم فجعل يمرّ النـّبي ومعه الرّجل والنـّبي ومعه الرجلان والنـّبي ومعه الرهط والنـّبي وليس معه أحد(( متفق عليه))

فهل هذا النـّبي صلـّى الله عليه وسلـّم والذي ليس معه أحد على الخطأ ؟؟!!

وختاما أرجو من الجميع

(( وخصوصا أنصار وأحباب القاعدة ))
ألاّ يتكلــّموا بهكذا مواضيع قبل أن يسمعوا أو يقرؤوا تعليق قادة القاعدة ومسؤوليها في المناطق التي يعلن فيها عن أسر فلان أو فلان .

اللهمّ فرّج عن إخواننا المعتقلين في كلّ مكان
اللهم ثبـّتنا وإيـّاهم على الحقّ حتـّى نلقاك وأنت راض عنـّا يا أرحم الراحمين .
اللهمّ انتقم من الظالمين في كلّ مكان يا ذا البطش الشـّديد .

وصلـّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .