عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-07-2009, 10:44 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أخي الأستاذ المشرقي الإسلامي

تقدير الآخرين، مسألة وجدانية وأدبية بحتة، ليس لها مواصفات قياسية كما للمسائل العلمية والرياضية، وكون المسألة وجدانية، فإن تقدير خطورتها من عدمه يقرره الطرف الذي يتلقى مثل ذلك التقدير.

فالمبالغة بالتبجيل واللطف بالمعاملة سيدركها مديرٌ أو رئيسٌ أو سيدٌ عندما يكررها من هم في مسئوليته أو احتياجه.

حقا معظم أبناء البشر، ينشدون التوقير والاعتراف بأهميتهم أو أهمية خدماتهم، فالشكر بكلمات قليلة لعمل مفيد، لها مفعولها أكثر ألف مرة من تبجيل مبالغ فيه لعمل اعتيادي.

سأضرب بعض الأمثلة: في المنتديات مثلا، قد يساهم أحدهم بمعلومة أو مقالة تحتاج لقراءتها وفهم ما تعنيه على الأقل نصف ساعة، وقد يكون فيها بعض المعلومات الاعتيادية. يفاجأ من كتبها بعد مرور ثلاث دقائق فقط، رداً بهذا الشكل (أستاذي العظيم الذي تنساب الكلمات والحكمة من بين يديه كالدرر والجواهر، بوركت ودمت لنا نبراسا الخ) .. متى قرأ صاحب التعليق تلك المقالة ولماذا كل هذا التبجيل، حتى لو ورد بها مجرد فكرة واحدة تقول أن الأرض كروية!

وهناك بعض الأشخاص الذين يستبسلون لدعوة الآخرين لوليمة، حتى لو كان في الصين وعلى الهاتف ..

قد يكون التبجيل والتوقير الصامت بين الزوجين والمتمثل بالصبر والتسامح أكثر قوة ومفعولا من تنميق الكلمات التي لا تتناسب مع المشاعر المرسومة على الوجه.

في إحدى الدعوات لشخصية معينة، ما أن دخل المطعم حتى ناول رئيس الخدم ما قيمته عشرون دولار ك (بخشيش مسبق الدفع) فانهال الخدم للتقرب من تلك الشخصية والمبالغة في خدمتها بإحضار أفضل المقبلات وتبديل المواعين والملاعق بعد كل (لقمة!)، فعندما سُئلت تلك الشخصية عن تصرفها، أجاب: أنه يتمتع بتذلل الخدم والعمال ومبالغتهم في تبجيله، ولو جلس دون أن يقوم بذلك لما انتبه إليه أحد!

لو بحثنا عن التبجيل والتوقير وتقدير الآخرين، لكانت المصلحة في تحقيق (الاعتراف بالأهمية) هي في رأس الدوافع التي تحركه.

ويبقى اللطف وتقدير الآخرين، يتمثل في تقديم الخدمة التي لا يتوقع صاحبها مردودا سريعا، سواء كانت لغريب أو شخص مجهول (طفل، فقير، محتاج)، عندها ستكون كلمة (شكرا) لها مفعول يلتقي مع قرارة النفس الذي تحقق من داخل الشخص في الخدمة في (سبيل الله من وازع ديني وخلقي)، حتى لو لم يحصل عليها علنا ستتحقق قيمتها بالصمت.

بارك الله بكم أخي المشرقي الإسلامي

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس