عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-12-2022, 08:45 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي نقد كتاب وارث الانبياء (ص)*

نقد كتاب وارث الانبياء (ص)
المؤلف محمد مهدى الآصفى والكتاب يدور حول وارث علم الأنبياء(ص) وتعرض لمعنى الوارث فقال:
"مفهوم (الوارث) من ابرز المفاهيم الواردة ونقف هنا قليلا عند كلمة (الوراثة)
الوراثة البايولوجية
وهي انتقال الخصائص الشخصية والاجتماعية من جيل إلي جيل او من فئة إلي فئة او من شخص إلي شخص"
والخطأ تعلق الوراثة البيولوجية بالشخصية والاجتماع فالوراثة البيولوجية تتعلق بالجسم عند علماء الأحياء وهو ما قاله عن تعلقها بالخصائص الحياتية والعضوية فى الفقرة القادمة حيث تحدث عن الوراثة الثقافية فقال :
"الوراثة الحضارية
و كما تنتقل بالوراثة الخصائص الحياتية والعضوية من جيل إلي جيل كذلك تنتقل الخصائص الحضارية والثقافية من جيل إلي آخر، و من فئة اجتماعية إلي فئة اجتماعية اخري والوراثة والتكامل الحضاريان هما سلم الكمال في تاريخ الإنسان، والإنسان يتكون بالتدريج، وتتكون فيه خصائصه و مكوناته خلال تاريخ طويل إننا عندما نلاحظ سلوكا اجتماعيا معينا او نموذجا معينا من الناس فإننا نلاحظ فيه اختزالا شديدا لتاريخ طويل من حياة الإنسان و حضارته و فكره و جهده و معيشته، وكل منا يرث من حيث يشعر أو لا يشعر أجيالا من أسلافه"
وما تحدث عنه من الوراثة الحضارية هو نتاج التعلم من البيئة المحيطة وتحدث عن كون الإنسان هو مجموعة المواريث الحضارية فقال :
"التاريخ الحضاري للانسان
فالإنسان: مجموعة من المواريث الحضارية التي ينقلها كل جيل إلي الجيل الذي ياتي من بعده، بعد ان يتلقاها من الجيل السابق وينميها ويطورها وهكذا تتحرك الحضارة الإنسانية عبر الاجيال، وتنتقل من جيل إلي آخر، وتنمو وتتطور بموجب قانون الوراثة وتنتقل الافكار والعقائد والتصورات والاعراف والتقاليد والاخلاق من جيل إلي آخر، و لا يمكن ان تكون الحضارات مرة واحدة و فجاة و خلال جيل واحد، وانما تتكون بصورة تدريجية عبر قرون طويلة وخلال التاريخ"
وهذا الكلام خاطىء فالإنسان قد يرث من تربيته حضارة كافرة أو حضارات كافرة ومع هذا يتبرأ منها عندما يفكر ويفهم
وتحدث عن انقسام المواريث لحضارات كافرة وحضارة مسلمة فقال :
المواريث الحضارية بين الاسلام والجاهلية
"هناك مجموعتان من المواريث الحضارية يتوارثهما الناس جيلا بعد جيل في جهتين متقابلتين: المواريث الحضارية الإلهية والمواريث الحضارية الجاهلية ومواريث الحضارة الربانية في حياة الإنسان هي التي تلقاها الإنسان جيلا بعد جيل من الانبياء والمرسلين والصديقين، وترسخت وتأصلت خلال هذه المسافة الزمنية الطويلة في حياة الإنسان إن الإيمان بالله تعالي والتسليم المطلق له تعالي وتعبيد الناس لله عز وجل وتحكيم شريعته في حياة الإنسان، ورفض الطاغوت والتمرد عليه و كسر شوكته و سلطانه و مجابهته بالنفس والمال وافلاذ الاكباد ليس ظاهرة جديدة في حياة الإنسان، و لا تخص مرحلة من مراحل حياة هذا الإنسان، وإنما هو ميراث اجتماعي ضخم يتوارثه الإنسان جيلا بعد جيل في تاريخه، ويتصل هذا الميراث الحضاري بأنبياء الله، ويمتد في حياة الإنسان عبر جهاد الانبياء و دعوتهم وتبليغهم له وفي حياة كل نبي من الانبياء والمرسلين يزداد هذا الميراث الحضاري عمقا واصالة و نضجا عبر الصراع المستمر القائم بين هاتين الحضارتين، وعبر الجهود التي يتحملها الانبياء وانصارهم في حمل الدعوة وتبليغها إلي الناس؛ فتتبلور عبر هذه المسيرة الحضارية المفاهيم الرسالية اكثر من ذي قبل، ويتأصل الجهاد والدعوة إلي الله واصولها واساليبها في حياة الإنسان في خط تصاعدي كما يصح العكس ايضا فتتصاعد الذنوب والمعاصي والإسراف والتكبر والاستكبار في الطرف الآخر، ويتعمق هذا الحقد في نفوسهم، وتتطور اساليبهم في مواجهة الدعاة إلي الله كلما تتسع الحضارة الجاهلية، وتنمو وتتطور بصورة تصاعدية مستمرة"
وبعد أن تحدث عن المواريث تحدث عن الحسين كوارث للأنبياء (ص) فقال :
"الحسين وارث الانبياء
وسيد الشهداء ابو عبدالله الحسين وارث هذه المسيرة الحضارية الربانية الضخمة التي تمتد عبر حياة وجهود ودعوة الانبياء والمرسلين والشهداء والصديقين وتأتي واقعة الطف امتدادا لهذا الجهاد التاريخي المستميت مع الجاهلية"
والخطأ كون الحسين سيد الشهداء ففى الإسلام لا وجود للسيادة بين المسلمين لقوله تعالى :
"إنما المؤمنون اخوة"
وحتى فى الآخرة قال:
" اخوانا على سرر متقابلين"

وتحدث عن واقعة الطف فقال :
"إن الحسين يوم الطف كان امتدادا واختزالا وتأصيلا لهذه الحركة الربانية الممتدة في عمق التاريخ وتأتي الخصائص الحسينية التي جسدتها واقعة الطف يوم عاشوراء امتدادا لهذه المواريث الحضارية والاخلاقية التي ورثها الحسين من اسلافه الطاهرين ـ الانبياء والمرسلين والشهداء والصديقين ـ فالإخلاص لله والتضحية والبذل والعطاء والشجاعة والصمود والصرامة والصبر وعزة النفس وإباء الضيم، والاستقامة في الدعوة إلي الله والتمرد علي الطاغوت والرفض والتسليم لله، وغير ذلك من الخصائص الحسينية التي تجسدت في معركة الطف؛ ليست خصائص وظواهر فردية، وإنما هي مواريث حضارية و رسالية عريقة ورثها الحسين من آبائه الطاهرين في هذه المسيرة الربانية من آدم صفوة الله، و نوح نبي الله، وإبراهيم خليل الله، و موسي كليم الله، و عيسي روح الله و من المصطفي رسول الله (ص)،و من علي بن ابي طالب ولي الله فالحسين حصيلة هذه المسيرة الحضارية الإلهية و نتيجتها و ثمرة هذه الشجرة المباركة وهذا هو سر اصالة و عراقة و قوة وقعة الطف و ما تجلي فيها من خصائص الحركة الربانية في التاريخ و سر إستمرار و بقاء هذه الوقعة في التاريخ كما ان الجيش الاموي كان يرث في ساحة الطف خصائص الجاهلية من الظلم والاستكبار والتهافت علي حطام الدنيا والقهر والقسوة والإرهاب والاضطهاد"
وكل ما روى فى التاريخ عند الشيعة وعند السنة كذب فلم تكن هناك فتن ولا معارك لأن القرآن بين أن دولة المسلمين لا تزول والمؤمنون بالرسول (ص) الذين صاحبوه على قيد الحياة وإنما على أيدى الخلف كما قال تعالى :
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
وهناك نص صريح فى أن المناصب لا يتولاها من جاهد بعد فتح مكة وإنما مقصورة على من جاهدوا قبل الفتح وهى :
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
والتاريخ الكاذب يبين أن المؤمنين الصحابة كفروا باعتزالهم فلم يصالحوا المؤمنين ولم يقاتلوا الفئة الباغية كما تنص الآية :
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون "
وهو كلام لا يتفق مع رضا الله عنهم فى قوله :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه"
وحدثنا عن الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة فقال :
الشجرة الخبيثة والشجرة الطيبة في كتاب الله
"وهذه المسيرة الحضارية هي الكلمة والشجرة الطيبة التي تضرب اصولها في عمق التاريخ، وتمتد فروعها إلي اعماق المستقبل، وهي ذات قرار مكين في الارض، تؤتي ثمارها بإذن الله كل حين، وهذه الشجرة ثابتة قوية لا تهزها الاعاصير والعواصف اما الحضارة الجاهلية فهي الكلمة الخبيثة والشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض مالها من قرار، ورغم قدمها فهي ضعيفة و مهزوزة و علي ارض رخوة وغير ذات قرار مكين تقتلعها الاعاصير وتلقي بها علي قارعة الطريق، يقول تعالي:
(ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء - تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون - ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار)
ومن العجب ان هاتين الحضارتين تمتدان معا إلي اعماق التاريخ، إلي هابيل و قابيل، وتتكونان معا عبر الاجيال، ومع ذلك فهما تختلفان في العراقة والاصالة والثبات، فالحضارة الإلهية اصيلة عريقة ذات جذور قوية ثابتة وراسخة لا تحركها الاعاصير الهوجاء، والحضارة الجاهلية مهزوزة ضعيفة مبتورة الجذور مالها من قرار وهذا هوالفارق بين هاتين الحضارتين اللتين يتوارثهما الإنسان"
والكلام صحيح وحدثنا عن قوة الشجرة الطيبة فقال :
"سر القوة والثبات في الشجرة الطيبة
والسر في ذلك: ان الحضارة الإلهية تستمد حيوتها من العقل والضمير والقلب، والحضارة الجاهلية تستمد وجودها من الاهواء والشهوات، تلك تستمد كيانها من الإيمان والعقيدة، وهذه تستمد وجودها من الاحقاد والاهواء، تلك تستمد وجودها من الإيمان والتسليم لله، وهذه تستمد وجودها من اتباع الشيطان، تلك تختزل كل ما في حضارة الإنسان من قيم واخلاق و فضائل، وهذه تختزل كل ما في تاريخ الإنسان من احقاد وضغائن وشهوات وهذا الفارق هوالذي يهب الاولي القوة والمتانة والثبات في وجه الاعاصير والهزات والابتلاءات، ويسلب الثانية القرار والثبات، ويدعها مهزوزة غير ذات قرار

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس