عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-01-2007, 01:26 AM   #21
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

إبن الفارض يعود إمام العاشقين


المستقبل - الاحد 2 نيسان 2006 - العدد 2227 - نوافذ - صفحة 16





تحت عنوان "ابن الفارض.. قاضي الغرام"، نشرت مجلة "روز اليوسف" (31 آذار 2006) تحقيقاً صحافياً عن ضريح "سلطان العاشقين" الشاعر الصوفي ابن الفارض، بعدما أصبح مقصداً لكثير من الزوار والسيّاح.
من التحقيق نقتطف:
تحت سفح جبل المقطم وبالتحديد في منطقة يقال عنها انها مجرى السيل، يقع مسجد وضريح الامام "عمر بن الفارض" الملقب بسلطان العاشقين الذي تحول فجأة الى ما يشبه خلية النحل من كثرة رواده وزائريه الذين وجدوا ضالتهم في هذا الضريح بعد أن كان ضريح الامام الشافعي هو قبلة أصحاب المشاكل الذين يذهبون إليه طلباً لحل مشاكلهم.
وتتجه أنظار المحبين والعاشقين الى ضريح "ابن الفارض" طالبين من الله أن يديم عليهم حبهم وأن يستمر عشقهم لدرجة جعلت عدداً كبيراً من الأجانب والعرب يقصدون ضريحه ويتوددون إليه ويدعون الله عنده أن يقف بجانبهم. البعض منهم يزور الضريح ويقوم بالدوران حوله، والبعض الآخر يأخذ منه البركة، وعدد منهم يقف يدعو الله. حتى أيام قليلة كان البعض يذهب الى الضريح ليوقد شمعة والبعض الآخر يكتب كلماته ويرسلها الى سلطان العاشقين في ورقة صغيرة إلا أن ادارة المسجد تدخلت ومنعت إضاءة الشموع وطلبت من الرواد والمحبين أن يكتفوا بالدعاء وقراءة قصائده وسيرته.
لقد أصبح عمر بن الفارض أو سلطان العاشقين في بؤرة اهتمام عدد كبير من المحبين والعاشقين سواء في مصر أو خارجها، وأصبح مسجده مزاراً لعدد كبير من الأجانب ممن قرأوا سيرته وحياته وعشقه. البعض منهم يردد قصائده التي يدور أغلبها عن الحب والعشق والغرام، وإن كانت في واقع الأمر شعراً صوفياً يقصد به الذات الالهية تارة والكعبة أو الشعائر الاسلامية تارة أخرى. أما الآن فالمحبون والعاشقون يستخدمون قصائده في الحب والغرام تيمناً وتبركاً بها ويلقونها على أحبائهم، والبعض منهم يأخذ محبوبته لزيارة ضريح ابن الفارض والبعض الآخر يدخل المسجد ليصلي ركعتين ويدعو الله من مقام ابن الفارض أن يديم عليه الحب.
ويقع مسجد عمر بن الفارض وضريحه تحت سفح جبل المقطم في منطقة "الأباجية" وسط المقابر ويلتف حوله عدد من المنازل الصغيرة المتناثرة. ولقد أقيم المسجد وسط عدد من الأضرحة لعدد كبير من الأئمة والمشايخ وبعض أكابر القوم في عصور سابقة. لكن الاهتمام الأكبر في المنطقة لمسجد عمر بن الفارض الشهير في المنطقة باسم مسجد سيدي عمر بن الفارض، الذي يفتح أبوابه طوال اليوم لاستقبال الزوار حتى إن خادم المسجد حكى أنه في بعض الأيام يحضر الى زيارة المقام بعض العرب والأمراء ليلاً في ساعة متأخرة في الثانية أو الثالثة فجراً، ويطلبون منا فتح الضريح لزيارة قبر سلطان العاشقين.
يقول "عبد الله" ـ وهو أندونيسي الجنسية ويبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً ـ إنه يدرس في جامعة الأزهر ويحرص هو وزملاؤه على زيارة مسجد وضريح عمر بن الفارض، أحد أهم شعراء الصوفية الملقب بسلطان العاشقين، وهو يحفظ الكثير من شعره باللغة العربية. ورغم أنه يعلم تماماً أن أغلب أشعار سلطان العاشقين قيلت في العشق الالهي، إلا أنه دائماً وأبداً ما يردد هذه القصائد لحبيبته التي تحضر دائماً معه الى المقام لزيارته، وتدعو الله في مقام الشيخ أن يحفظ حبهما ويبارك لهما فيه حتى يتزوجا بعد التخرّج من الجامعة.
ويقول "محمود ع" ـ 32 عاماً ـ أنه حضر الى ضريح سلطان العاشقين لسابق معرفته بالامام ابن الفارض عن طريق القراءة لأشعاره وسيرته الذاتية. ورغم أنه من عشاق الذات الالهية إلا أن أشعاره يمكن أن تتناسب مع كل زمان ومكان ويأخذ منها العشاق ما يريدون ويبعثون بها رسائل لبعضهم البعض عن طريق المحمول... وأحضر الى هنا تبركاً بابن الفارض وأدعو الله أن أسير على نهجه في عشقه للذات الالهية وفي نفس الوقت أتمنى أن أسير علي نهجه في حب الفتاة التي اختارها قلبي لتكون زوجة. وهو الآن في طريقه لخطبتها من أهلها بعد قصة حب مستمرة منذ ثلاث سنوات كاملة حضرت فيها معه الى مسجد عمر بن الفارض أكثر من خمس مرات.
وتقول "نهى" ـ طالبة جامعية ـ إنها حضرت الى المسجد بعد أن عرفت عن ابن الفارض من خلال قصص وروايات أصحابها الذين نصحوها بزيارة مسجده.
تضيف "نهى" لم أحضر بمفردي بل جئت مع مجموعة من أصدقائي في الجامعة ممن يؤمنون بالحب الطاهر العفيف الذي لا تشوبه شائبة منهم الأولاد والبنات.
ويقول الشيخ "سعيد محمد زايد" إمام وخطيب مسجد عمر بن الفارض: هذا المسجد يوجد به ضريح الامام عمر بن الفارض الملقب بسلطان العاشقين والمحبين وهو قدوة العارفين وسلطان المحبين الشيخ شرف الدين عمر بن أبي الحسن المعروف بابن الفارض، وهو تلميذ الشيخ أبي الحسن علي البقال صاحب الفتح الالهي والعلم اللدني، وهو من مواليد الرابع من ذي القعدة سنة خمسمائة وسبعة وخمسين من الهجرة، نشأ في العبادة منذ الصغر وكان مهيباً وسخياً معتدل القامة وله وجه جميل يمتاز بحمرة ظاهرة، وله نور ظاهر في وجهه، وإذا حضر مجلساً يظهر على هذا المجلس سكون وسكينه، ويتردد عليه في مجلسه جماعة من المشايخ والعلماء وعدد من الفقراء وأكابر الدولة وسائر الناس، وهم في غاية الأدب والتواضع معه، وإذا مشى في المدينة تزاحم عليه الناس يلتمسون منه البركة والدعاء ويقصدون تقبيل يده فلا يمكن أحداً من ذلك بل يصافحه، وكانت ثيابه حسنة ورائحته طيبة، وكان ينفق على من كان يرد عليه من الفقراء والمساكين، ولقد بعث إليه السلطان الكامل أن يجهز له ضريحاً عند قبة الامام الشافعي فلم يأذن له بذلك فطلب منه أن يجهز له مكاناً يكون مزاراً له بعد موته فرفض ودفن بعد موته تحت سفح جبل المقطم عند مجرى السيل بجوار قبر معلمه أبي الحسن البقال، كما أوصى هو، ولقد رحل عن دنيانا سنة ستمائة واثنين وثلاثين من الهجرة.
ويضيف الشيخ "سعيد" بأن ابن الفارض سمى بذلك الاسم لأن والده عمل بمصر فارضاً، أي أنه يقدر أمور النساء على الرجال، لذلك سمي بابن الفارض، ويقال انه في الأصل ينتمي لقبيلة بني سعد بشبه الجزيرة العربية.
ويؤكد إمام المسجد... ان المسجد تهتم به وزارة الأوقاف وتقوم بتجديده كل فترة، ونحن من جانبنا أخذنا عدة قرارات بالاتفاق مع الوزارة للحفاظ على المكان طاهراً، وحتى لا ترتكب فيه أية مخالفات خاصة أن عدداً من المحبين والعاشقين كانوا يحضرون الى المكان ويوقدون الشموع فاتخذنا قراراً بمنع ذلك. ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للطرد من المسجد وإبلاغ أجهزة الأمن لأن هذا مخالف للشرع والدين، وفي نفس الوقت يعرض المسجد لخطر الحريق. لقد منعنا كذلك كتابة بعض الكلمات وإلقائها في الضريح لأن هذا أمر خاطئ وحرام شرعاً، وقمنا بفصل المكان بحيث تتاح زيارة الضريح للرجال بمفردهم وللنساء بمفردهن حتى لا يختلط الأمر على الحاضرين وتقع المعاصي. وقمنا بمنع إقامة عقد القران في المسجد لأن ذلك سوف يؤثر على وضع المسجد ومكانته لأننا إذا وافقنا على عقد القران داخل المسجد سوف نجد آلافاً من المحبين والعاشقين يحضرون الى المكان لعقد قرانهم تيمناً بالشيخ الجليل ابن الفارض رحمه الله.





السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس