عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-04-2011, 10:01 AM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

كيف نُلخِّص؟

عندما نعرف القصد من التلخيص، والجهة التي ستستفيد من التلخيص، يبقى علينا الكيفية التي سنتبعها. ونحن هنا، سنتجاوز مهمة التلخيص، عند رؤساء الشُعب والأقسام الذين يرفعون تقاريرهم لكي يطلع عليها المسئول، (رئيس، دولة، وزير، مدير عام الخ). وسنناقش كيفية التلخيص عند الكاتب أو المثقف الذي يريد عرض موضوع ثقافي أو كتاب كامل، أو مؤتمر أو ندوة في مُلخص يستفيد منه جمهور القراء، الذين لا يريدون قراءة كتابٍ ضخم، أو إن قرءوه لا يستطيعون فهمه، وقد تحدث عملية (عسر الفهم) منذ بدايات الكتاب، فيُقلع القارئ عن متابعة قراءته، فيُحرم قطاعٌ واسع من القراء من التعرف على كتابٍ قد يكون الاطلاع عليه مفيداً.

حجم الكتاب وحجم التلخيص

يُقدم الدكتور (نبيل حداد) في كتابه (في الكتابة الصحفية) تقنيات هامة في تعلم فن التلخيص، وسنذكر منها طريقته في إحصاء الكلمات وتبديل المعاني واختزال التطويل*1. فصفحة الكتاب من الحجم المتوسط والذي يحتوي 200 صفحة مثلاً ومكتوب ب (بنط 14) تستوعب 200 كلمة، وإن كان مكتوباً ب (بنط12) تستوعب الصفحة فيه 250 كلمة، فيكون عدد الكلمات في الحالة الأولى 40 ألف كلمة وفي الحالة الثانية سيكون عددها 50 ألف كلمة، وهكذا.

فإذا كان الهدف من التلخيص، إشعار القراء بكتاب أو مجموعة كتب، صدرت في فترة زمنية معينة، فالإشعار الأولي، يكون بذكر أسماء تلك الكُتب ومؤلفيها ودور النشر التي صدرت عنها، وأسماء المترجمين أو المحررين، وعدد صفحات كل كتاب، وهذا ما درجت عليه بعض المجلات الشهرية تحت عنوان (ببليوغرافيا).

وإن أراد متابعون متخصصون في فن المكتبات وعرض الكتب، فإنهم يختارون عدة كتب (10 كتب مثلاً)، ويقدمون تلخيصاً شديداً في ثلاث أو أربع صفحات، لها كلها، يذكرون فيها اسم الكتاب ومؤلفه الخ، ثم يذكرون المحور الرئيسي الذي يناقشه الكتاب ويمرون على المحاور الفرعية بإيجازٍ شديد، وهم بذلك يقدمون خدمة للمختصين والمثقفين المتابعين للتعرف على تلك الكُتب ثم البحث عنها لشرائها أو استعارتها من المكتبات الخ.

وهناك مسألة عرض الكتب باختصارٍ مفيد، يقدم الكتاب الذي بحجم ألف صفحة أو أكثر ككتاب (صورة الآخر.. العربي ناظرا ومنظورا إليه)، فقد تم تقديمه في حوالي 60 حلقة في الإنترنت بمعدل ثلاث الى أربع صفحات لكل حلقة، وبلغة تعطي للقارئ العادي مادة تقترب قليلاً من المادة الأصلية، وإن كانت بجودة منخفضة عن الأصلية، لكنها ستوفر لقطاع واسع من المطلعين على مثل تلك الكتب من التعرف عليها.

الكيفية المُتبعة في تلخيص الكُتب

هناك عدة طرق، يُتقنها المختصون من الباحثين أكثر منا، لكننا ومن باب الرسالة الثقافية أن نذكر ما نجتهد أو نزعم بأن يكون مفيداً للقراء كتقنية إجرائية:

1ـ قراءة الكتاب، وفهمه، والاستعانة بالموسوعات اللغوية والمتخصصة لزيادة الفهم، قبل المباشرة بالتلخيص.

2ـ فتح ملفات على الجهاز، باسم ورشة (كذا)، فإن كان الكتاب (المجتمع المدني/ جون إهرنبرغ) مثلاً، ستتم فتح الورشة بذكر وتدوين الاقتباسات المتاحة على (النت) أو الكُتب المقتناة في المكتبة الشخصية، تحت (ورشة مجتمع مدني).

3ـ قد يجد من أراد التلخيص، عدة مقتبسات في الكتاب الذي بين يديه، تدعم الفكرة الرئيسية من العنوان الفرعي الذي يتناوله، وقد تكون تلك المقتبسات أكثر بلاغة وتلخيصاً من الكلام الذي وضعه مؤلف الكتاب الأصلي، فما على المُلخِّص إلا أن يصنع لها مقتربات، تبرر وضعها في الشرح مع إشارة الى (هوامش من تهميش المؤلف).

4ـ هناك من يأخذ مقدمة الفقرة، التي تقود الى شرح لما يريده المؤلف ويكتفي بتلك المقدمة، تاركاً ما وراءها من شرح. ولكن تلك التقنية لا تفيد في جميع الحالات، فعلى المُلخِّص، أن ينتبه الى النتيجة التي أراد المؤلف الوصول إليها.

5ـ على المُلخِّص أن يُراعي أنه يكتب لقراء لم يعتاد الكثير منهم على اقتناء مثل تلك الكُتب، ولم يتعودوا على التعامل مع مصطلحات ترد فيها، فيتجنب ذكر تلك المصطلحات بقدر الإمكان، وإن اضطر أن يضع لها هوامش تسهل فهمها من قبل القارئ العادي، فالقراء المتقدمون قد يكون الكتاب بحوزتهم وقرءوه فلا حاجة لهم بالاطلاع على تلخيصه أو عرضه (كملخص).

6ـ إذا ارتبك المُلخِّص، من خلال شعوره بأن هناك من يراقبه من المختصين، فأخذ يتفنن أو يتحذلق في استرضائهم، فإن رسالته في تقديم خدمة لجمهور واسع من القراء ستتوقف عند تلك الخُصلة، ويصبح تلخيصه محصوراً بفئة قد تستغني عن الاطلاع عليه.

انتهى


هوامش:
1ـ د.نبيل حداد/ في الكتابة الصحفية: السمات؛ الأشكال؛ القضايا؛ المهارات/ إربد ـ الأردن : دار الكندي 2002
__________________
ابن حوران

آخر تعديل بواسطة ابن حوران ، 18-04-2011 الساعة 10:15 AM.
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس