عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-09-2022, 09:35 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي قراءة فى كتاب رسالة إلى الرياضي

قراءة فى كتاب رسالة إلى الرياضي
الرسالة كما سماها عبد الوهاب الناصر الطريري هى احدى خطبه التى ألقاها ناصحا الرياضى وهو من يمارس لعبة ما من اللعبات التى يسمونها الرياضية ويبين فيها أنها حديث من قلبه فى قوله:
"فهذه رسالة إلى أخوتنا وأحبتنا، رسالة إلى أخوتنا الرياضيين، وأحبتنا اللاعبين، إلى الذين هم أمام عيوننا، وفي حبات قلوبنا. نريد حديثاً يقفز من القلب إلى القلب، يصارح بالهمّ، ويعلن بالحب، ويرفق بالعتاب، إليك أخي في ميادين الرياضة وملاعب الكرة إليك حديثاً يتجاوز المصطلحات الرياضية، والعبارات الصحفية، ولكنه أيها الأخ الحبيب حديث الأخوة والموالاة { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } ."
ويعتبر الطريرى الرياضى فنانا يجب احترام فنه فيقول :
"أخي اللاعب، أخي الرياضي في أي نادٍ كنت، وأي ملعب كنت، ومع أي هواية رياضية كنت، أخاطبك خطاب من يحترم فنّك، ويهنّئك بلياقتك البدنية ومهارتك الرياضية، ولكني أرى فيك مع ذلك كله شيئاً أكبر، أراك فأذكر أنك حفيد خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وصلاح الدين وطارق بن زياد وأنك ابن آباء كبار وأجداد عظام.
أخي اللاعب . أخي الرياضي، في أفق النجومية، أو ميدان الهواية أسألك وأنا أسائل صدرك الرحب وقلبك الطيب، أسألك ثلاثة أسئلة :
ما هي مهمتنا في الحياة ؟
ماذا تنتظر منا الأمة ؟
ماذا حققنا للمستقبل ؟"
وأما احترام اللعب أو الرياضات بأشكالها الحالية فهو احترام لا يليق بمسلم لأن كلها أصبحت تدخل فى إطار حرب الله من خلال ارتداء الملابس التى غالبا ما تعرى بعض العورة المحرمة ومن اشهار من لا يقدمون إنتاجا ولا خدمة ولا شىء يساعد الناس ومن خلال الترويج لسلع كثير منها محرم ومن خلال استغلال الساسة لها فى خداع شعوبهم وشغلهم عن واقهم المرير إما من خلال اشعال فتنة المنافسة وأن نادى فلان احسن من فلان ,ان اللاعب أفضل من فلان وعلان وإما من اقامة الملاعب والمسابقات وغيرها لكى يتفرج المغفلون لاهين عما يدبر لهم
سأل الطريرى الرياضى ثم استسمحه أن استسماح فعلى أن يجيب هو فقال:
"ثم إني استأذنك أخي الكريم أن أجيب عليها أنا.
* أما مهمتك في الحياة فقد خلقك الله عبداً يحمل رسالة، وخليفة في الأرض يعمل بمنهج، ومجاهداً يجاهد لغاية. { وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا } . [سورة الأنعام، الآية رقم (70)]. ... إن غيرنا لم يحمل ما حملنا من الميثاق، ولم يتحمل ما تحملنا من الأمانة، ولذا فلا نعجب أخي من عالم الكفر الذي يرى حياته تنتهي كلها كما تنتهي حياة أي حشرة، أو كما ينفق أي حيوان، لا نعجب بعد ذلك أن تكون سهرته كأساً، وقرآنه غناءً، وجهاده عبثاً، فحياته وهمومه تنتهي كلها هنا، أما الذين يؤمنون الغيب ويرجون لقاء الله فشأنهم شأن آخر. شأنهم يا أخي شأن آخر.
... إن سهرهم تهجد، وإن نهارهم جهاد، وإن حياتهم استقامة وطهر ونقاء.
عبّاد ليل إذا جنّ الظلام بهم
كم عابد دمعة في الخدّ أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم
هبّوا إلى الموت يستجدون لقياه
أما ماذا تنتظر منك الأمة ؟
... فالأمة أخيّ تنتظر منك لساناً ناطقاً بالحق وساعداً مدافعاً عن المثل، وفؤاداً مفعماً بالهدي، وقلباً يرى بنور الوحي.
... ليس المقصود أيها الأخ الكريم تربية الأبدان ثم تموت القلوب، أو تقوية الأعضاء ثم تزهق المبادئ أو الاعتناء بالعضلات ثم تنهار الإرادة.
... استمع إلى قول الله : { ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً من الجنّ والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذانُ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون } [سورة الأعراف، الآية رقم: (179)]. وحاشاك أن تكون من الغافلين."
وقد أفلح الطريرى فى الإجابة عن السؤال الأول ثم طرح السؤال الثانى مرة أخرى وأجاب فقال :
طأما ماذا حققنا للمستقبل ؟
فإن للمؤمن مستقبلاً مع الله - عز وجل - هو عالم الغيب. عالم الغيب الذي آمنّا به وكفر به الآخرون، وصدّقنا به وكذّب به الآخرون.
أمامنا مستقبل في القبر تلك الروضة المنتظرة أو الحفرة المستعرة.
أمامنا العرض الكبر على الله { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } [سورة الحاقة، الآية رقم : (18)].
أمامنا نار حامية، أو جنة قطوفها دانية.
* أخي الحبيب إني سائلك فمشدّد عليك في المسألة فلا تجد عليّ في نفسك. فالحب والأخوة هما حملاني على أن أراسلك بهذه الكلمات، وأكلّمك بهذه الرسالة.
... أسألك أخي الكريم : .. هل وقفت أمام المرآة فرأيت استدارة كتفيك، ومتانة صدرك، وقوة بدنك، وهذا الجسم الممشوق، الرياضي المتناسق. فهل سألت وتساءلت ماذا فعلت لوقاية هذا الجسم من نار وقودها الناس والحجارة، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ؟
... إني أعيذك بالله أن يكون جسمك هذا حطباً للنار أو فحمةً في جهنم.
أخي الحبيب : أخي اللاعب. أخي الرياضي.
... لقد كنا نفجع والله في فترة مضت يوم كان المؤذن ينادي للصلاة واللاعبون في الملاعب، وألوف المتفرجين قد صلبوا أنفسهم على المدرجات.
... وكنا نسأل من رفع الآذان إلا آباؤهم ؟
بمعابد الإفرنج كان أذاننا
قبل الكتائب يفتح الأمصار
وكنا نقول : سبحان الله ! أهؤلاء أحفاد الصادقين المجاهدين الذين يصلون صلاة الخوف والسيوف تذهب بالرؤوس، والرماح تذهب بالأرواح ؟
... ثم رأينا اليوم ما يبهج القلب، رأينا اليوم ما تقرّ به العين. رأينا اليوم إخواننا وأحبابنا اللاعبين كالنمور في ملاعب الكرة، حتى إذا قرب وقت الأذان توقف اللعب، وتطهرت الأعضاء، وتعطرت الأرواح، وعدوا إلى أقرب مسجد ولسان حالهم يقول : نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم
والحرب تسقى الأرض جاماً أحمراً
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا
في مسمع الروح الأمين فكبرا
لقد عرف هؤلاء الأحباب أن قضية الصلاة قضية كبرى، فقد صلاها الأبرار على فرش الموت، وحافظ عليها الأخيار في معترك النزال، فحافظوا عليها وأدوها ورعوها حق رعايتها.
... فهنيئاً لهم صلاتهم وهنيئاً لنا هدايتهم."
الرجل بين هنا المطلوب من الرياضى لضمان مستقبله ألأخروى وهو الإبمان والعمل الصالخ أى باتلأفاط أخرى تحقيق الهدف الذى من اجله خلقنا الله وهو عبادة الله ممثلة فى طاعة أحكامه
ومن ضمن ما طرحه الطريرى قضية وقف اللعب فى أثناء آذان الصلاة وهى قضية طالما شغل بها البعض نفسه ناعيا على اللاعبين مع أن المسئول الأول والذى يجب لومه هى الحكومات والدول التى نظمت تلك المسابقات فى وقت الصلاة فالأمر مقصود وليس صدفة أن يجتمع الكل على الضلال
وحتى لو استجاب اللاعبون وأوقفوا اللعب وصلوا ثم أكملوا اللعب فما هو الهدف من تلك الرياضات فى الأساس؟
فليقل أحدكم أو أحدهم ما الفائدة من الجرى وراء كرة طوال ساعات أو دقائق ؟
وليقل أحدكم ما الفائدة من مجموعة يتسابق عمن يكون الأول فى الجرى أو فى السباحة أو فى القفز ؟
لا توجد فائدة سوى للنظم الحاكمة وهى أن تتعلق أنظار المخدوعين عدة ساعات لمعرفة الخاسر والكاسب
بالقطع الهدف من ممارسة الرياضى فى الإسلام هى أنها نوع من إعداد القوة للعدو كما قال تعالى :
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"

فممارسة الرياضة تقوى الأجسام وتجعلها تتحمل المزيد من الآلام وتقيها من الأمراض وترفع من اللياقة البدنية التى تؤدى لمزيد من العمل النافع
وتحدث الطريرى عن وجوب أن يعرف اللالعب المقصود من ممارسة الرياضة فقال :
"* أخي الرياضي، أخي اللاعب عليك استحضار المقصود من الرياضة وأن تكون في مصلحة دينك وعقيدتك وآخرتك.
* أنت أعرف منّا بأنّ العمر في الملاعب عمر قصير، بل هو أقصر الأعمار، والتفت إلى زملائك في الملعب وابحث عن أكبرهم سناً بكم يكبرك ؟. إن عمر الرياضي في الملعب أقصر من عمر العالم في المختبر، والأستاذ في مدرج الجامعة، والجندي في ميدان القتال، لأنه قوة القوة، وصفو الشباب.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس