عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-01-2023, 09:37 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي

وما تحدث به الصنعانى لم يحل شىء وزاد الطين بلة حديثه التالى :
" الجهة الثانية من جهتي الإشكال في تعيين الفرقة الناجية فقد تكلم الناس فيها كل فرقة تزعم أنها هي الفرقة الناجية ثم قد تقيم بعض الفرق على دعواها برهانا أوهى من بيت العنكبوت ومنهم من يشتغل بتعداد الفرق المخالفة لما هو عليه ويعمد إلى ما شذت به تلك من الأقوال فينقله عنها ليبين بذلك أنها هالكة لاعتمادها على تلك الأقوال وأنه ناج بخلوصه عنها ولو فتش ما انطوى عليه لوجد عنده من المقالات ما هو أشنع من مقالات من خالفه
لكن عين المرء كليلة عن عيب نفسه
وبالجملة ... فكل يدعي وصلا لليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا ...
وكان الأحسن بالناظر في الحديث أن يكتفي بالتفسير النبوي لتلك الفرقة فقد كفاه (ص) معلم الشرائع الهادي إلى كل خير (ص) المؤنة وعين له الفرقة الناجية بأنها من كان على ما هو (ص) وأصحابه وقد عرف بحمد الله من له أدنى همة في الدين ما كان عليه النبي (ص) وأصحابه ونقل إلينا أقوالهم وأفعالهم حتى أكلهم وشربهم ونومهم ويقظتهم حتى كأنا رأيناهم رأي عين وبعد ذلك فمن رزقه الله إنصافا من نفسه وجعله من أولي الألباب لا يخفاه حال نفسه أولا هل هو متبع لما كان عليه النبي (ص) وأصحابه أو غير متبع ثم لا يخفى حال غيره من كل طائفة هل هي متبعة أو مبتدعة
ومن ادعى أنه متبع للسنة النبوية متقيد بها يصدق دعواه أقواله وأفعاله أو تكذبها فإن ما كان عليه (ص) قد ظهر (بحمد الله) لكل إنسان فلا يمكن التباس المبتدع بالمتبع وعندي على تقرير ذلك الجواب وأن زمن الافتراق (والهلاك) هو آخر الزمان و أنه لا بعد في أن الفرقة الناجية هم الغرباء المشار إليهم في الحديث كحديث بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل ومن هم يا رسول الله قال الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي رواية الذين يفرون بدينهم من الفتن وفي رواية الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي وفي حديث عبد الله بن عمرو قلنا من الغرباء يا رسول الله قال قوم صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم
وهم المرادون بحديث لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله
وهم المرادون بما أخرجه الطبراني وغيره عن أبي أمامة عن النبي (ص) أنه قال إن لكل شيء إقبالا وإدبارا وإن لهذا الدين إقبالا وإدبارا وإن من إدبار الدين ما كنتم عليه من العمى والجهالة وما بعثني الله به وإن من إقبال الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الفاسق والفاسقان فهما مقهوران ذليلان إن تكلما قهرا وقمعا واضطهدا وإن من إدبار الدين أن تجفو القبيلة بأسرها حتى لا يكون فيها إلا الفقيه والفقيهان وهما مقهوران ذليلان إن تلما فأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر قمعا وقهرا واضطهدا فهما ذليلان لا يجدان على ذلك أعوانا ولا أنصارا
فهذه الأحاديث وما في معناها في وصف آخر الزمان وأهله قد دلت على أنه زمان كثرة الهالكين وقلة الناجين وأحاديث الغرباء قد دلت أوصافهم بأنهم هم الفرقة الناجية في ذلك الزمان وليسوا بفرقة مشار إليها كالأشعرية أو المعتزلة مثلا
بل هم النزاع من القبائل كما في الحديث
وهم متبعوا الرسول(ص) اتباعا قوليا وفعليا من أي فرقة كانت هذا وقد ذكر في الفرقة أنهم صالحوا كل فرقة وذكر أنهم أهل البيت النبوي ومن اتبعهم إلا أن ذلك مبني على أن القضية دائمة ثم هو لا يدفع الإشكال كما لا يخفى نعم وهذا كله توفيق بين الأحاديث مبني على صحة قوله كلها هالكة إلا فرقة ولا شك أنه قد ثبت في كتب السنة كما سمعته ولكنه قد نقل السيد العلامة الحافظ عز الدين محمد بن إبراهيم الوزير عن أبي محمد بن حزم في بعض رسائله ما لفظه قال الحافظ أبو محمد بن حزم إن الزيادة بقوله كلها هالكة إلا فرقة موضوعة وإنما الحديث المعروف إنها تفترق إلى نيف وسبعين فرقة لا زيادة على هذا في نقل الثقات ومن زاد على نقل الثقات في الحديث المشهور كان عند المحدثين معلا ما زاده غير صحيح وإن كان الراوي ثقة غير أن مخالفة الثقات فيما شاركوه في حديثه يقوي الظن على أنه وهم فيما زاده أو أدرج في الحديث كلام بعض الرواه وحسبه من كلام رسول الله (ص) فيعلون الحديث بهذا وإن لم يكن مقدوحا فيه
على أن أصل الحديث الذي حكموا بصحته ليس مما اتفقوا على صحته وقد تجنبه البخاري ومسلم مع شهرته لعدم اجتماع شرائطهما فيه انتهى كلامه
هذا ما سنح للفقير محمد بن إسماعيل الأمير عفا الله عنه في توجيه الحديث بعد أن سألني عنه بعض الإخوان العلماء فإن وافق فمن فضل من ألهم إليه وإلا فمن قصور من حرره"
والرجل أكمل هنا محاولات التوفيق لإدخال الفرق المتخالفة المتعادية الجنة كلها بذكر عدم صحة عبارة "كلها في النار إلا واحدة" فهى عبارة موضوعة فى الحديث
والله أعلم بمن هم المسلمين حقا وليسوا المسلمين بالأسماء كما قال :
" هو أعلم بمن اتقى"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس