عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-03-2009, 11:31 AM   #2
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

فرجعنا إلي السفارة مرة أخري نستنجد بها أن تتولي عنا توكيل محام وان تتوسط لإحضار جوازاتنا وتسفيرنا ولكنها اعتذرت بعدم وجود دعم مالي يسمح لها بتوكيل محامين عنها‏,‏ ولكنها ستحاول إقناع الكفيل بإعطائنا الجوازات مقابل‏(‏ التنااااازل‏)‏ عن مستحقاتنا‏,‏ أو عليكم الصبر جياعا وأذلاء ومهانين حتي يفصل القضاء بعد سنتين أو ثلاث كما حدث مع غيركم ممن سبقوكم علي نهج الإهانة والذل‏.‏

فماذا نفعل ياسيدي؟ أشيروا علينا ياقومنا يا أهلنا في مصر‏,‏ ماذا نفعل وماذا نقول وإلي من نشكو مآسينا وهمومنا وآلامنا؟ أليس لنا أحد يدافع عنا ويأخذ لنا حقوقنا؟ أليس لحكومتنا في هذه القصص المعادة والمكررة إلي درجة الملل والتي تعد بالآلاف أي دور؟‏!‏

قالوا لنا إنكم تستطيعون الحصول علي تصاريح مؤقتة بالعمل لحين انتهاء قضاياكم‏,‏ فذهبنا إلي مكتب العمل للحصول عليها‏,‏ فإذ بسلسلة طويلة من الإجراءات في انتظارنا وعندما ذهبنا بهذه التصاريح إلي أصحاب الأعمال قالوا لنا عليكم ان تحلوا مشاكلكم مع كفلائكم أولا ثم أهلا بكم وسهلا‏!!‏ والذين قبلونا ساومونا علي الرواتب إلي أقل من النصف ومنهم من ساوم إحدي الزميلات علي شرفها‏!‏

فإلي من نلوذ يا ناسنا وياقومنا ويا أهلنا؟
اسألوا القنصل العام المصري في جدة وفي الرياض والمستشارين العماليين أيضا‏,‏ بل اسألوا معالي وزيرة القوي العاملة والهجر والتي كانت في زيارة لنا منذ عدة أيام عن الآلام التي سمعتها وعن المآسي التي رأتها وعن الدموع التي سفحت أمامها‏,‏ والكل يؤكد علي متانة العلاقات ورسوخها بينما الحقيقة مرة بل هي أمر من أن تقال‏,‏ وأمر من أن تسمع‏,‏ فضلا عن أن تجد من ينهض بحلها ويتحمس لطرحها رحمة بالضعفاء والمظلومين من أبناء الوطن في بلاد النفط‏!!‏

ألا يمكن لنا أن نعمل في بلادهم وكرامتنا محفوظة وحقوقنا مصانة؟ أم لابد أن نتجرع الذل والمهانة كضريبة طبيعية لهذا العمل؟

إلي من نشكو وقد جار علينا الجميع وخذلنا الجميع وجوعنا الجميع‏,‏ نحن وأولادنا وأسرنا‏,‏ وبالغوا في إذلالنا حتي لا نرفع رأسها ولا نقيم عليهم حجة الجوع والذل والأسر والقضاء طويل الأجل والعدل البطيء والظلم السريع والتعسف في استخدام الصلاحيات وعجز السفارة عن نجدتنا بحجج وأسباب‏,‏ وحكومة تركتنا في العراء لأقدارنا‏,‏ ليس لنا إلا الله الذي نشكو إليه مآسينا وآلامنا ومصائبنا وهمومنا منتظرين رحمته وفضله‏,‏ فليس لنا سواه بعد أن تركنا الجميع‏.‏

وإذا أردتم أن تعرفوا من نحن فاسأل سيادة القنصل العام بالرياض أو المستشار العمالي لتجد منا الأطباء والمهندسين والمدرسين والعمال والسائقين من الجنسين‏,‏ أما أنا‏...‏ أما نحن‏,‏ فإننا نرجوك أن تعيد صياغة كلامنا مخافة ردة فعل انتقامية من كفيلنا لا نجد من يدفعها عنا بعد أن بلغ بنا الجهد والجوع والعناء مبلغه‏,‏ ولم يعد أمامنا إلا أن نقدم نساءنا وبناتنا وما تبقي من شرفنا وكبريائنا إن كان مازال هناك شيء بهذا الاسم‏.‏

ملحوظة‏:‏ لم نجد أمام مكتب العمل أيا من الجنسية الفلبينية أو الباكستانية ولا الهندية فضلا عن الجنسيات الأمريكية والأوروبية‏,‏ فقط لايوجد الا المصريون والبنجال‏(‏ مواطنو بنجلاديش‏)‏ اتدري لماذا؟ لأن الدنيا تقوم ولاتقعد إذا اهينت إحدي الخادمات ـ وليس الأطباء والمهندسين ـ وما موقف الرئيسة الفلبينية عنا ببعيد‏,‏ أما نحن فلا أحد لنا يغضب من أجلنا ويحمينا إلا الله والله وحده‏.‏

*‏ سيدي‏....‏ سيغضب من أجلكم كثيرون سواء كانوا في الحكومة أو خارجها‏,‏ وسواء كانوا في مصر أو المملكة العربية السعودية‏,‏ المهم أن تصل إليهم أصواتكم‏,‏ وها نحن نفعل‏.‏

نعم نكأت جرحا غائرا‏,‏ فقضية الكفيل ومشكلاته مثار جدل وحوار مستمر‏,‏ ليس في دول الكفلاء فقط ولكن في كل دول العالم‏,‏ فهو نظام قديم يعمل به الآن فقط في دول الخليج لأنه قبلة الباحثين عن وظيفة وعن مستقبل أفضل‏,‏ وبعض هذه الدول تناقش الآن سبل إنهاء هذا النظام الذي يستغله البعض بصورة غير إنسانية‏,‏ ومع وجود قوانين ضابطة‏,‏ إلا أن البعض ـ كما يحدث في كثير من دولنا العربية ـ يستطيع التحايل علي القانون‏,‏ ولأننا لن نستطيع الآن ومن خلال هذه المساحة مناقشة قانون الكفيل وكل ما يثار حوله‏,‏ ولأن الهدف الآن هو انقاذكم ومساعدتكم في الأزمة‏,‏ دعنا نتركه علي الرغم من أهميته‏,‏ ونناقش ما أنتم فيه الآن‏.‏

سيدي‏..‏ لا تتسرع وتتهمني بالدفاع عن العلاقات الطيبة التي يجب ان تكون بين مصر وكل الدول العربية‏,‏ وبخاصة المملكة العربية السعودية‏,‏ دعني فقط وحتي لايحدث تعميم أقول لك إنه ليس كل الكفلاء في السعودية أو في دول الخليج الأخري يتصرف بنفس الأسلوب اللاأخلاقي واللاإنساني مع العاملين الذين يسهمون في بناء هذه البلدان وعلاج أبنائها وتعليمهم‏,‏ فأنت تتحدث عن مئات‏,‏ بل آلاف‏,‏ ولكن هناك ملايين المصريين المستقرين في أعمالهم والذين يلاقون كل محبة وتقدير لما يقدمون‏,‏ فالتعميم هنا خاطئ وضار‏,‏ ونحن نسعي إلي حل مشكلات وتصفية نفوس‏,‏ لا تعقيدها وتحريض الجنسيات علي بعضها البعض‏.‏

الأزمة تبدأ من هنا ياسيدي‏,‏ من مصر‏,‏ من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تدفع أبناءنا إلي السفر والغربة بحثا عن حياة أفضل‏,‏ فإذا كان هذا هو الخيار المتاح فليكن بضوابط من بداية التعاقد‏..‏ الخطأ بدأ عند قبولك ـ وغيرك ـ بعقد شروطه مجحفة‏,‏ مبررا لنفسك ذلك بأن صاحب الوجه الصبوح والابتسامة الواسعة لن يتغير‏,‏ بينما تعرف كما يعرف الجميع أن العقد شريعة المتعاقدين سواء هنا أو هناك‏..‏ فلو كانت لدينا جهة تعتمد العقود ولا توافق إلا علي المستوفي لكل الاشتراطات التي تضمن الحقوق ما تعرضتم لذلك‏.‏

يبقي مما يخصنا هو دور سفاراتنا في الخارج وما يجب عليها أن تفعله تجاه أبناء مصر‏,‏ وحتي لانقول رأيا استنادا الي صوت واحد‏,‏ سأنتظر ردا وتوضيحا وموقفا من وزير الخارجية النشيط والمحترم أحمد أبو الغيط ومساعده السفير أحمد رزق للشئون القنصلية والذي بدأ الاسبوع الماضي جولة لمتابعة أحوال المصريين في الخارج‏..‏ ونتمني ان نعرف ماذا يفعل المصري عندما يتعرض لمثل هذه المواقف المهينة وكيف يفعل وهو وحيد‏,‏ عاطل‏,‏ وخائف‏,‏ ومسئول عن أسرة‏,‏ بلا وظيفة‏,‏ أو راتب أو مساندة؟‏!‏

المصري يجب ان يعامل في السعودية أو في أي دولة شقيقة عربية أو إسلامية أفضل من الأمريكي أو الفلبيني أو الهندي‏,‏ أو أي جنسية غير عربية‏.‏

المصري شريك في بناء هذه البلاد‏,‏ محب لها‏,‏ له حقوق وعليه واجبات‏,‏ وحكومتنا الرشيدة مسئولة عن حمايته وعن كرامته في مصر وخارجها‏.‏

أما المسئولون في المملكة العربية السعودية فأتمني أن يعيدوا الحق إلي أصحابه‏,‏ فنحن لا نتدخل في قوانين بلادهم‏,‏ كل ما نطالب به هو الحق لأبناء مصر أبنائهم وهم أهل لذلك‏,‏ وأملي كبير في استجابة سريعة من المثقف الكبير عاشق مصر والمصريين سفير المملكة في مصر كما هو سفيرنا في المملكة هشام الناظر ان يتابع أزمة المصريين في السعودية ـ كما عودنا ـ ويمد يده لحل أزماتهم وإعادة حقوقهم إليهم‏..‏ فما بين مصر والسعودية أكبر من أن يهزه بعض الموظفين وتعسف بعض المواطنين‏,‏ ونحن في الانتظار‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس