الموضوع: أسرار المحبين
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-07-2010, 04:40 PM   #1
القعقاع بن عمرو
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 990
إفتراضي أسرار المحبين

فالمحبون لهم أسرار،
وبين كل حبيب وحبيبه أسرار،
والأسرار هي سر الحب..
سر دوامه،
وسر خطره.
ولكننا هنا نتكلم عن حب الله؛ الحب الأعظم في هذه الحياة. حب الله هو سر الحياة.. سر حياة القلوب.
ولذلك؛ في تعاملك مع ربك جل جلاله، يحب سبحانه أن يكون بينه وبين عباده سر في العبادة، لقوله سبحانه: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَاالْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} البقرة- آية:271.
وبهذا السر، أيها الأحبة، أظل الله قوما تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله لأنهم كانوا أصحاب أسرار مع الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا.. غمرهم و سترهم و أظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله، سبحانه وتعالى جل جلاله في علاه.

ولذلك، تجد من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ رجلا ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، في السر، ذكر الله في السر، ففاضت عيناه في السر، فستره يوم القيامة في الظل..
..ورجلا تصدق بصدقة فأخفاها، فلم تعلم شماله ما أنفقت يمينه. فهي سر.. سر بينه وبين الله سبحانه وتعالى.

هكذا، بين العبد وربه سبحانه وتعالى أسرار، ولذلك قال النبي محمد (صلّ عليه) صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة" أخرجه ابن حجر العسقلاني في هداية الرواة ونتائج الأفكار وقال حديث حسن.
هذه الأسرار هي سر السعادة؛ أن يكون بينك وبين الله ودّ.. حب.. قرب، أن يكون بينك وبين الله معانٍ.. أسرار.
هذه الأسرار كثيرة ومتنوعة، وسر الأسرار: الإخلاص. (اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا من أهله)

إخوتي،،،
يحكى أن رجلا من بني إسرائيل سمع عن شجرة تُعبد، فأصر على قطعها، فحمل فأسه ومضى ليقطعها، فلقيه الشيطان، قال: "إلى أين؟" قال: "أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله"، قال: "لا سبيل لك إليها"، أي "لا تقدر أن تقطعها"، قال: "سأقطعها"، قال: "لا سبيل لك إليها"، فاصطرعا، فصرع الرجلُ ـ الشيخُ التقيُّ الراهبُ ـ الشيطانَ، ومضى، فمضى الشيطان معه، ثم قال له: "ماذا سيعود عليك من قطع الشجرة؟! ماذا ستستفيد؟! أنت رجل مسكين وفقير، وتعول، ومن حولك من أتباعك يحتاجون إلى إعانة، فارجع وأضع كل يوم تحت وسادتك دينارين"، قال: "وتفعل؟" قال: "أفعل".
أي قال: "تعال فلنعقد اتفاقا، بدل أن تقطعها وتهيج الناس عليك، ماذا ستستفيد؟ ثم إن من حولك يحتاج إلى دعم، وأنا سأدعمك، ارجع و كـل يوم ستجد دينارين ذهبا تحت الوسادة، تجدهما من دون أن تتعب، وتستعملهما في الدعوة إلى الله وتفيد وتستفيد". فقال له: "موافق".
رجع هذا الراهب، وصار يجد تحت وسادته دينارين، وجدهما في اليوم الأول والثاني والثالث، والرابع.. وبعد أسبوع لم يجد الدينارين، فخرج وأخذ الفأس فقال له الشيطان: "إلى أين؟" قال: "لأقطع الشجرة"، قال: "لا سبيل لك إليها"، قال: "سأقطعها"، قال: "لن تستطيع"، فاصطرعا، فصرعه الشيطان، فلما قام من تحته، قال: "كيف صرعتني وأنا صرعتك المرة الأولى؟" قال: "في المرة الأولى كانت لله، أما اليوم فللدينارين".
إنه سر الإخلاص، فالإخلاص سر الأسرار، ويُصرَع الشيطان بالإخلاص.

"الشيخ: محمد حسين يعقوب"
القعقاع بن عمرو غير متصل   الرد مع إقتباس