عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-09-2022, 07:54 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي قراءة فى درس الإعجاز النبوي في الجانب العلاجي

قراءة فى درس الإعجاز النبوي في الجانب العلاجي
المؤلف سعيد بن مسفر القحطانى وقد تحدث القحطانى فى أول كلامه عن أن أول قواعد الصحة هو طلب التداوى فقال :
"المجال العلاجي عظيم، ومظهر من مظاهر الإعجاز النبوي الكريم صلوات الله وسلامه على رسوله، فلقد وضع الإسلام قاعدة صلبة ينطلق منها البحث العلمي والجهد المتواصل الدائم من أجل الوصول إلى أسباب الداء والعثور على الدواء، فقد أمر الإسلام بالتداوي؛ لأن التداوي لا ينافي التوكل؛ بل هو عين التوكل،"
وحدثنا عن كون التداوى هو من ضمن الأخذ بالأسباب التى قررها الله فقال :
" فإذا مرضت وقلت: أنا لن أتداوى توكلاً على الله، نقول: هذا ليس توكلاً بل هو تواكل، عليك أن تتداوى وتداويك هو التوكل، فالذي جاء بالناقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا رسول الله! أطلقها وأتوكل، قال: لا، اعقلها وتوكل )
فتداو وتوكل، أما ألا تتداوى وتتوكل فهذا تواكل"
فلابد من طاعة الله فى الأخذ بالسبب وغيره لأن هذا هو معنى التوكل على الله
وحدثنا القحطانى عن حديث التداوى فقال :
"وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتداوي، فقد روى الإمام أحمد حديثاً صحيحاً قال:
( تداووا عباد الله! فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً، إلا داءً واحداً هو الهرم )
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل للهرم دواء؟ لا.
فلو كان هناك دواء لمرض الهرم لاكتشفوه، لكن ليس له دواء، يبلغ الهرم سن الثمانين أو التسعين وعنده أموال وأولاد ومنصب وملك، لكن يترهل جسمه، وتتساقط أسنانه، وتضعف حواسه، وتصبح عينه لا ترى، وأذنه لا تسمع، وعضلاته وعظامه لم تعد تقوى على شيء، ثم يموت، ما رأيكم لو أن هناك دواء للهرم يرد الواحد شاباً هل سيبقى خافياً؟ لا.
لكن لا دواء للهرم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما أنزل الله من داء إلا وله دواء إلا داءً واحداً هو داء الهرم، ثم إن إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن لكل داء دواء يفتح باب الأمل أمام المرضى أن هناك أملاً في الشفاء، وأمام الأطباء أن هناك أملاً في أن نجد الدواء"
ونص الحديث السابق عن استثناء الهرم يناقض الحديث التالى الذى لا يستثنى أحد وهو :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( ما أنزل الله من داءٍ إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله )"
وبالقطع لا يمكن أن يناقض النبى(ص) كلامه وفى روايات أخرى مكان الهرم السام وهو الموت فلو كانا بمعنى واحد لقابلتنا مشكلة وهى أن السام وهو الموت ليس مرضا حتى يكون له علاج
ومما لاشك فيه أن مظاهر الشيخوخة النفسية وهى النسيان حتى نسيان كل الكلام محال علاجه لقوله تعالى :
" ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا"
وأما الشيخوخة الجسدية فبعضها له علاج إلا ما كان من أمر الشيب وأشباهه من علامات الشيخوخة
وتحدث عن أن حديث التداوى يفتح أبواب الأمل لمرضى فقال :
"وهذا يفتح باب الأمل عند المريض فمهما مرض يقول: عندي أمل أن الله يكتب لي دواء ويكتشف، وعند الأطباء أنه إذا ما بحث الأطباء والخبراء فعندهم أمل أنهم لا بد أن يأتوا بهذا الدواء، لكن إلى الآن ما عرفوه، وسوف يعرفونه بإذن الله، إلا داء واحداً هو الهرم . وجوب التداوي وسلوك طرقه المشروعة"
وتحدث القحطانى عن أن العلاج واجب دينى له هدف أخر فى الأمراض المعدية وهو وقاية الآخرين منها فقال :
"أيضاً من العوامل العلاجية:
أن الإسلام جعل التداوي واجباً دينياً، وذلك للوقاية؛ لأن العلاج للمريض معناه تجنيب غيره من المرض، لكن إذا تركنا المريض بغير علاج فكأننا نسوغ للمرض أن ينتقل من هذا إلى آخر، فإذا قضينا على المرض عند شخص أفضل من أن نقضي عليه عند عشرة"
وحدثنا عن أمر باطل وهو عمل النبى(ص) كطبيب لأمراض الجسم فقال "ولقد كان صلى الله عليه وسلم يصف الدواء للمرضى بنفسه صلوات الله وسلامه عليه.
أخرج البخاري و مسلم في الصحيحين :
( أن رجلاً اشتكى بطنه، فجاء أخوه يشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اسقه عسلاً، فسقاه عسلاً فزاد، فجاء الرجل وقال: يا رسول الله! سقيته عسلاً فزاد، قال: اسقه عسلاً الثانية، فسقاه عسلاً فزاد، فجاء وقال: يا رسول الله! زدناه عسلاً فزاد، قال: اسقه عسلاً ثلاث مرات، صدق الله وكذب بطن أخيك، فسقاه الثالثة فبرئ )."
وهذا الكلام يتعارض مع أمر النبى (ص) بالتداوى عند المختصين وهم ألطباء وليس عنده
وبالقطع لم يفعل النبى(ص) حكاية مداوة الغير إلا أن يكون ليس هناك طبيب موجود فينصح المريض
ونقل القحطانى كلاما عن ابن القيم فى الطب مؤكدا أن الدواء يستلزمه جرعات ووقت لكى يؤتى ثماره فقال :
"يقول ابن القيم : إن الدواء لا ينفع إلا بأمرين:
الأمر الأول: الوقت.
الأمر الثاني: الجرعة.
فالأول أخذ جرعة واحدة ما تكفيه لإيقاف الداء، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: أعطه جرعة ثانية ثم ثالثة؛ فأعطاه الجرعة الثالثة فوقف الداء، لكن بعض الناس عندما تقول له: خذ عسلاً."
وهذا الكلام عن الدواء ربما يكون صحيحا لأن فى كثير من الحالات يكون تشخيص المرض خاطىء ومن ثم لا يجدى العلاج نفعا وقد يكون التشخيص صحيح ومع هذا لا يتوافق العلاج مع جسم المريض وساعتها يتم تغييره لعلاج أخر فالأمر منوط بتقدير الله عز وجل ولكن على الناس الأخذ بالأسباب طاعة لله
وتحدث عن وجول مواصلة العلاج فقال :
"فإذا أخذه مرة قال: ما شفيت، بينما يذهب إلى الأطباء فيعطونه (كرتوناً) من الحبوب، حبة صباحاً وحبة ظهراً وحبة مساءً، ويداوم عليها، ويقولون له: إذا لم تأخذ العلاج بانتظام فلن تستفيد.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس