عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-08-2008, 02:11 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الوليمة, فيذكر تندر الناس بالألقاب والكنى والصفات, يقول (ص 131): "كان لي جار لسانه يثقرب, وقلبه عقرب, ولفظه شهد ينقع, وخبؤه سم منقع" حتى يقول في (ص 133): "فاتفق لوشك الحظ المنجوس, ونكد الطالع المنحوس,. أن انطقتني حميا المدام عند الجار النمام ثم ثاب الهم بعد أن صرد السهم, فأحسنت الخبال والوبال وضيعة ما أودع ذلك الغربال "، ومن تلك الموائد والولائم, يعرج الحريري على ذكر بعض أنواع الحلوى, يقول (ص 138): "ثم استحضر عشر صحاف من الغرب, فيها حلواء القند والضرب " وهذه الأنواع تصنع من السكر والسمن والعسل الأبيض, ثم يشرح بلغة أبي زيد السروجي كيف بشرى الناس بهذه المأكولات والحلويات, يقول (ص 139)،" فأقبل علينا أبوزيد، وقال أقرأوا سورة الفتح, وابشروا باندمال القرح, فقد جبر الله ثكلكم, وسني أعلكم, وجمع في ظل الحلواء شملكم,وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم, ولما هم بالانصراف مال الى استهداء الصحاف, فقال للآدب, ان من دلائل الظرف سماحة المهدى بالظرف, فقال كلاهما لك والغلام قال الحارث : "ثم اقتادنا أبوزيد الى حوائه وحكمنا فى خلوائه " (ص 139).

ويستكمل الحريري في المقامة التاسعة عشرة والمعروفة _ "النصيبية " بعض ما كان بدأه في المقامة السابقة, حيث إنه يذكر في هذه المقامة بعض أنواع الأكلات والأواني، وكيفية زيارة المريض وعيادته دون الابرام, لا سيما وقت القيلولة (ص 143_144) قال :"ان النعاس قد أمال الأعناق وراود الآماق, وهو خصم ألد وخطيب لا يرد، فصلوا حبله بالقيلولة واقتدوا فيه بالآثار المنقولة ". ومنوها يذكر بالحديث الشريف : "قيلوا فان الشياطين لا تقيل "فجمع المأثور الشعبي مع المنقول الديني في وحدة الموضوع, وبذكاء بارع, وبغية استكمال الموضوعات الفولكلورية, فان الحريري لا يسمي الأشياء المنزلية بسمياتها المعهودة, بل يعمد الى ما تكنى به وتلقب, يقول على لسان السروجي، بعد أن عزم القوم على الرحيل (ص 144/ 145): "فالتفت أبوزيد الى شبله وكان على شاكلته وشكله, وقال اني لا أخال أبا عمرة /الجوع / قد أضرم في أحشائهم الجمرة, فاستدع أبا جامع / الخودن /فانه بشرى كل جائع وأردفه بأبي نعيم / الخبز الحواري/ الصابر على كل ضيم, ثم عزز بأبي حبيب / الجدي من المعز/ المحبب الى كل لبيب, المقلب بين احراق وتعذيب, وأهب بأبي ثقيف / الخل / فحبذا هو من أليف, وملم بأبي عون /الملح / فما مثله من عون, واستحضر أبا جميل / البقل / لجمل أي تجميل,وحي هل بأم القرى/السكباج المخلل / المذكرة بكسري، ولا تتناس أم جابر/ الهريسة / فكم لها من ذاكر، وناد أم الفرج / الجؤاذب المصنوع من سكر ورز/ ثم افتك بها ولا حرج, واختم بأبي رزين / الخبيص / فهو مسلاة كل حزين, وأن تقرن بها أبا العلاء/ الفالوذج / تمح اسمك من البخلاء، واياك واستدنا، المرجفين / هو الطست والابريق / قبل استقلال حمول البين, واذا نزع القوم عن المراس, وصافحوا أبا اياس / وهو الغسول / فأطف عليهم أبا السرو/ البخور/ فانه عنوان السرور، قال ففقه ابنه لطائف رموزه بلطافة تميزه, فطاف علينا بالطيبات والطيب, الى أن أذنت شمس المغيب ».
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس