عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-02-2008, 09:57 PM   #1
1st_top
عضـو شــرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 105
Talking بين مؤخرة شاكيرا ومقدمة ابن زيدون

0
0
0
0
0
0
0
0
0 000 0



إبن خلدون واحد من أهم علماء التاريخ والاجتماع في تاريخ العرب والعالم كافة ، ترك لنا تراث ضخم في علم الاجتماع وتاريخ الأدب والسياسة وأصول الحكم .

وشاكيرا بأمانة لا أعرف عنها الكثير ولم أستمع لها وبالسؤال وجدت أنها إحدى اللواتي أهتم بهم البعض لمواهبها البارزة ، ولا تعليق على ذلك :smile: .

ابن خلدون عالم عربي والبعض يرددون ليل نهار بأنهم يهتمون بالعادات والثقافات العربية ويتجاوزوها إلى التراث العربي.

وهذا شيء جميل ومطلب للحفاظ على تراثنا من الإندثار , لذلك نستغرب لماذا نتجاهل مقدمة ابن خلدون خصوصا وانه سطر كلاما في مقدمته حول العرب لعل وعسى ان ينسى المهتمون بمؤخرة الفنانات ويركزون على ما قاله ابن خلدون.

تحدث ابن خلدون عن العرب عن دور الاستقرار في عملية العمران واهمية الاعمال وقيمتها في تطور الانسانية.

كما تحدث عن الدور التخريبي الذي مورس من قبل العرب في البلاد المفتوحة وكيف ان استئثار الاسرة الحاكمة بالمناصب من دون تأهيل وكفاءة سيؤدي الى اهلاك العمران , والسبب في ذلك انهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش واسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة.

ويزيد في شرحه ويقول : هم يتلفون على اهل الاعمال من الصنائع والحرف اعمالهم لا يرون لها قيمة ولا قسطا من الاجر والثمن , والاعمال هي اصل المكاسب وحقيقتها , واذا فسدت الاعمال صارت مجانا وضعفت الامال في المكاسب وانقبضت الايدي عن العمران وفسد العمران.

ويزيد في حديثه ويقول : ليست لهم عناية بالاحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض انما همهم ما يأخذونه من اموال الناس نهبا او مغرما , فإذا توصلوا الى ذلك وحصلوا عليه اعرضوا عما بعده من تسديد اموالهم والنظر الى مصالحهم وربما فرضوا العقوبات في الاموال حرصا على تحصيل الفائدة والجباية والاستكثار منها كما هو شأنهم.

ومما قاله : العرب متنافسون في الرياسة قل ان تسلم احد منهم الامر لغيره ولو كان اباه او اخاه او كبير عشيرته الا في الاقل وعلى كره فيتعدد الحكام منهم والامراء وتختلف الايدي على الرعية في الجبابة والاحكام فيفسد العمران وينقض .( * )

ويستشهد ابن خلدون على رأيه فيقول: »وانظر الى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الاوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه واقفر ساكنه وبدلت الارض فيه غير الارض: فاليمن قرارهم خراب الا قليلا من الامصار وعمران العرب كذلك خرب عمرانه الذي كان للفرس اجمع والشام لهذا العهد كذلك وافريقية والمغرب لما جاز اليها بنو هلال وبنو سليم قد لحق بها عادات بسائطة خرابا كلها بعد ان كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانا تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدن.

وفي هذا السياق يؤكد ابن خلدون ان حملة العلم في الاسلام اكثرهم من العجم »من الغريب الواقع ان حملة العلم في الملة الاسلامية اكثرهم العجم وليس من العرب حملة علم لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية الا في القليل النادر, وان كان منهم العربي في نسبه فهو أعجمي في لغته ومرباه ومسيخته مع ان الملة عربية وصاحب شريعتها عربي
«.

المهم في الموضوع لماذا أهتم البعض بمؤخرة فنانة لم تضف للثقافة إلا فنا هابطا وجسما كما يبدوا من أقوال البعض قالبا ، ولم يهتموا بما كتبه عالم الاجتماع العربي ابن خلدون في مقدمته حول تطور العمران ونهوض الامم?.

الشاهد : ما أريده من متتبعي ومهتمي المؤخرات أن يزيدوا إهتمامهم بها ، وترك مقدمة ابن خلدون للغرب الذي استفاد منها لتطوير حضارته الانسانية في مجال علم الاجتماع.

تحياتي

( * ) (انظر ابن خلدون المقدمة ص 464)
( * ) يوجد بعض الإقتباسات في الموضوع.
1st_top غير متصل   الرد مع إقتباس