عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-08-2018, 08:14 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

والخطأ هنا أن لباب الأديان واحد وهو ما يخالف اختلافات الأديان وتنازعها فهناك أديان توحيدية تعبد إله واحد وهنالك أديان تعبد آلهة متعددة وهناك أديان بلا آلهة
ووضح روسو أن الذكر والأنثى مختلفان فقال :
"إنهما من حيث الجانب المشترك بينهما متساويان أما من حيث جانب التباين فلا وجه للمقارنة بينهما وحين يجتمع الجنسان يسهم كل منهما فى الأمور العامة ولكن ليس بنفس الأسلوب ومن هذا التباين يتولد أول اختلاف فى الصلات الخلقية فيما بينهما فأحد الجنسين ينبغى أن يكون ايجابيا قويا والآخر يجب أن يكون سلبيا ضعيفا ولذا يجب ان يكون أحدهما مريدا قادرا فعالا فى حين يكفى أن يبدى الجنس الأخر مقاومة يسيرة ص235
والخطأ فى الفقرة هى كون الرجل إيجابى والمرأة سلبية أو هذا قوى وتلك ضعيفة وهى مقولة خاطئة فالسلبية والإيجابية تكون فى الاثنين ولذا قال تعالى " إن الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى"
وبين روسو أنه لابد من وجود قيادة هى قيادة الرجل للمرأة فقال :
ولئن كانت المرأة مجعولة كى تروق للرجل وكى تخضع له فيجب أن تسعى للفوز برضاه بدلا من أن تتحداه فعنفوانها الخاص بها قائم فى مفاتنها وبتلك المفاتن يجب أن ترغمه على شحذ قوته واستخدامها وخير وسيلة لايقاد جذوة تلك القوة هى استثارتها بالمقاومة فعندئذ تتحد الكرامة مع الرغبة ويكون انتصار إحداهما نصرا مؤزرا للأخرى وبذلك يتولد الهجوم والدفاع وجسارة أحد الجنسين وجرأة الأخر ذلك الخجل أو الخفر الذى زودت به الطبيعة الجنس الضعيف كى يسترق به الجنس القوى عن الكائن الأعظم أراد فى كل أفعاله تكريم النوع البشرى حينما أعطى الرجل ميولا لا حد لها وأعطاه فى الوقت عينه القانون الذى ينظمها بحيث يكون حرا وخاضعا لذات نفسه وهذا القانون هو العقل وأما المرأة فقد منحها رغبات غير محدودة وشفع تلك الرغبات بالحياء والخفر كى يلجمها ص236
والفقرة تحتوى على نفس الخطأ السابق فى الفقرة قبلها كما يحتوى على إضافة وهى أن خفر وهو حياء المرأة مطلوب
وهو يبين مقولة خاطئة وهو خضوع المرأة لظلم زوجها فقال:
"إن الرقة هى أول وأهم مزايا المرأة فقد خلقت المرأة لإطاعة كائن ناقص هو الرجل وكثيرا ما يكون طافحا بالرذائل ودائما ما يكون حافلا بالعيوب فيجب أن تتعلم منذ البداية كي تخضع للغبن والظلم وكيف تتحمل أخطاء زوجها بغير تذمر فمن أجلها هى لا من أجله يجب أن تربى على الرقة والدماثة ص252
وبالقطع تحمل الأخطاء من الزوجين واجب من باب الرحمة ولكن تحمل من جانب واحد هو كفر من الاثنين الظالم والمظلوم كما قال تعالى "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
ووضح روسو إن تكوين الأطفال يتوقف على حسن تكوين الأمهات فقال:
"إن تكوين الأطفال يتوقف على حسن تكوين الأمهات فعناية النساء هى الأساس الذى تقوم عليه التربية الأولى للرجال وعلى النساء كذلك تتوقف أخلاق الرجال وعواطفهم وأذواقهم وطباعهم ومسراتهم ولذاتهم بل وسعادتهم نفسها ولهذا يجب أن تكون تربية النساء برمتها مرتبطة بالرجال فإن واجبات النساء فى جميع الأزمان هى إرضاء الرجال ونفعهم وتحرى محبتهم وتكريمهم وتربيتهم صغارا ورعايتهم كبارا وإرشادهم بالمشورة والتسرية عنهم وتهوين الحياة عليهم وهذه الواجبات هى ما يجب تلقينه للنساء منذ طفولتهن الأولى وكلما ابتعدنا عن هذا المبدأ انحرفنا عن هدف تربيتهن وذلك يعنى أن ما يلقن لهن لن يجدى عليهن فى جلب السعادة لهن ولنا ص244
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس