عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-07-2009, 08:09 PM   #5
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

في ميادين الجهاد
>
غزوة بدر :
ولما خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم مريضة، فكان عثمان رضي الله عنه ممن تجهز لخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم فردّه النبي صلى الله عليه وسلم للقيام على ابنته رقية لتمريضها، فماتت في مرضها ذلك، وضرب له رسول الله بسهمه وعُد من البدريين، ولم يكن عثمان رضي الله عنه ممن تخلفوا عن بدر لتقاعس منه أو هروب ينشده كما يزعم بعض أصحاب الأهواء ممن طعن عليه بتغيبه عن بدر، وقد حزن عثمان رضي الله عنه أشد الحزن على زوجه لخشيته انقطاع صهره من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويروى أن عثمان رضي الله عنه لما اعتذر إلى عمر شكاه عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر " سيزوج الله ابنتك خيرا من عثمان ويزوج عثمان خيرا من ابنتك " فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج ابنته أم كلثوم من عثمان، وهذه خصيصة لم تكن لغير عثمان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أجلها كان يلقب بذي النورين. ولم تزل أم كلثوم عند عثمان رضي الله عنه إلى أن توفيت في شعبان سنة 9هـ ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه وفي وجهه حزن لما أصابه ، فدنا منه وقال " لو كانت عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان " وهذا دليل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان.
وفي غزوة أحد :
لقد عفا الله عن الصحابة الذين خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم عثمان بن عثمان وأنزل الله قرآن يتلى إلى يوم القيامة ، قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }
آل عمران 155، غير أن أصحاب الأهواء لا يرون إلا ما تهوى أنفسهم ، فلم يروا من المتراجعين إلا عثمان رضي الله عنه فكانوا يتهمونه دون سائر المتراجعين من الصحابة رضي الله عنه .
وفي بيعة الرضوان

عندما نزل النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه إلى قريش يبلغهم نواياه السليمة بعدم الرغبة في القتال، وعرض المشركون على عثمان رضي الله عنه أن يطوف بالبيت فأبى. وتسربت شائعة إلى المسلمين أن عثمان قُتِل، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وبايعوه على الموت وعلى قتال المشركين وفي رواية أن البيعة على الصبر ورواية على عدم الفرار وبايع الناس وقال النبي صلى الله عليه وسلم " هذه يد عثمان " فضرب بها على يده فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان رضي الله عنه خيرا من أيديهم لأنفسهم . وسميت هذه البيعة بيعة الرضوان وتحت الشجرة قال تعالى :
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }
الفتح 18 ، فقد استوى عثمان رضي الله عنه مع أهل الشجرة في هذه الخيرية، وهذا بخلاف ما تمسك به البعض في تفضيل علي على عثمان لأن عليا كان من جملة من بايع تحت الشجرة وكان عثمان حينئذ غائبا وهذا من الباطل.
الخليفة عثمان بن عفان
لما طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل الخلافة في ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، طلحة بن عبيدالله، الزبير بن العوام، عبدالرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، فوَلُوها عثمان بن عفان رضي الله عنه. فاجتمع الناس على عثمان وبايعوه وهو أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بعد بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم " . البخاري
> قال ابن تيمية : فهذا إخبار عما كان عليه الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من تفضيل أبي بكر ، ثم عمر، ثم عثمان، وقد رُوي أن ذلك كان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، فحينئذ فيكون هذا التفضيل ثابتا بالنص وإلا فيكون ثابتا بما ظهر بين المهاجرين والأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من غير نكير، وبما ظهر لما توفي عمر فإنهم كلهم بايعو عثمان بن عفان من غير رغبة ولا رهبة ولم ينكر هذه الولاية منكر منهم .
> ولذلك قال الإمام أيوب السختياني والإمام أحمد والإمام الدارقطني " من قدَّم عليا على عثمان فقد أزرى المهاجرين والأنصار.
> قال الإمام أحمد بن حنبل : ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم. والذي عليه أهل السنة أن من قدم عليا على أبي بكر وعمر فإنه ضال مبتدع، ومن قدم عليا على عثمان فإنه مخطئ ولا يضللونه ولا يبدعونه ، وإن كان بعض أهل العلم قد تكلم بشدة على من قدم عليا على عثمان بأنه قال : من قدم عليا على عثمان فقد زعم أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم خانوا الأمانة حيث اختاروا عثمان على علي رضي الله عنه .
الفتوحات الإسلامية في عهده
> كانت خطة عثمان في الفتوحات تتسم بالحسم والعزم باخضاع الروم والفرس
> اهتم الخليفة عثمان رضي الله عنه بأمر الثغور والمرابطة فيها، فكان يأمر قادته فيها بإجراء الأرزاق ومضاعفته للجند المرابطين
> أنشأ عثمان بن عفان رضي الله عنه قوة بحرية عسكرية لافتقار الجيش الإسلامي إلى ذلك.
> وفتح قبرص بقيادة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
> وفي سنة 31 هـ انتصر المسلمون على الروم في أول معركة بحرية حاسمة تسمى " ذات الصواري " بقيادة الصحابي عبدالله بن أبي السرح رضي الله عنه
> تم فتح أرمينية وتثبيت أذربيجان والري في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه
> تم فتح كثير من طبرستان وخراسان وطخارستان وغيرها وقتل يزدجرد آخر ملوك الفرس
> تم فتح أفريقية في خلافة عثمان رضي الله عنه بقيادة عبدالله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنه
أول مــــن
أول من فوض إلى الناس إخراج زكاتهم ، وأول من أتخذ صاحب شرطة ، وأول من هاجر بأهله من هذه الأمة، وأول من جمع الناس على حرف واحد من القراءة ، وأول من زاد النداء الثاني يوم الجمعة ، وأول من نخل له الدقيق ، وأول من حمى الحمى لنعم الصدقة.
الــــفـــتـــنــــة
ولي عثمان رضي الله عنه الناس اثنتى عشرة سنة أميرا للمؤمنين، ولقد بدأت أحداث الفتنة في النصف الثاني من ولاية عثمان الفتنة التي أدت إلى استشهاده.
ومن أسباب فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه الرخاء وأثره في المجتمع، وطبيعة التحول الاجتماعي في عهد عثمان وظهور جيل جديد وهو غير جيل الصحابة ، ثم استعداد هذا المجتمع قبول الشائعات، والعصبية الجاهلية ، ومن أهم الأسباب دخول منافقون موتورون، ووجدوا من يستمع إليهم، وكان معظمهم من الأعراب ممن لا يفقهون هذا ، وكان المدبر الرئيسي هو اليهودي عبدالله بن سبأ.وأما الإفتراءات تحرك أهل الفتنة وحاصروا عثمان بن عفان رضي الله عنه في داره وزوروا عليه كتابا بأنه يريد قتلهم بعد أن أعطاهم الأمان على أنفسهم، وعندما اشتد أمر أهل الفتنة وتهديدهم الخليفة بالقتل تحرك الصحابة لردهم وقتالهم وهو ما رفضه عثمان رضي الله عنه أن يرفع أحد السيف للدفاع عنه, وأن يهراق دم بسببه فقد كان عالما بالفتن التي أخبره به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عاملا بوصيته التي سارّه بها وأنه صابر نفسه عليه ولعلمه أن البغاة لا يريدون غيره، فكره أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه، ولعلمه بأن هذه الفتنة فيها قتله، عن عبدالله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات، موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه "
المسند (4/419)(5/346) تحقيق أحمد شاكر ، ومعلوم أن الخليفة الذي قتل مصطبرا بالحق هو عثمان، فالقرائن تدل على ذلك.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة ، فمر رجل ، فقال : يُقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما ، قال : فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان. فضائل الصحابة (1/551) اسناده حسن
هاجم المتمردون الدار وأصيب يومئذ أربعة من شبان قريش وقتل أربعة، ثم هجموا عليه فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يقرأ في المصحف فانتضح الدم على قوله تعالى
{ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
البقرة 137 .
وأحل القتلة داره وماله وما على النساء ، وبذلك حقق السبئيون مرادهم، وقتلوا أمير المؤمنين، وتوقف كثير من أتباعهم من الرعاع والغوغاء بعد قتل عثمان ليفكروا وما كانوا يظنون أن الأمر سينتهي بهم إلى قتله، فقد استغفلهم السبئيون واستغلوهم في الشغب على عثمان، أما أن يقتلوه فهذا ما استفظعوه .
> وكان تاريخ قتله رضي الله عنه في السنة الخامسة بعد الثلاثين من الهجرة 18/12/35هـ الموافق الجمعة وسنه عندما توفي اثنتان وثمانون (82 سنة) .
__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس