عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-06-2022, 08:47 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

وتحدث هما يفعله الناس حاليا عندما يرون رؤى فقال :
"والناس اليوم خرجوا عما أرشدوا إليه شرعا في كثير من أمور الرؤى:
فمنهم من فإذا رأى رؤيا أسرع في أن يسأل عنها كل من رأى سواء علم منه أنه يعلم التأويل أم لا يعلم، وهذا من الأمر الذي لا يسوغ؛ ذلك لأن تفسير الرؤى علم من العلوم والكذب فيه كذب على الملك؛ لأن الله جل وعلا جعل الملائكة تضرب الأمثال، فإذا فسر المفسر رؤيا وهي ليست برؤيا بل بحدس وتخمين منه فكأنه قال للذي رأى: هذا الذي رأيت رؤيا؛ يعني أن الملك ضرب له المثل لذلك، وقد يكون ذلك من تسويل الشيطان، وقد يكون ذلك من حديث النفس، والمتعجلون في هذا الأمر كثير.
لذلك على المؤمن أن لا يسأل عن كل ما رآه، وعليه إن سأل أن يتحرى الذين يعلمون الرؤى -عرفوا بذلك-، وليس كل من عرف بتأويل الرؤيا وأصاب في كثير منها يلزم منه أن يصيب دائما، فقد قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر لما سأله عن تعبير رؤيا فعبرها فقال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر «أصبت بعضا وأخطأت بعضا»، وأبو بكر رضي الله عنه كان من المعروفين بتأويل الرؤى، فلا يلزم من تعبير المعبر للرؤيا -إذا كان عنده علم بذلك- لا يلزم منه أن يصيب دائما، لكن الناس يتعجلون في هذا الأمر"
والرجل هنا يجعل نفسه وغيره من أهل العلم أعلم من أبو بكر الرجل صاحب النبى(ص) وهو يقر بأن الرسول(ص) قال له أنه يصيب ويخطىء في التأويل فإذا كان الرجل قريبا ممن يوحى فما بالنا بأهل العلم المزعومين الذين يعبرون عن الرؤى وهو بعاد تماما عن عصر الوحى ؟
المسألة هى أن التأويل هو ادعاء لعلم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله
فإذا كان إبراهيم(ص) كنبى لم يعرف تفسير ذبحه لابنه " أنى أذبحك" على أنه سوف يريد الذبح ولكنه لن يذبح فما بال المخرفون يدعون أنهم قادرون على التعبير والتفسير؟
وكما سبق القول أن الله يرينا لمحات لكل واحد في حياته تفسر بعض أحلامه السابقة في المستقبل عندما يرى تحقق الحلم
وعاد الرجل لتقسيمه الأحلام لثلاثة أنواع فقال :
" والذي ينبغي على المؤمن أن لا يحدث برؤياه؛ لأنه -كما ذكرنا- أعني ما يراه النائم في منامه على ثلاثة أقسام:
فمنها رؤيا حق وهذه على قسمين:
إما أن تكون مفرحة، فإذا كانت مفرحة فاحمد الله عليها، احمد الله عليها، وإن شئت أن تسأل فسل، ولا يلزم من تلك الرؤيا أن تسأل عنها، فإن عاقبتها إلى خير، فقد قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا على رجل طائر إذا عبرت وقعت»."
وهذا الحديث باطل لا يصح لأن معناه أن الحلم يحدث كما يقول المفسر وليس كما أراد الله والحقيقة :
أن كل الرؤى تقع في حياتنا سواء علمنا بوقوعها أم لا
وما رأى الشيخ فيمن رأى نفسه ميتا أو مقتولا عدة مرات ومع هذا عاش بعدها كثيرا ؟
وقال :
والقسم الثاني أن تكون الرؤيا الحق فيها ما يحزن المرء إما بدلالة في الرؤيا وإما بما يعبره المعبر، فهذا إذا سأل عنه ربما أحزنه، والذي ينبغي إذا رأى المرء ما يحزنه أن يستعيذ بالله من شرها، وأن يتفل عن يساره ثم يتحول إلى الجنب الآخر، قال عليه الصلاة والسلام مرشدا من فعل ذلك «فإنها لا تضره».
كذلك القسم الثاني ألا وهو حديث النفس، فإن النفس لها أحاديث، فهذا راء رأى في منامه أنه يشرب الماء الكثير جدا، يشرب البحر أو يشرب النهر، أو يشرب عينا غدقة كثيرة فأفزعه ذلك، وإذا مرد ذلك إما لشبع من طعام لم يشرب عليه ماء، وإما يكون مرد ذلك لعطشه إذ ذاك أو لتفسير من التفسيرات التي فسر بها، وليس كل ما يظنه الناس أنه رؤيا يكون في الحقيقة رؤيا؛ بل كثير من الناس يرى ولا تكون رؤياه حقا؛ بل تكون من أحاديث النفس أو تكون من تسويلات الشيطان."
الغريب في كلام الشيخ هو اقراره باختلاف أهل التعبير في تفسيراتهم فقال :
"والرؤى يعتبرها أهل العلم باعتبارات مختلفة، لهذا مما ينهى عنه أن يتعلق الناس الرجال وبالأخص النساء بالكتب التي تفسر الأحلام، فكثير من الناس يحصل عنده كتبا في تفسير الأحلام، فإذا رأى رؤيا إذا رأى في منامه شيئا أسرع من صبيحته إلى ذلك الكتاب."
وهذا الكلام يناقض حديث كون الرؤيا كرجل طائر إذا عبرت وقعت فماذا لو عبر عنها كل واحد بتفسير مخالف فهل تقع عدة مرات كل مرة على حسب تفسير كل مفسر كما يزعم الشيخ
وتحدث عن شروط التفسير فقال :
"والرؤيا تعبيرها له شروط وتحتاج إلى علم واسع، فأحيانا لا يكون تفسيره له تعلق بالرؤيا البتة، وإنما يكون في الرؤيا كلمة تدل المعبر على تفسيره إياها، كلمة واحدة ويكون معها قصص طويلة كيف لها شأن بالرؤيا وليس لتفسير الرؤيا بها تعلق، وإنما التعلق بتلك الكلمة وما قبلها وما بعدها من الأحداث ليس لها مصير.
كذلك من الناس من يرى أشياء مفزعة فيرى تفسيرها بالأمر القبيح، فينظر في نفسه فإذا هو أصبح محزونا فصار كيد الشيطان عليه متحققا إذ أحزنه.
والذي ينبغي أن لا يسعى في ذلك، وإذا أراد فليسأل أهل العلم الذين يعبرون الرؤى ولا يسل أهل الجهالة ولا يسل أهل التعجل، فإن كثيرا من الرؤى لا يعلم تأويلها إلا بشيء من التأمل والنظر، ومنها ما يظهر تأويله، ومنها ما يخفى تأويله والناس في هذا لهم مقامات."
والتفسير ليس في كل الأحوال مفرح أو سعيد على حسب الهلم فالحلم السعيد قد يأتى بالحزن والعكس فحلم الذبح رغم كونه حزين كان تفسيره السعادة وهو ذبح الفدية
وتحدث عن أمور تنتشر بين الناس كتفاسير فقال:
"مما شاع بين الناس -وهو غلط- أن الإنسان إذا رأى أن من أسنانه ما سقط، أن ذلك يؤول بفقد أحد أحبته -بموت ابنه أو ابنته أو من يعز عليه-، وهذا ليس بالصحيح إذ إن الأسنان لها في الرؤى أحوال كثيرة، والأسنان العلوية غير السفلية، والمتقدمة غير المتأخرة، والأضراس غير الأسنان، وهكذا في تفاصيل كثيرة.
المقصود أيها المؤمن: أن الرؤى من العلم الذي حازه من حازه، والأنبياء يعبرون الرؤى بتعليم الله جل وعلا لهم، فلا تكن متسرعا في ذلك بقصها ولا بأخذ الكلام فيها ولا بتعبير الرؤى إن سئلت؛ لأن ذلك من العلم "ولنعلمه من تأويل الأحاديث"[يوسف:21]، فالتعجل في ذلك من الكذب إن لم يكن صاحبه على علم بذلك."
وتحدث عن أن الاستعاذة تمنع ضرر الحلم فقال :
"هذا واعلموا أن المرء إذا استعاذ بالله من شرها فإنها لا تضره "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"[النساء:76]، وليس من شرط الرؤيا أن تتحقق فقد يرى رؤيا ولا تتحقق إذا سأل الله جل وعلا أن لا تكون، إذا كانت مما يحزنه أو مما يرى أن فيه ضراء."
وهو كلام غير صحيح فالاستعاذة لا تمنع ضررا ولا تجلب نفعا طالما قضى الله به
ثم حذر الناس من الخوض فقال :
"أيها المؤمنون: إن العلم واسع، والناس توسعوا وخاضوا غمرة جهل كثير؛ في أمورهم التي لها تعلق بدينهم ولها تعلق بكتاب ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، وعليكم بالعلم في أموركم كلها، عليكم بالعلم واليقظة، وأن تسألوا إذا جهلتم فإنما شفاء العي السؤال كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم."
وفى بقية الخطبة ذكر أدعية وكلاما عاما فقال :
"نسأل الله أن يبصرنا وإياكم للحق، وأن يلهمنا إياه، وأن يعلمنا من لدنه علما، وأن يجعلنا ممن استعملهم في طاعته، وأن يجنبنا القول بالكذب والقول عليه بلا علم؛ إنه ولي ذلك وهو نعم المولى ونعم النصير.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم "ألم نشرح لك صدرك(1)ووضعنا عنك وزرك(2)الذي أنقض ظهرك(3)ورفعنا لك ذكرك(4)فإن مع العسر يسرا(5)إن مع العسر يسرا(6)فإذا فرغت فانصب(7)وإلى ربك فارغب(8)"[الشرح].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
هذا واعلموا -رحمني الله وإياكم- أن الله جل جلاله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فثنى بملائكته فقال قولا كريما "إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"[الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه النور والجبين الأزهر.
وارض اللهم على الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، وعن سائر الصحب والآل، وعن جميع زوجات نبيك، يا أرحم الراحمين.
اللهم ارض عنهم أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ودلهم على الرشاد وباعد بينهم وبين أهل الزيغ والفساد، يا أكرم الأكرمين.


عباد الرحمن: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعضكم لعلكم تذكرون، أذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على النعم يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون."

والخلاصة عدم وجود معبرين للرؤى أى الأحلام في عصرنا ولا ما قبله وما بعده لأن التعبير يكون بوحى من الله وقد انتهى عصر الوحى وكل ما يجرى كما سبق القول:
أن الله يرى كل واحد تفسير بعض الأحلام بعد حدوثها بقليل أو كثير وهذا التفسير هو لمحات قد يعرفها الإنسان وقد لا يعرفها
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس