عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-12-2007, 03:09 PM   #2
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

> كيف تقوّم أحداث أيلول (سبتمبر) 2001؟

- أحداث أيلول (سبتمبر) 2001 هي من جهة تنظيم «القاعدة» خيانة للصديق وغدر بالعدو وكارثة على المسلمين، وهذه كلها من خصال النفاق وكبائر الذنوب التي يفسق فاعلها وكل من رضي بفعله عليه الإثم نفسه.

أما خيانة الصديق: فقد بايع بن لادن الملا محمد عمر زعيم طالبان كأمير للمؤمنين في إمارة أفغانستان الإسلامية وعاش في حمايته ورفض محمد عمر تسليم بن لادن لأي جهة، وأمر محمد عمر أكثر من مرة ألا يصطدموا بأميركا وأنه لا طاقة له بذلك، خصوصاً أن أفغانستان وشعبها هم الذين دفعوا ثمن تفجيرات بن لادن في نيروبي ودار السلام في 1998، ثم إن بن لادن وأتباعه كذبوا على أميرهم محمد عمر وخانوه ونكثوا بيعته ونفذوا أحداث 11/9/2001 من وراء ظهره بعدما ظلوا يخططون لها أكثر من سنتين على أرضه ( أفغانستان ) منذ أن طرح خالد شيخ الفكرة على بن لادن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من خلع يداً من طاعة لقي الله ولا حجة له ) رواه مسلم.

وأما الغدر بالعدو: فقد دخلوا أميركا بتأشيرة وهذه عقد أمان لا خلاف فيه بين العلماء حتى لو كانت مزورة كما ذكره محمد بن الحسن الشيباني المتوفي في 189 هـ في كتابه «السير الكبير» حيث ذكر أن من زور خط أهل الحرب فصدقوه ودخل بلادهم لا يحل له أن يخونهم في شيء لا في دمائهم ولا أعراضهم ولا أموالهم ولا فارق في ذلك بين المقاتل (العسكري) وغير المقاتل (المدني) من أهل الحرب مادام في بلادهم، وعلى هذا سائر أهل العلم، بل إن الشافعي قد ذكر في كتابه (الأم) ج 4 صـ 164 ـ 165، أن المسلم إذا دخل دار الحرب بأمان أهلها ثم أسر أهل الحرب بعض المسلمين لا يجوز لهذا المسلم أن يقاتلهم لاستنقاذ هؤلاء الأسرى أو السبي، هذا حاصل كلامه، ولابن قدامة قريب منه في (المغنى) ج 8 . أما أتباع بن لادن فدخلوا أميركا بعلمه وبأمره وغدروا بأهلها فقتلوا ودمروا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ينصب لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة بقدر غدرته» رواه مسلم، أي ترفع له راية عند دبره ليفتضح أمام الخلق يوم القيامة، ثم إنهم يسمون خيانتهم وغدرهم غزواً تشبيهاً لأفعالهم بغزوات النبي (صلى الله عليه وسلم) وفى هذا انتقاص واستهزاء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) إذ ينسبون إليه غدرهم وخيانتهم، والنقص من قدر النبي (صلى الله عليه وسلم) حكمه معروف للمسلمين كما ذكره القاضي عياض في «الشفا» وابن تيمية في «الصارم المسلول».


فتنة في كل بيت


> الى أي مدى أثرت تلك الأحداث في أوضاع المسلمين في العالم؟

- كانت الكارثة على المسلمين: فقد أشعلوا فتنة دخلت كل بيت، وتسببوا في سجن آلاف المسلمين في سجون الدول المختلفة، وتسببوا في سقوط عشرات آلاف من القتلى المسلمين من العرب والأفغان والباكستانيين وغيرهم، ودُمرت إمارة طالبان الإسلامية ودمرت «القاعدة» وتسببوا مباشرة في الاحتلال الأميركي لأفغانستان وغير ذلك من الخسائر الفادحة التي لا يتسع المجال لذكرها هنا وكلها في رقابهم.


> كيف ترى الطريقة التي أدار بها بن لادن والظواهري المعركة مع الاميركيين؟

- هرب بن لادن والظواهري وغيرهما مع بداية القصف الأميركي حتى انهم تركوا نساءهم وعيالهم يقتلون مع غيرهم من الأبرياء وأنا أرى أن تعقد محكمة شرعية من العلماء الثقاة - ولو غيابياً - لمحاسبة هؤلاء على هذه الجرائم حتى لا يجرؤ جاهل بدينه على تكرار هذا العبث.

كانت طالبان تعاقب المرأة التي تخرج من بيتها كاشفة وجهها فكيف لا يحاسبون قادة «القاعدة» الذين تسببوا في تدمير دولتهم وسفك دمائهم وخراب بيوتهم ويتّم أطفالهم وأيم نساءهم، وكل هذا بالمعصية لأميرهم ؟ أين سيذهبون من هذه الذنوب؟، قال تعالى «ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً» (الكهف 49) وكل هذا من غير طائل فلا هم هزموا أميركا ولا أبقوا على إمارة طالبان ولا على إخوانهم.


> لكن بعض الاسلاميين لا يزالون يشيدون بما جرى على رغم التبعات؟

- إنما أُعجب بأعمال «القاعدة» كثير من الجهال لقلة علمهم بالشريعة وبمناطات الأعمال وحقيقة توصيفها الشرعي، والشعوب تحكمها العواطف وتفكر بآذانها لا بعقولها أي أنها تعجب بما تسمعه من دون أن تتدبر حقيقته بعقولها، وإنما حمل الناس على ذلك كراهيتهم لأميركا فإنهم لم يروا منها خيراً والقاعدة تلعب على هذا الوتر كما لعب عليه صدام حسين وأحمدي نجاد وغيرهما، فأميركا تدعم إسرائيل دائماً، وحتى المساعدات الأميركية لا يشعر عامة الناس بها لأنها إما أسلحة قديمة تتخلص منها لتشغيل مصانعها وأو قمح قديم مخزون تريد أن تتخلص منه وأو حبوب منع الحمل، هذه هي المساعدات الأميركية أي أن أميركا تساعد نفسها، فالناس يكرهون أميركا والحركات الإسلامية تشعر بالقهر والعجز، فكل من يتنطح لأميركا يصفقون له سواء كان بن لادن أو نجاد أو صدام، وأصبح أقصر طريق للشهرة والزعامة عند العرب والمسلمين هو مناطحة أميركا، لكن ما فائدة أن تهدم لعدوك عمارة فيهدم لك دولة، وما فائدة أن تقتل له رجلاً فيقتل لك ألف رجل، (ما هكذا يا سعد تورد الإبل) كما تقول العرب في أمثالها هذا باختصار تقويمي لأحداث 11/9/2001.


> هل كانت «وثيقة ترشيد العمل الجهادي» كفيلة بتصحيح المفاهيم لدى المنتسبين الى الجماعات الجهادية؟

- أنا تكلمت في أخطاء «القاعدة» كمسائل فقهية كتحريم الغدر لمن دخل دار الحرب بأمانهم، وتكلمت عن عدم جواز قتل السياح في بلادنا، وتكلمت في وجوب إستئذان الأمير في الجهاد، وتكلمت عن خطر رئاسة الجهال وأنها طريق الضلال، أما قادة «القاعدة» فلم أذكرهم بالاسم، لأن الوثيقة مطروحة لمنسوبي الجهاد بمصر وكثير منهم لم يخرجوا من مصر ولم يعرفوا بن لادن أو الظواهري أو غيرهما كما عرفتهم، وقد لا يكون لديهم من العلم ما يمكنهم من تقويم أفعال هؤلاء والتفطن لأخطائهم الفاحشة، خصوصاً وأن هناك من الجهال من يصور قادة «القاعدة» أبطالاً وهم في الحقيقة كذبة خونة غدرة مفسدون في الأرض، فلم أشأ أن أفرض ما أعرفه على الآخرين في الوثيقة وأكتفيت فيها بذكر الأخطاء كمسائل فقهية بأدلتها الشرعية.


.. يتبع ..
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس