عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-04-2024, 07:52 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,003
إفتراضي

فالغرض من العقوبة فى الشرع هو ردع الآخرين عن وحتى المجرمين عن ارتكاب تلك الجرائم مستقبلا عن طريق توبتهم كما قال تعالى :
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم
"فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين"
وطرح العطار سؤالا عن واقعية أقوال أفراد تلك الحركة فقال:
"لكن هل هذا واقعي؟ ..
وأعلن العطار عدم درايته بما سيحدق لأنه لا يوجد أى مجتمع قام على ذلك الأساس لكى نعرف فقال:
"لا أدري، في الحقيقة لا يوجد لحد اليوم مجتمع فوضوي حقيقي على أرض الواقع، يقال - حسب بعض المصادر التي قرأتها - أن بعض البلدات الفرنسية - وفرنسا معقل الفوضوية - كانت ومازالت تطبق هذه العقوبات المجتمعية على المجرمين ولا يتم أبدا تسليمهم للسلطات."
وتحدث عن تصنيف الحركة سياسيا حيث اعتبرت حركة يسارية نظرا لأنها تجعل الملكية للثروات ملكية شائعة للكل فقال :
"مظاهرة للفوضويين
الفوضوية تصنف كحركة يسارية، هي أقرب ما تكون للماركسية والليبرالية، لكنها مختلفة عنهما في رفض كل أشكال السلطات وكذلك في تصورها عن حجم الملكية الفردية. ولهذا السبب سرعان ما دب الخلاف بين الماركسيين والفوضويين بعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا، ليصبح الفوضويون مطاردون لاحقا من قبل البلاشفة."
وتحدث عن تاريخ الحركة فى كتب التاريخ مبينا أنها لها جذور فى كتابات بعض فلاسفة الاغريق فقال:
"طبعا أنا لا أريد الخوض في سرد ممل حول تاريخ الفوضوية وفلاسفتها ومنظريها، من يريد الاستزادة عليه بالمصادر، لكن أقول بأن هناك من يرى أن جذور الفوضوية ضاربة في القدم وأن لها وجود في كتابات بعض الفلاسفة الإغريق، مع أن الواقع يقول بأن الفوضوية كحركة وتيار لم تظهر بشكل منظم للوجود إلا في منتصف القرن التاسع عشر، مع وجود ارهاصات اثناء الثورة الفرنسية اواخر القرن الثامن عشر."
وتحدث عن أن مظاهرات الحركة الأخيرة فى فرنسا تتخذ شكل العنف وقد اتخذته من قبل فى حركة اغتيال للملوك والرؤساء فقال:
"مظاهرات الفوضويين تتخذ احيانا طابعا عنيفا ضد السلطات .. وقد شاركوا بقوة في مظاهرات باريس الأخيرة
جدير بالذكر، أن الفوضوية، مثلها مثل كل الحركات المجتمعة والسياسية، لا تقتصر على تيار واحد، بل تتفرع إلى عدة تيارات ولكل منها تصوراته ونظرياته، ورغم أن الفوضوية عموما تدعو إلى السلم والسلام وتحكيم العقل، لكن هناك تيارات فوضوية مارست عنفا ضد ما تعتبره استبدادا سلطويا، وأبرز صور هذا العنف يتجسد في تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات على هرم السلطة، لعل أشهرها هي اغتيال ملك ايطاليا اومبيريتو الاول عام 1900، واغتيال ملك اليونان جورج الاول 1913، واغتيال رئيس الولايات المتحدة ويليام ماكينلي عام 1901."
الحركة إذا هى نتاج المظالم التى تمارسها السلطات الحاكمة فى كل مكان ولا تجد هى الأخرى من يردعها عن تلك المظالم فحتى معظم إن لم يكن كل حركات ومنظمات حقوق الإنسان الحالية هى إنتاج من السلطات القائمة سواء كانت تابعة لدولة أو تابعة لمنظمات دولية
ونرى ذلك فى أن تلك الحركات تستخدمها الدول الكبرى كستار لتبرير قيامها بحروب ضد سطات بلد ما لا تستجيب لما تريد تلك الحكومات الكبرى ويتجلى ذلك مثلا فى أن محكمة العدل الدولية تقوم بتجريم رؤساء وملوك بعض الدول وتصدر بحقهم أحكام تجعلهم مطلوب القبض عليهم دوليا فى حين أن رؤساء وملوك الدول الكبرى نفسها مجرمون حسب القانون الدولى ولكن لأنها تفرض سلطتها على ما يسمى محكمة العدل الدولية فلا يمكن اصدار حكم بتجريم أولئك الرؤساء الحكام
نجد محاكمات نورمبرج فى محاكمة الحكام الألمان فى فترة هتلر احدى مظاهر ذلك الظلم العالمى فهم حوكموا لأنهم اتهموا بإبادة الناس وهو نفس ما فعلته الحكومات المنتصرة فى الشعب الألمانى حيث تم تسوية المدن بالأرض وتم قتل الملايين من الألمان فى الحرب وهم ليسوا فى الجيش
نجد نفس الأمر حاليا ومن قرن مضى فى منع محاكمة قادة إسرائيل على جرائمهم التى تتكرر سنويا فى فلسطين من قتل وتخريب وتدمير ومحو للبلدات
وتستعمل تلك المنظمات كرأس حربة ضد الأنظمة فى بلاد معينة تتهم فى العادة بإلحاق الأذى بمعارضيها فى حين لا تقول تلك المنظمات أى شىء ضد السلطات فى بلدها والتى تفعل نفس الفعل
مثلا فى أثناء الحرب الباردة كانت التهمة ضد الأنظمة الحاكمة الشيوعية قتل وسجن المعارضة وحظر قيام الأحزاب والقضاء على الملكية الخاصة ومع هذا لم يتهم أحد الولايات المتحدة بأنها حظرت الحزب الشيوعى وقامت بإلقاء القبض على كل من يشتم أنه شيوعى من سكان الولايات المتحدة ولم يتهم أحد الرأسماليين الكبار بأنهم يظلمون الشعب من خلال احتكارهم للأموال ومنع المساعدات عن الناس
والحركة كما سبق القول هى :
نتاج تلك المظالم وهى :
الكيل بمكيالين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس