عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-11-2008, 01:39 AM   #4
الشــــامخه
مشرفة قديرة سابقة
 
الصورة الرمزية لـ الشــــامخه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 3,760
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة إيناس مشاهدة مشاركة

قال الله تعالى: " أَلَمْ تَرَ كيف ضَرَبَ الله مثلاً كلمةً طيِّبةً كشجرةٍ طيِّبةٍ
أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السَّماء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها
ويَضْرِبُ الله الأَمْثال للنَّاس لعلَّهُم يتذكَّرون (25) ومَثَلُ كلمةٍ خبيثةٍ
كشجرةٍ خَبيثةٍ اجْتُثَّتْ من فوق الأرضِ ما لها من قرارٍ (26) يُثَبِّتُ الله
الَّذين آمنوا بالقولِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ ويُضِلُّ الله
الظَّالمينَ ويفعلُ الله ما يشاء(27) " - سورة إبراهيم.


الكلمة الطيِّبة نفحة روحانية تصل ما بين القلوب وتربطها برباط المحبَّة والودِّ والتآلف. أما الكلمة الخبيثة فهي معول للهدم والتمزيق والتفريق .. يعمل تخريباً في أوصال المجتمع فيهدُّ كيانه.

الكلمة الطيِّبة تُزهر في النفس لتتفتَّح بأجمل أزهار الخير والحبِّ الَّتي يعبق شذاها فوَّاحاً في كلِّ زمان ومكان.
والكلمة الخبيثة نتنة الرائحة تصدر عن بؤر نفسية عفنة.

الكلمة الطـيِّبة أشبه ما تكون بفاكهة لذيذة المذاق .. كثيرة الفائدة ..
إنها تُسعد قائلها وسامعها .. فهي تخرج من القلب المزكَّى ويطلقها اللسان المنقَّى لتستقر في القلب ..
وتُسعد الناس بما تخلقه من جوٍّ يفيض بالأُلفة والمودَّة .. وتُنْعِشُهم بأريجها الفوَّاح.
إن الكلمة الطيِّبة ترجمة صادقة للشعور الطـيِّب والإحساس النبيل .. تحمل بين حروفها دفء الحبِّ ولذَّة العطاء وسعادة التواصل الرفيع بين إنسان وإنسان ..فهي رَوْح ورَيحان .
كمثل شجرة مباركة جذورها ضاربة في عُمق الأرض .. تمتصُّ منها غذاءها وأملاحها وتحوِّلها إلى نُسغ يصعد إلى ساقها فأغصانها فأوراقها .. فتسري فيها دفقة الحياة .. وإذا بها تتطاول صاعدة في السماء .. ثمَّ تزهر وتثمر في موعدها المحدَّد بإذن خالقها .. فتتجمَّع حولها القلوب المتلهِّفة والنفوس المتعطِّشة لجني ثمرها .. والتنعُّم بخيرها المتجدِّد كلَّ عام.

ولئن كانت جذور الشجرة الطيِّبة تتفرَّع في جوف الأرض .. فإن الكلمة الطيِّبة تتفرَّع في شغاف القلب .. وتلامس سويداءه لتخلِّف مكانها أمناً وسلاماً .. بينما تصعد فروعها إلى سماء النفس فتجلوها .. وإلى مرآة الوجدان فتصقلها .. وتنشر على من حولها ظلال الإيمان الندية، فهي لبنة أساسية في صرح السعادة الإنسانية.

ولما كانت الأشياء تتميَّز بأضدادها ذكر الله لنا الكلمة الخبيثة بمقابل الكلمة الطيِّبة .. فلولا الظلمة لما عُرف فضل النور .. ولولا القُبح لما ظهرت روعة الجمال .. لأنَّ تعوُّد الإنسان على رؤية الجمال وحده .. يجعله باهتاً في نظره .. ويفقده قيمته مهما كان جليلاً.


وهكذا فإن من طهـرت ألسنتهم فلم تنطق إلا بكلمة الإيمان والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يثبِّتهم الله تعالى ويؤيِّدهم في الدنيا .. فلا تزعزعهم رياح الشرِّ .. ولا تقضي عليهم المصائب.. ويؤيِّدهم ويثبِّتهم في الآخرة .. منذ وصولهم إلى أوَّل منزل من منازلها وهو القبر .. وإلى أن يجتازوا الصراط إلى قصورهم في الجنَّة . فلا يحزنون حين يحزن الناس .. ولا ينالهم فزع حين يفزعون .. بل يُلَقَّون الأمن والأمان والطمأنينة والتحيَّة والسَّلام.
وعن البرَّاء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً رسول الله فذلك قوله: يثبِّت الله الَّذين آمنوا بالقول الثَّابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ».
وأمَّا الَّذين تعوَّدوا الفُحش في القول والسوء في العمل.. فإنهم يضلُّون في الدنيا والآخرة .. لأنهم اختاروا لأنفسهم طريق الفجور .. والله يجزي كلَّ فريق بما يستحقُّ .. بعد أن اختار هذا الفريق طريقه ونهايته بإرادته دون إجبار ولا إكراه


لافض فوكِ يالغلا ولا شلت يمناكِ ..
بارك الله بكِ وحفظ قلمك الرائع الداعي للخير..
محبتي لكِ..



__________________

ان تجـد خيـراً فخـذه....وأطـرح ما لـيس حسـناً
ان بعض القـول فــن....فـأجعلِ الاصغـــاءَ فنـا



اســـتودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه


الشــــامخه غير متصل   الرد مع إقتباس