عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-08-2010, 03:33 PM   #81
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الوصل والفصل

من الكلمات ما لا يصح الابتداء به، كالضمائر المتصلة ومنها ما لا يصح الوقف عليه، كالحروف الموضوعة على حرفٍ واحدٍ ومنها ما يصح الابتداء به والوقف عليه، وهو كل الكلمات، إلا قليلاً منها.

فما صح الابتداء به والوقف عليه، وجب فصله عن غيره في الكتابة، لأنه يستقل بنفسه في النطق، كالأسماء الظاهرة، والضمائر المنفصلة، والحروف الموضوعة على حرفين فأكثر.

وما لا يصح الابتداء به، وجب وصله بما قبله، كالضمائر المتصلة، ونوني التوكيد، وعلامة التأنيث، وعلامة التثنية، وعلامة الجمع السالم.

وما لا يصح الوقف عليه، وجب وصله بما قبله، كالضمائر، ونوني التوكيد، وعلامة التأنيث، وعلامة التثنية، وعلامة الجمع السالم.

وما لا يصح الوقف عليه، وجب وصله بما بعده، كحروف المعاني الموضوعة على حرف واحد، والمركب المزجي، وما رُكب مع المائة من الآحاد، مثل: أربعمائة، والظروف المضافة الى (إذ) المنونة، مثل: يومئذٍ وحينئذٍ. فإن لم تنون، بأن تُذكر الجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين، وجب الفصل مثل: (رأيتك حين إذ كُنتَ تخطبُ).

وكلا النوعين (أي ما يصح الابتداءُ به، وما لا يصح الوقف عليه) يجب وصله، كما رأيت، لأنه لا يستقل بنفسه في النطق. والكتابة تكون بتقدير الابتداء بالكلمة والوقف عليها، كما علمت في أول فصل الخط.

وقد وصلوا، في بعض المواضع، ما حق أن يكتب منفصلاً، كأنهم اعتبروا الكلمتين كلمة واحدة. وإليك تلك المواضع:

1ـ وصلوا (ما) الاسمية بكلمة (سيِّ)، مثل: (أحبُّ أصدقائي، ولا سيما زهير)، وبكلمة (نِعْمَ) إذا كُسِرَت عَينها، مثل: (نِعِما يَعِظكم به)، فإن سكنت عينها، وجب الفصل، مثل: (نِعْمَ ماَ تفعل).

2ـ ووصلوا (ما) الحرفية الزائدة أيَّا كان نوعها، بما قبلها، مثل: (طالما نصحتُ لك، إنما إلهكم إله واحدٌ، أتيتُ لكنما أسامةُ لم يأتِ، عما قليل ليصبحن نادمين، مما خطيئاتهم أُغرقوا، أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي، أينما تجلس أجلس، إما تجتهد تنجح (إما: أصلها إن ما)، إنه لحقٌ مثلما أنكم تنطقون، اجتهد كيما تنجح.

3ـ وصلوا (ما) المصدرية بكلمة (مثل)، مثل: (اعتصم بالحق مثلما اعتصم به سلفك الصالح)، وبكلمة (ريث)، مثل: (انتظرني ريثما آتيك)، وبكلمة (حين) مثل: (جئت حينما طلعت الشمس)، وبكلمة (كل) مثل: (كلما أضاء لهم مشوا فيه. كلما زرتني أكرمتك). و (ما) بعد (كل) مصدرية ظرفية.

4ـ وصلوا (مَنْ) استفهاميةً كانت، أو موصوفية، أو شرطية، ب (مِنْ) و (عَنْ) الجارتين، فالاستفهامية مثل: (مِمَن أنت تشكو؟ وأصلها من من أنت تشكو؟). والموصولية مثل: (خُذِ العلم عمَّن تثق به). والموصوفية مثل: (عجبت ممن محب لك يؤذيك)، أي من رجل محب لك. والشرطية مثل: (ممن تبتعد أبتعد، وعمن ترضَ أرضَ).

5ـ وصلوا (لا) بكلمة (أن) الناصبة للمضارع، مثل: (لئلا يعلم أهل الكتاب: أصلها لأن لا)، و (يجب ألاَّ تدع لليأس سبيلاً الى نفسك).

فإن لم تكن (أن) ناصبة للمضارع، وجب الفصل، كأن تكون مخففة من (أن) المشددة، مثل (أشهد أن لا إله إلا الله) أي أنه، أن تكون تفسيرية مثل: (قل له: أن لا تخف).

6ـ وصلوا (لا) بكلمة (إن) الشرطية الجازمة، مثل: (إلا تفعلوه تكن فتنة)، (إلا تنصروه فقد نصره الله).

7ـ منهم من يصل (لا) بكلمة (كي)، مثل: لكيلا يكون عليك حرجٌ. ومنهم من يوجب الفصل. والأمران جائزان. وقد جاء الوصل والفصل في القرآن الكريم، وقد وصلت في المصحف في أربعة مواضع منها: (لكيلا يكون عليك حرج)، ومن الفصل قوله تعالى: { لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ} وقوله: { كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم}.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس