عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-12-2004, 09:33 PM   #14
المتيم المجهول
مجرد عضــو ،،،
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: الشرقية ،،، غيـــــــــر
المشاركات: 5,429
إرسال رسالة عبر MSN إلى المتيم المجهول
إفتراضي

الشَّيبُ نذيرُ الفناءِ


قال الإمام الشافعي رضي اللّه عنه:

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
1 - خَبَتْ نَارُ نَفْسِي بِاشْتِعَالِ مَفَارِقي=وَأَظْلَمَ لَيْلي إِذْ أَضَاءَ شِهَابُهَا
2 - أَيَا بُومَةٌ قَدْ عَشَّشَتْ فَوْقَ هَامَتِي=عَلَى الرَّغْمِ مِنِّي حِينَ طَارَ غُرَابُهَا
3 - رأَيتِ خَرَابَ العُمْرِ مِنِّي فَزُرْتني=وَمَأْوَاكِ مِنْ كُلِّ الدِّيَارِ خَرَابُهَا
4 - أَأَنْعَمُ عَيْشاً بَعْدَ مَا حَلَّ عَارِضي=طَلاَئِعُ شَيْبٍ لَيْسَ يُغْنِي خِضَابُهَا
5 - وَعِزَّةُ عُمْرِ المَرْءِ قَبْلَ مَشِيبِهِ=وَقَدْ فَنِيَتْ نَفْسٌ تَوَلَّى شَبَابُهَا
6 - إِذَا اصْفَرَّ لَوْنُ المَرْءِ وابْيَضَّ شَعْرُهُ=تَنَغَّصَ مِنْ أَيَّامِهِ مُسْتَطَابُهَا
7 - فَدَعْ عَنْكَ سَوْءَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا=حَرَامٌ عَلَى نَفْسِ التَّقِيِّ ارْتِكَابُهَا
8 - وَأَدِّ زَكَاةَ الجَاهِ وَاعْلَمْ بِأَنَّهَا=كَمِثْلِ زَكَاةِ المَالِ تَمَّ نِصَابُهَا
9 - وَأَحْسِنْ إِلَى الأَحْرَارِ تَمْلِكْ رِقَابَهُمْ=فَخَيْرُ تِجَارَاتِ الكِرَامِ اكْتِسَابُهَا
10 - وَلاَ تَمْشِيَنْ فِي مَنْكِبِ الأَرْضِ فَاخِراً=فَعَمَّا قَلِيل يَحْتَويكَ تُرَابُهَا
11 - وَمَنْ يَذُقِ الدُّنْيَا فَإِنِّي طَعِمْتُهَا=وَسِيقَ إِلَيْنَا عَذْبُهَا وَعَذَابُهَا
12 - فَلَمْ أَرَها إِلا غُرُوراً وَبَاطِلاً=كَمَا لاَحَ فِي ظَهْرِ الفَلاَةِ سَرَابُهَا
13 - وَمَا هِيَ إِلاَّ جِيفَةٌ مُسْتَحِيْلَةٌ=عَلَيْهَا كِلاَبٌ هَمُّهُنَّ اجْتِذَابُهَا
14 - فَإِنْ تَجْتَنِبْهَا كُنْتَ سِلْمَاً لأهْلِها=وَإِنْ تَجْتَذِبْهَا نَازَعَتْكَ كِلاَبُهَا
15 - فَطُوبَى لِنَفْسٍ أَوْلَعَتْ قَعْرَ دَارِهَا=مُغَلَّقَةَ الأَبْوابِ مُرْخَى حِجَابُهَا[/poem]

--------------------

1 - خبت نار: انطفأت. المفارق: المفرد: المفرق. والمفرق من الرأس: موضع انفراق الشَّعر. شهابها: الشهاب: شعلة نار ساطعة.
2 - البومة: طائر ليلي من الجوارح، يسكن الخراب، ويضرب به المثل في الشؤم، وقبح الصورة والصوت، ويستوي فيه المذكر والمؤنث، الجمع: بُومٌ، وجمع: أبوام، كتب رجل على قصر المأمون هذين البيتين:
يا قصرُ جمّعَ فيكَ الشُّومُ واللَّومُ * مَتَى يُعَشِّشُ فِي أَرْكَانِكَ البُومُ

يَوْمَ يُعَشِّشُ فيكَ البُومُ مِنْ فَرَحي * أَكونُ أَوَّلُ مَنْ ينعيكَ مرغومُ

الهامة: الرأس. على الرغم: على كره منه. غرابها: الغراب: جنس طير من الجواثم، يطلق على كثير منها: الأسود، والعرب يتشاءمون به إذا نعق قبل الرحيل، ويسمونه: غراب البين، ويُضرب به المثل في السّواد، والبكور، والحذر، والبُعد، ويقال: بكّر بُكور الغراب، وفلان أحذر من الغراب، الجمع: غربان، وأغربة. ويقال له (أبو حاتم، وأبو مجادف، وأبو الجراح، وأبو حذر، وأبو زيدان، وأبو زاجر، وأبو الشؤم، وأبو غياث، وأبو القعقاع، وأبو المرقال) قال الشاعر:
إِنَّ الغُرَابَ وَكَانَ يَمْشِيِ مشْيَةً * فِيما مَضَى مِنْ سَالِفِ الأَجيالِ
حَسَدَ القَطاةَ وَرَامَ يَمْشِيِ مشُيَهَا * فأَصَابَهُ ضَرْبٌ مِنَ المقالِ
فَأَضلَّ مشْيَتَهُ وَأَخْطَأَ مَشْيَهَا * فَلِذَاكَ سَمُّوهُ أَبَا المِرْقَالِ

3 - هذا البيت إشارة إلى الشيب الذي يعم الرأس عند الكبر خاصة، وهو يتمثل بالغراب الذي يسكن الخراب.
4 - أنعم: نعم الرجال نَعْمَةً ونِعْمَةٌ: اتّسع عيشه ولان ورفه, فهو ناعم. العارض: صفحة الخد، وهما عارضان.
الشيب: بياض الشعر أو الشعر الأبيض نفسه. الخضاب: ما يخضب به من حناء ونحوه.
5 - عزة عمر المرء قبل مشيبه: قوته في شبابه.
6 - تنغّصّ: تكدر، والنغص: كدر العيش. مستطابها: ما يجده طيباً.
7 - سوءات الأمور: قبيحها وساقطها. حرام: ضد الحلال، وهو الممنوع فعله. التقي: الورع. ارتكابها: فعلها، ورد هذا البيت في جواهر الأدب: 717 غير منسوب.
8 - أد: أعط. الزكاة: النماء. وعند الفقهاء: إنفاق جزء معلوم من المال إذا بلغ نصاباً في مصارف معينة نص عليها الشارع [معجم لغة الفقهاء: 233]. الجاه: العز. نصابها: النصاب: مقدار الزكاة التي تجب فيه الزكاة إذا بلغه.
9 - الأحرار: المفرد: الحر؛ أي: غير المملوك. رقابهم: المفرد: الرقبة؛ أي: العنق.
10 - منكب الأرض: الطريق، الجمع: مناكب. فاخر: متكبر. وفي هذا المعنى يقول اللّه جلَّ جلاله في سورة لقمان الآية 18: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحَاً إنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُوْرٍ}. يحتويك ترابها: يضمك الترابُ عند وضعك في القبر.
11 - يذق: ذاق الشيء ذوقاً وذواقاً ومذاقاً ومذاقة: أدرك طعمه. طعمتها: ذقتها. العذب: الطيب المستساغ من التراب وغيره. العذاب: العتاب المؤلم، وكلُّ ما شقَّ على النفس. وهذا البيت والأبيات رقم: 11 و 12 و 13، وردوا في جواهر الأدب: 717.
12 - الغرور: ما اغتر به من متاع الدنيا. الباطل: نقيض الحق، وما فسد أو سقط حكمه، الجمع: بواطل، وأباطيل.
الفلاة: القفر من الأرض، والصحراء الواسعة، والمفازة لا ماء فيها. الجمع: فلوات، وفلاً. سرابها: ما يرى في نصف النهار من اشتداد الحر كالماء يلصق بالأرض، ويُضرب به المثل في الكذب والخداع، فيقال: هو أخدع من السراب.
13 - الجيفة: جثة الميت إذا أنتنت، الجمع: جيف، وجمع الجمع: أجياف. اجتذابها: سحبها والحصول عليها.
وهذا البيت والبيت رقم: 14 وردا في شذرات الذهب: 2/90.
14 - تجتنبها: تبتعد عنه وتزهد بها. تجتذبها: تسحبها وتحصل عليها. نازعتك: خاصمتك.
15 - طوبى: حسن، وخير، وكل مستطاب في الجنة من بقاء بلا فناء، وعزِّ بلا زوال، وغنى بلا فقر، يقال: طوبى لك. أولعت قعر دارها: حُبِّب إِليها المكوث بعيداً عن الناس. مرخي: الرخي من العيش: الواسع الناعم، يقال هو مرخيُّ البال؛ أي: ناعم العيش، واسع الحال. والرَّخاء: سعة العيش وحُسن البال. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "تَعَرَّفْ إِلَى اللّه فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفُكَ فِي الشِّدَّةِ". - أخرجه الهندي في كنز العمال: 3221، والسيوطي في الدر المنثور: 1/66، والبغوي في شرح السنة: 4/123، وابن كثير في تفسيره: 7/34 و 91، والقرطبي في تفسيره: 6/398، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 14/125، والعجلوني في كشف الخفاء: 1/366.
حجابها: سترها.
[مصدر هذه الأبيات من: مختصر تذكرة القرطبي: 16، والفتوحات الوهبية: 251، وشذرات الذهب 2/90، وقال ابن المستوفي في تاريخ إربل: 1/283 في ترجمة (أبي العباس بن أحمد بن عبد العزيز بن الحسن): فأنشدني والأبيات منسوبة إلى الإمام الشافعي رحمه اللّه، فنبهته على ذلك، ونَّبهه من حضر غيري، وكررنا عليه ذلك فأصر أن الشعر له، وأنه عمله منذ اثني عشر سنة هكذا. هـ. وانظر: شعر الفقهاء: 265، وجواهر الأدب: 717].

[line]
__________________

ذكراكم تزين القلب ،، فاذكرونا بكل الخير كما نذكركم
المتيم المجهول غير متصل   الرد مع إقتباس