الموضوع: يُتم المشاعر ...
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-08-2009, 06:59 PM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

على بركة الله ..

أيام قاسية
خطت ملامحها بحبر أقدار شغلت فيها الإرادة الآدمية
الدرجة الثالثة من مقاعد محطات حياتي
.


ميّز هذا المقطع بدرجة كبيرة استخدام التعبيرات الدارجة في الحياة وصبغها بالصبغة الأدبية لتؤدي دورًا وظفيًا في العمل ، هذا بخلاف الخطأ الديني في حبر الأقدار لأن الله هو الذي يسيّرها .
كلمة الدرجة الثالثة كانت متماشية للغاية مع محطات الحياة وكان بها ابتكار لغوي يجعل المعنى أكثر عمقًا لدى المتلقي كما أنه يغمز من بعيد التمايز الاجتماعي في بعض الدول التي ما زلت تصر على الحفاظ على هذا التقسيم .


تلقيت دروسا من كائنات بشرية غير محددة أو بارزة الأدوار
لأطلق عليها إسم معلمين

وعبرٌ ومواعظ من أفواه صامتة
إستعاضت عن لغة اللسان بلغة الجسد
لتفوق أفواه الحكماء تعبيرا وتجسيدا.


لفظة كائنات بشرية كانت جيدة للغاية بسبب المفارقة في الاستخدام أي أن كلمة الكائنات تجعلنا بإزاء مخلوقات أخرى وتصوير هذه الفئة من البشر بأنها كائنات أعطى دلالة قوية عبرت عن الفجوة بين الإنسانية وبين هذه الفئة ، وميّز النص بدرجة كبيرة جملة (اسم معلمين) لتدل على التجاهل والاستخفاف .
لكن تعبير لغة اللسان كان غير موفق لاسيما وأن اللسان جزء من الجسد والذي كان متوقعًا أن تأتي لغة العيون أو القلب ...إلخ
وكان من الأولى استخدام لغة اليدين والرجلين أو الأطراف لتتماشى مع النعت غير المباشر بالحيوانية.






إلتفت أبحث عن كلمة "اليتيم"
والتي طالما أُطلقت على من فقد والده أو عائلة لا غير
فتعرفت فيما بعد إلى معنى ماكنت أبحث عنه

لإكتشافي أني أعيش في قوة حضوره وعمق أثره

الذي ميز هذا الجزء الجميل هو الاستدراج والمفاجأة في عبارة قوة حضوره وعمق أثره .
وإلى ذلك كانت التعبيرات مصوغة بأسلوب متماسك يجمع الأصالة بالمعاصرة. وهنا ملمح رومانسي جيد متمثل في جزئية هامة وهي أنك لا تقولين صراحة أنهم حيوانات ولاأنك مصابة بيتم المشاعر وهذه طبائع الرومانسيين أنهم يستخدمون ألفاظًا غير مباشرة للتعبير عن مآسيهم .



رأيته المعنى المناسب في اللحظة الوحيدة التي عجزت فيها
مشاعري من الحصول على حق اللجوء العاطفي الحقيقي
لدى أحد من حولي ...
وأيقنت أنه لا يمكن لمشاعر عانت
من وحدة الغربة أو غربة الوحدة
فكلاهما سيان
سوى أن تنسب ذاتها ليتم المشاعر


تنساب الكلمات بسهولة ورقة وتسلسل أحداثها كان جيدًا مشعرًا بأن الكتابة أتت في لحظة استجمعت فيها قوى العقل بشكل جيد .. اللجوء العاطفي في مقابل اللجوء السياسي كان تعبيرًا معبرًا عن اتساع عوالم النفس وهذا أضاف للتشكيل اللغوي والاستخدام اللغوي نقطة بيضاء جديدة .
كذلك غربة الوحدة ووحدة الغربة عبرتا بشكل متميز عن الحزن الدائري الذي يفضي فيه كل واحد إلى الآخر .

فما أشد فراغ الكون حين إجتمعت كل الوجوه
لكنها خالية من كل الملامح التي عرفتها وثقت إليها
وإحتفظت بها ذاكرتي كحلم مستحيل
وأنا أتسلى بأحلى هواياتي المفضلة
إسمها الإنتظار



ما شاء الله .. سأترك لك الخيمة الثقافية لتكملي فيها ما بدأته .

لاحظي كلمة كل الوجوه وكل الملامح أتت كلمة كل للتعبير عن نفي الاحتمال أو التوكيد .
أحلى هواياتي المفضلة الانتظار كان تعبيرًا جيدًا متقنًا فيه توصيف وتحديد لأشياء لا تحدد وهذا الاستخدام يجعل منها مادة عميقة الأثر في التعبير عن الخواء .



آه ما أقسى إفلاس قلبي من المشاعر والأحاسيس
متشردا يتسكع في طرقات الأوهام
يتسول الأمل واليقين



كان تتابع التجسيد في الألفاظ إفلاس قلبي ، يتسكع ، يتسول مضيفًا صورة
تفلسف الحزن على أنه لا يكون إلا إنسانًا لاسيما وأنت استخدمت كلمة المشاعر والأحاسيس.
هنا فقط يتضح الفرق بين الإنسان والكائنات البشرية.


وما أمره نحيب جوارحي
حين إختنق صوتي فبكيت بصمت
خشية شماتة العقل ولوم المنطق


كان تعبير حانتنق صوتي فبكيت بصمت تعبيرًا جيدًا عن قسوة التلاشي وتتابع الحزن
حتى يجتمع الصمت مع البكاء ..قمة الكبت .
كذلك شماتة العقل ولوم المنطق كانا تعبيرين متمسين بالتجسيد المناسب وتكامل
بيئة التشبيه من حيث الانفعالات البكاء والاختناق والشماتة واللوم .هذه الثنائيات
تكرّس حالة حصار نفسي يجعل الصورة مبكية من مفارقاتها إما يتمًا وإما حصارًا !


غذت يتيمة مشاعري
لو إفترضت
وهما
أنها كانت تنعم
يوما
بدفئ
الإحتواء

ما شاء الله ختام جيد للعمل ، يتيمة المشاعر تعبير عن النفس . لقد اتسم النص بالتحويم في فلك
هلامي يجعل من الأسى المتميع عنصرًا لازمًا لا سبيل لملاحقته .
فهي لم تغذ النفس لأن الافتراض -حتى وهو وهمي- بالاحتواء لم يتحقق .
لقد اتسم النص بمجموعة من الخصائص نوجزها فيما يلي :
1- التحول من الاستخدام المجازي العادي إلى الاستخدام الابتكاري.
2-التسلسل الجيد في التعبير عن المشاعر .
3- الرؤية .
4- تكامل بيئات التشبيه أو ما يسمى بمراعاة النظير .
عمل متميز أرجو لك الاستمرار على منواله ومن هنا يمكن أن نعطيك بإذن الله جواز سفر المرور
إلى عالم الإبداع .
دمت مبدعة وفقك الله .

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس