عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-10-2007, 10:09 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي عبد الله بن المبارك سيرته وشعره

[FRAME="11 70"]تذكّـرتُ أيـامَ من قد مَضـى

فهاجَ لِي الدمـعَ سحّـاً هتونـا

فـرَدَّدتُ فِي النفـس ذكراهُـمُ

ليُحـدِثَ ذلـك للقلـب لينـا

فقُلــتُ لنَفســي وعاتبتُـها

وقد أبـت النفـسُ أن تستَلينـا

أتنسَيـنَ آثـار من قد مَضـى

ودهراً تقاسيـهِ قدمـا خؤونـا

وقـرع المنـايـا وايقـاعُهـا

وصوتُ الصوائـح فيـما بُلينـا

ومـا إن نـزالُ علـى حـادثٍ

يطيـرُ لهُ القلبُ روعـا حزينـا

وما تـهدأ النفس حتَّى أصـاب

بأخرى حديدٍ تصيـبُ الوتينـا

وإمّـا دراكـاً علـى إثـرِهـا

وقـدمـا تكـادُ تـهدُّ المتونـا

وفِى كـل يـوم وفِـي مسيـةٍ

تكونُ النوائـبُ بالمـوتِ فينـا

وإمـا قـريبـا تـراشُ بــه

وإمـا شـمـالا وإمَّـا يَمينـا

إذا سكن الـروع عـن ميّـتٍ

بدهنا بآخـرَ ينعـى السكونـا

وكيـف البقـاء علـى ما أرى

ستـوتيـن عمـا قليـل يقينـا

دفنـتُ الأحـبـةَ لـم آلـها

أهيـل عليـها تـرابـا وطينـا

وكانـت تعـزُّ علـى أهلهـا

وأعزز بِها اليـوم أيضـا دفينـا

لقد غيّـب القبـرُ فِـي لحـدهِ

وقـاراً نبيـلا وبـراً ودينــا

وصحبِـي والأهـلُ فـارقتهـم

وكنـتُ أراهُـم رفاقـاً عزينـا

كــأنّ تــأوبَ أهليهــم

حنيـنُ عشـارٍ تحـبُّ الحنينـا

وإخـوانُ صـدق لحقنـا بِهـم

فقد كنتُ بالقرب منهم ضَنينـا

وأوحشَـت الـدار من بعدهـم

أظَـلُّ على ذكرهـم مستكينـا

أرى النـاسَ يبكـون موتاهـمُ

وما الحَـيُّ أبقـى مـن الميّتينـا

أليـسَ مصيـرهــم للفنــا

وإن عمَّرَ القـوم أيضـا سنينـا

يساقـون سوقـاً إلَـى يومهـم

فهُم فِي السيـاق وما يشعرونـا

فإن كنت تبكينَ من قد مضـى

فبكّي لنفسـك فِـي الهالكينـا

وبكّي لنفسـك جهـد البكـا

إذا كنـتِ تبكيـن أو تغفلينـا

فـإنّ السبيـل لكـم واحــدٌ

سـيـتّـبِـعُ الآخـرُ الأولينـا

وإن كنـتِ بالعيـشِ معتَــرَّةً

تُمنّيك نفسُـكِ فيـها الظنونـا

فتـادي قبـورَكِ ثُـمّ انظـري

مصـارِعَ أهـلكِ والأقـربينـا

إلَى أينَ صـاروا ومـاذا لقـوا

وكانوا كمثلك فِي الدور حينـاً

وأيـنَ الملـوك وأهـل الحجـا

ومن كنت ترضيـن أو تَحذريـا

وأيـن الـذيـن بَنـوا قبلَنـا

قرونـاً نتابـعُ تتلـو القرونـا

أتيـتُ بسنّيــن قـد رُمّتـا

من الحصن لَما أثـاروا الدفينـا

علـى وزن منيـن إحـداهُمـا

تقلّ بِها الكـف شيئـا رزينـا

ثلاثيـن أخـرى على قدرهـا

تباركـت يا أحسـن الخالقينـا

فمـاذا يـقـومُ لأفـواهِهـم

تباركَـت يا أحسـن الخالقينـا

إذا مـا تـذكّـرتُ أجسامَهُـم

تصاغَرت النفسُ حتَّـى تَهونـا

وكل علـى ذاك لاقـى الـردى

وبادوا جَميـعا فهـم خامِدونـا




[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس