عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-03-2024, 07:42 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

فمن الضروري جداً أن نلتزم بالعمل بما نقول ونروي عن سيرة المعصومين حتي تتطابق أقوالنا مع أعمالنا ويري الناس أننا نعمل علي ضوء أقوال الإمام الصادق والأئمة .
وفي التاريخ الكثير الكثير من أمثال هذه العبر، فحينما حمل جيش الإسلام علي الروم، اجتمع كبار العسكريين الروم وأخذوا يتباحثون في أسباب تقدم المسلمين في الحرب مع أنهم يفقدون التكتيك العسكري والأسلحة الثقيلة في الحرب؟ فأبدي واحد من المجتمعين رأيه ولكن لم يحظ بالقبول، إلي أن قال أحدهم: لنسأل هذا العبد الذي يخدم الحضور في المجلس فسألوه .. فقال: الخادم هل أنا في أمان لو قلت لكم الحقيقة؟ قالوا: نعم، فقال: إن السبب يكمن فيكم لأنكم استعبدتم الشعب الرومي حتي نبذوكم وانفضوا من حولكم، وحينما رأوا المسلمين وسلوكهم وأخلاقهم الحسنة صاروا تائقين مشتاقين، إليهم وأنا أحد الذين يتمنون انتصار المسلمين.
فسألوه عن سبب ذلك.
فأجابهم: كان لي بالقرب من هذا المكان (أي مكان الاجتماع) بستان أعيش فيه مع زوجتي وأولادي الأربعة في رغد وصفاء، حتي جاء نبأ هجوم المسلمين علي بلاد الروم فأخذتم كل أولادي للحرب، ولم ينفعكم إصراري الكثير لبقاء أحد أولادي معي علي الأقل ليكون عوناً لي في خدمة العائلة، ولما مر جيش الروم من أمام بستاني لمقاتلة المسلمين خطف قادة عسكركم زوجتي من بيتي، وهدموا بستاني، بحجة أنه كان واقعاً في طريق الجيش، واليوم أصبحت عاجزاً لا أملك من المال شيئاً حتي اضطررت لأن أخدمكم ههنا!!. فهذه السياسة المملوءة بالعنف والغلظة هي التي سببت انهزامكم أمام المسلمين الذين يتمتعون بالتعامل الإنساني والرحمة والإحسان حتي مع خصومهم وهم يسيرون علي نهج دين يدعو للرحمة والمحبة وينهي عن الظلم والاعتداء والغلظة.
حقوق الناس"

إذا لابد من اتفاق القول الحسن مع سلوك الإنسان ثم قال متحدثا عن عدل الإسلام فقال :
"الإسلام هو الدين الوحيد الذي أعطي لكل ذي حق حقه بمنتهي العدالة والدقة، فإن الناس في المنظار الإسلامي سواسية لا يُفرق بينهم، رجالاً ونساءً شيوخاً وشباباً وأطفالاً وحتي الجنين في بطن أمه، فان لكل واحد منهم الحقوق والأحكام الإلهية التي لا يجوز التعدي عليها تحت أي عنوان كان، فقد جاء أن أحد الزهّاد وتاركي الدنيا عبد الله كثيراً وحارب نفسه بشدة، حيث كان لا يأكل إلا القليل من الطعام، ولا ينام علي مكان ناعم ومريح وترك جميع الملذات، وقد استمر علي هذا الحال حتي بلغ الستين من العمر وفارقت روحه الدنيا، وبعد فترة شاهده أحد الصالحين في عالم الرؤيا وسأله: يا فلان كيف أنت؟ قال: حتي الآن لم يدخلني الجنة لأني أخذت إبرة من شخص علي شكل عارية ولم أرجعها إليه واليوم منعوني من دخول الجنة لتعلق حق الناس في رقبتي .
يقول الله سبحانه وتعالي:"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ" وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" .
والإمام علي بن أبي طالب لما وصلته الخلافة الظاهرية نادي في الناس: «والله لو وجدته قد تُزوج به النساء ومُلك به الإماء لرددته؛ فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق» .
وقال « .. وايم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه، ولأقودن الظالم بخزامته حتي أورده منهل الحق وان كان كارهاً» .
فإن حقوق الناس من الأمور الخطيرة في الإسلام التي يحاسب الإنسان عليها لا في الدنيا فقط بل في الآخرة، ولا ينال الإنسان رحمة الله ولا يذوق طعم العفو والمغفرة الإلهية إلا إذا رضي أصحاب الحقوق عنه.
المكر والخديعة"

ثم ذكر الرجل من يحبهم الله وكل الكلمات تتحدث عن المسلمين بألفاظ متعددة فقال :
"من هدي القرآن الحكيم:
الذين يحبهم الله عزوجل
قال تعالي:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" .
وقال سبحانه:"فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" .
وقال عزوجل:"وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" .
وقال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" .

وقال سبحانه:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" .
وقال تعالي:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" .
هؤلاء لا يحبهم الله عزوجل
قال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" .
وقال سبحانه:"وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" .
وقال عزوجل:"وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ" .
وقال تعالي:"وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" .
وقال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" .
وقال سبحانه:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً" .
وقال عزوجل:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" .
وقال تعالي:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" .
وقال سبحانه:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" .
وقال جل وعلا:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" .
وقال سبحانه:"لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ" ."

ثم ذكر أخبارا والمراد أقوالا عن موجبات المحبة فقال :
"من هدي السنة المطهرة:
موجبات المحبة:
قال الإمام الصادق «ثلاثة تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل» .
وقال الإمام أمير المؤمنين أيضاً: «ثلاث يوجبن المحبة: حسن الخلق وحسن الرفق والتواضع»
وقال الإمام الباقر «البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله» .
وقال الإمام أمير المؤمنين «ثلاث خصال تجتلب بهنّ المحبة: الإنصاف في المعاشرة والمواساة في الشدة والانطواع والرجوع إلي قلب سليم» .
وقال رجل للنبي الأعظم (ص): يا رسول الله، علمني شيئاً إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني أهل الأرض؟ قال (ص): «ارغب فيما عند الله يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» .

وقال الإمام الصادق «رحم الله عبداً اجتّر مودة الناس إلي نفسه فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون» .
وقال أمير المؤمنين «حسن الخلق يورث المحبة ويؤكد المودة» .
وعنه أيضاً: «من لان عوده كثفت أغصانه » .
أعمال يحبها الله عزوجل
قال الرسول الأعظم (ص): «ثلاثة يحبها الله سبحانه: القيام بحقه والتواضع لخلقه والإحسان علي عباده» .
وقال (ص): «ثلاثة يحبها الله: قلة الكلام وقلة المنام وقلة الطعام .. ثلاثة يبغضها الله: كثرة الكلام وكثرة المنام وكثرة الطعام .. » .
وسئل رسول الله (ص): أي الأعمال أحب إلي الله عزوجل؟ قال: «اتباع سرور المسلم» قيل: يا رسول الله، وما اتباع سرور المسلم؟ قال: «شبعة جوعه وتنفيس كربته وقضاء دينه» .
وقال الإمام الصادق «من أحب الأعمال إلي الله عزوجل، إدخال السرور علي المؤمن، إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه» ."

وبالطبع موجب المحبة واحد وهو الدفع بالتى هى أحسن وهى عمل الصالحات للغير ومن ثم تتعارض تلك ألقوال إلا قليلا من خلال تحديدها لأعمال معينة كموجبات للمحبة
وتحدث عن كيفية اكتساب محبة الله وهى كيفية واحدة وهى الإيمان والعمل الصالح فقال:
"كيف نكسب حبّ الله سبحانه؟
قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب في حديث المعراج: «إن النبي سأله ربه ليلة المعراج .. يا محمد، وجبت محبتي للمتحابين فيّ ووجبت محبتي للمتعاطفين فيّ ووجبت محبتي للمتواصلين فيّ ووجبت محبتي للمتوكلين عليّ، وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية، وكلما رفعت لهم علماً وضعت لهم علماً .. » .
وقيل لعيسي علّمنا عملاً واحداً يحبنا الله عليه؟ قال: «ابغضوا الدنيا يحببكم الله» .
وقال الإمام الصادق «إذا تخلّي المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره» .
وقال أيضاً: « .. وطلبت حب الله عزوجل فوجدته في بغض أهل المعاصي»"

وتحدث عن أحب الناس لله فقال :
"أي الناس أحب إلي الله سبحانه؟
قال الرسول الأعظم (ص): «أحب عباد الله إلي الله أنفعهم لعباده وأقومهم بحقه، الذين يحبب إليهم المعروف وفعاله» .
وسئل (ص): من أحب الناس إلي الله؟ قال: «أنفع الناس للناس» .
وقال (ص): «الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلي الله من نفع عيال الله وأدخل علي أهل بيت سروراً» .
وقال الإمام الصادق «قال الله عز وجل: الخلق عيالي فأحبهم إليّ الطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم» .
وعنه أيضاً:
«إن لله عباداً من خلقه في أرضه يفزع إليهم في حوائج الدنيا والآخرة، أولئك هم المؤمنون حقاً آمنون يوم القيامة ألا وإن أحب المؤمنين إلي الله من أعان الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين» "

وبالطبع أحب الناس عند الله من المسلمين هم المجاهدين لأنه فضلهم على القاعدين فقال :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس