عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-05-2022, 04:33 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي نقد كتاب حماية الناشئة من الانحراف

نقد كتاب حماية الناشئة من الانحراف
المؤلف بندر بن نافع العبدلي وهو يدور حول حماية الوالدين لولدهما من البعد عن دين الله بالانخراط فى الأنشطة الاجرامية كتناول المخدرات والزنى وشرب الخمر وقد بين وجوب حماية الأبوين لأولادهما فقال :
"* فإن حماية الناشئة من الانحراف مطلب ضروري حث الشارع عليه في قوله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }
* وأمر به النبي (ص)في أحاديث كثيرة سيمر بك جملة منها من خلال هذا البحث المختصر ولأهمية الموضوع ولما للأبوين من دور بارز في حماية أبنائهم من الانحراف رأيت أن أكتب فيه هذه الورقات، سائلا المولى عز وجل أن ينفع بها وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب"
وتناول الرجل أن حماية الأولاد تبدأ من قبل الزواج باختيار الزوجة الصالحة كى تربيهم تربية صالحة وهكذا فقال :
"الفصل الأول
دور الأبوين في غرس الصلاح والخير في نفوس أبنائهم:
للأبوين دور بارز في صلاح الأبناء واستقامتهم – بعد توفيق الله عز وجل – ذلك لأنهما اللبنة الأولى التي ينشأ الطفل فيها منذ ولادته، ويتلقى منهما التوجيه والرعاية
* ولذا حث الشارع على تكوين أسرة مسلمة بدءا باختيار الزوجة الصالحة، قال النبي (ص): «تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجماله، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» [متفق عليه]
* فخير ما تنكح عليه المرأة دينها، وصلاحها، وتقواها، وإنابتها إلى ربها ومولاها، فمثل هذه تقر العين بها، وتؤتمن على نفسها ومال زوجها، وتربية أولاده"

وقطعا المفترض فى أى مسلمة أنها طيبة وكذلك المسلم طيب فلا يوجد فيهم خبيث أى بتعبير فاسد أى كافر ولذا قال تعالى :
" الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين"
ومن ثم فالكلام عن صلاح المسلمة أو المسلم هو ضرب من الخبل فليس فى المسلمين ثالح وفاسد أى بر وفاجر وإنما المسلمون والمسلمات جميعا صالحون أبرار
وتحدث عن تسمية الابن اسم حسن فقال :
"* ثم باختيار الاسم الحسن للابن، فإن للاسم الحسن تأثير في مسماه، قال ابن القيم: «فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من اسمه، وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه وترك ما يضاده، ولهذا ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم، وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم» "
والاسم الحسن ليس كما فى ظن الناس اسم جميل فالاسم الحسن هو ما وافق أحكام الله وليس مجرد كلمة قد يكرهها البعض مثل تسمية الولد باسم حرب أو قتال وهو نفس معنى كلمة جهاد
وتحدث عن العقيقة فقال :
"* ثم بالعقيقة عنه، فعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله (ص): «كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق رأسه ويسمى» رواه أهل السنن بإسناد صحيح
وهذه العقيقة جعلها الله تعالى سببا لفك رهان المولود من الشيطان الذي يعلق به من حين خروجه إلى الدنيا وطعنه في خاصرته"

ولا وجود للعقيقة فى الإسلام لأن معظم المسلمين لا يملكون ثمن شاتين للذكر وشاة للأنثى ولا يفرض فى الإسلام شىء عام إلا ما يقدر عليه الكل وكذلك أمر الحلق والتسمية فى تحديد لذلك فى الوحى
وأحاديث العقيقة متناقضة فمرة على الذكر شاة ومرة شاتين والسؤال الواجب طرحه :
كيف يتم ارتهان المولود بالعقيقة وهو لا يملك شىء من الدنيا ولا حتى يعرف معناها"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا" وإنما الارتهان وهو الحساب على العالم بالشىء القادر عليه ؟
ولخص دور الوالدين فى حماية طفلهما فقال :
"ويتلخص دور الأبوين فيما يلي:
أولا: تعليق أبنائهم بالله عز وجل وتوحيده وتعظيمه:
تحقيقا للفطرة التي فطروا عليها، قال (ص): «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» [متفق عليه]
* معناه: أن كل مولود من البشر إنما يولد في مبدأ الخلقة وأصل الجبلة على الفطرة السليمة، والطبع المتهيئ لقبول الدين، فلو ترك عليها وخلي سبيله لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها، لأن هذا الدين موجود حسنه في العقول، وبشره في النفوس، وإنما يعدل عنه من يعدل إلى غيره ويؤثره عليه لآفة من آفات فساد النشوء والتقليد، فلو سلم المولد من تلك الآفات لم يعتقد غيره ولم يختر عليه ما سواه»
* فيؤكد الأبوان هذه الفطرة بتقريرها، بأن الله هو الذي خلقهم ورزقهم ودفع عنهم الشرور والنقم، وأمدهم بالنعم، وهي متعددة، والتي منها ما سخره لهم من الطعام والشراب والمركب والمسكن، وكذا ما وهبه لهم من نعمة البصر، والسمع والشم والتذوق، ونعمة العافية، وما خلقه في الكون من جبال وسهول وأرض وسماء، وما فيها من عجائب المخلوقات"

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ففي كل ما خلقه الله إحسان إلى عباده يحمد عليه حمد شكر، وله فيه حكمة تعود إليه، يستحق لأجلها أن يحمد عليه حمدا لذاته»
* وتذكيرهم أيضا بنعمة الوالدين، فإن لذلك أثرا بالغا في نفوسهم، وحينئذ يحسون بشعور يغمر قلوبهم تجاه الله عز وجل، وهنا يكون دور الأبوين في توجيه الأولاد نحو الطريق الصحيح، بعد معرفة الخالق وتعليقهم به، وتذكيرهم بنعمة التوحيد عليهم"

والفطرة وحديثها باطل لأن الفطرة فى القرآن هى دين الله وليس شىء يولد يعرفه الإنسان لأنه يولد جاهلا لا يعلم شىء كما قال تعالى :
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
والمراد تربية الطفل على الإسلام بتعليمه إياه بعد أن يفهم وهو ما قاله قى ثانيا :
"ثانيا: حثهم على فعل العبادات وتحبيبهم لها وتعليمهم إياها:
* لا سيما الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي ألصق شعيرة دينية تلازم الإنسان المسلم طول حياته ما دام مكلفا حاضر العقل، وفيها فوائد عدة، فهي مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوية للقلب، منشطة للجوارح، شارحة للصدر، مغذية للروح، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن ، فيذكر الأولاد بهذه الفوائد ترغيبا لهم على فعلها ولو قبل البلوغ ليعتادوها بعده، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (ص): «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» [رواه أبو داود بإسناد حسن]
* قال البيهقي في «السنن الكبرى»: «باب ما على الآباء والأمهات من تعليم الصبيان أمر الطهارة والصلاة» ثم ساق بسنده الحديث المتقدم
* وكذا الصوم إذا أطاقوه، قال ابن حجر «واستحب جماعة من السلف منهم ابن سيرين والزهري، وقال به الشافعي أنهم يؤمرون به للتمرين عليه إذا أطاقوه»

* وتعليمهم القرآن الكريم، فعن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله (ص): «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [رواه البخاري]
* وروى ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن عيسى – أحد التابعين – قال: «لا تزال هذه الأمة بخير ما تعلم ولدانها القرآن»
* قال السيوطي: «تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشئون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكين الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال»
وقد كان السلف الصالح يتسابقون إلى ذلك فها هو ابن عباس يقول – مفتخرا بما من الله عليه -: «توفي رسول الله (ص)وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم» وهو من سورة الحجرات [رواه البخاري]
* ونقل الخطيب البغدادي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري أنه قال: «رأيت صبيا قد حمل إلى المأمون، قد قرأ القرآن، ونظر في الرأي، غير أنه إذا جاع يبكي»
* وقال عبد الله بن محمد الأصبهاني: «حفظت القرآن ولي خمس سنين»
* وقال عبد الله بن الإمام أحمد: «لقنني أبي أحمد بن حنبل القرآن كله باختياره»
* قال ابن كثير: «وعلى كل تقدير، ففيه دلالة على جواز تعليم القرآن في الصبا، وهو ظاهر، بل قد يكون مستحبا أو واجبا، لأن الصبي إذا تعلم القرآن بلغ وهو يعرف ما يصلي به، وحفظه في الصغر أولى من حفظه كبيرا، وأشد علوقا بخاطره، وأرسخ وأثبت، كما هو المعهود من حال الناس وللقرآن تأثير عجيب في نفس الطفل لا سيما بعد حفظه وتكراره وفهمه، يظهر ذلك جليا في سلوكه وأخلاقه ومعاملته، حتى في دراسته فهو متفوق فيها، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في بلادنا شاهدة بذلك، إذ طلابها هم من النابغين، وفي طلب العلم والحرص عليه من السابقين، ولا غرو في ذلك، إذ حفظهم للقرآن وتمسكهم بتعاليمه قادهم لتلك الأخلاق العالية، والصفات النبيلة
فعلى الأبوين أن يحرصا كل الحرص على تعليم أبنائهم القرآن الكريم، ففي ذلك الخير والفلاح في الدنيا والآخرة"

وتعليم الطفل أداء بعض الأحكام التى يقدر على القيام بها كالاستنجاء والوضوء والصلاة والاستئذان وتعلم القراءة والكتابة وحفظ بعض سور القرآن واجب
وتحدث بندر عن تعليم الآداب فقال :
"ثالثا: تعليمهم الآداب الشرعية والمنح المرعية:
* قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }
* قال علي : «علموهم وأدبوهم»
* وروى الترمذي بسند مرسل أن النبي (ص)قال: «ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن»
* قال علي بن المديني: «توريث الأولاد الأدب، خير لهم من توريث المال، الأدب يكسبهم المال، والجاه والمحبة للإخوان، ويجمع لهم خيري الدنيا والآخرة
* فمن ذلك: تعليمهم آداب الأكل والشرب والنوم والاستيقاظ، ودخول المسجد والخروج منه، ودخول المنزل والخروج منه، وآداب قضاء الحاجة، والأدب مع الوالدين والسلام عليهما عند الدخول والخروج، والأدب مع الإخوة والأخوات، واحترام الصغير منهم للكبير، وعطف الكبير على الصغير، وبإمكان المؤدب عقد حلقة أسبوعية أو نصف شهرية مع أفراد الأسرة، وفيها من الفوائد ما لا يحصى، من ذلك تدارس مثل هذه الآداب وحفظها ووضع جائزة أو هدية لمن يحفظ أكبر عدد ممكن من الآداب والأذكار

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس